3 خطوات تبدأ بها رحلة الاستدامة المالية

ع ع ع

قد أصبح قياسُ الأداء أمراً لا يُستغنى عنه في قطاع المشاريع غير الربحيّة، فمقياسُ الأداء يستخدمُ البيانات والمعلُومات المُتوفّرة من أجل تقييم وتحديد التقدّم الذي تم الوصول إليه باتجاه تحقيق الهدف المُتمثّل غالبًا في تحقيق الاستدامة الماليّة، ويُعتبر القياسُ مُهمّاً للغاية بسبب ما يقدمه من تقييم لما هو مفيد وغير مفيد بالنسبة لجمع التبرعات والنفقات والبرامج، بالإضافة إلى أنّ القياس أمرٌ مُهمٌّ لتحديد التقدُّم الذي تُحرزه لكي تُساهم بالاستدامة الماليّة للمُنظّمة.

1- ابدأ بما تعرف:
لا داع لأن تكون عملية القياس مُعقّدةً، تنصحُ المُنظّمات غير الرّبحيّة دائماً بأَن تبدأ بشكل بسيط وبما هو مألوفٌ بالنّسبة لك، فمثلاً لو أنك تعلم كيف تحصي المستفيدين من برامجك جُغرافياً فابدأ من ذلك، ولو أنك تريد زيادة قاعدة المُتبرّعين لديك بنسبة 5% ابدأ من ذلك وابدأ بقاعدة مؤلفة من مجموعة من الأهداف والمعايير التي من الممكن أن تعتمد عليهاً مستقبلاً، لأن هذه المقاييس البسيطة هي التي ستبني عليها الأساس، فعمليّة التعلّم تعتمد بشكل كبير على الفهم، بإمكانك وضعُ كل أنواع المعايير والمقاييس والأشكال والصور والرسوم البيانية والإحصائيّات ولكنها غير متعلقة بالأمور التي تفهم غاياتها، لذلك ابدأ بقياس الأمور التي تعرفها من قبل.

2- القياس:
ثانياً، ابدأ القياس. لو أنك لم تبدأ بعد ببرامجك وجمع التبرعات أو تحديد الموارد المالية ابدأ بأسرع وقت ممكن، إذ تُعتبر البرامج والموارد الماليّة وعمليّة جمع التبرعات من الوظائف الأساسية، وبالتالي فهي من الوظائف التي بإمكانك أن تطورها وتبتكر فيها وقُم بقياس التقدم والمعايير التي يضعها الآخرون مقابل أهدافك ومن ثم ابدأ بالمشاركة وتحدّث عن هذه الأهداف والمعايير لأصدقَاءك وعائلتك وزملائك بالعمل ومجتمعك وأي أحد ينصت لك. ومن خلال مشاركة ذلك سوف تمرُّ بكثير من حالات الإدراك المفاجئ لحقيقة كانت مُغيّبةً عن ذهنك حيث تكتشف أشياءُ جديدةٌ تريد قياسها أو طرق جديدة لفهم وتخزين المعلومات التي تريد قياسها في الوقت الحالي.
ومن المهمّ أن تبدأ القياس ومن المقبول أن تُخطئ، كصاحب مُنظّمة تبحثُ عن الاستدامة اركض قبل حتى أن تمشي مزّق حاجز الخوف واركض بسرعة وتجاوز حدود المنطق وانطلق! كلما بدأت بشكل أبكر كلما تكوّنت لديك خبرةٌ أكثر وقدراتٌ أكثر في القياس.

3- الاستمرارية:
ليس مطلوبًا منك أن تكون محلل بيانات أو خبيراً في إدارة البيانات لكي تكون جيداً بالقياس، حيث عليك فقط أن تبدأ بما تعرفه ودع عملك يلقي الضوء على ما سوف تقوم بقياسه في المرحلة الثانية. على سبيل المثال، بينما تقيس الزيادة في عدد المتبرعين الذين يساهمون كل سنة يُمكن أن تدرك أنك تريد قياس عدد المتبرعين الذين استمروا معك سنة بعد سنة، أو بينما تعمل إحصائيات لعدد المساهمين في البرنامج يمكن أن تشعر برغبة بمعرفة مَن مِن المشاركين في البرنامج قد حقق أهداف البرنامج.
أطلق العنان لفضولك ودعه هو الذي يقود عملية القياس، بإمكانك أن تضع طريقتك الخاصة بالقياس لأنك بدأت بالذي تعرفه، استفد من خبرتك هذه لبناء قدرات مُنظّمتك.
ويُعتبر القياس واحداً من أهم العادات في إدارة الأعمال خاصّةً مع بدأ بعض المُؤسّسات تقديم المنح في تجربة آليّات ماليّة مثل القروض واستثمارات الأسهم التي تتطلب مؤسسات غير ربحية أو شركات ذات توجُه اجتماعي لتسديد الأموال بمرور الوقت من خلال العائدات، بحيث تنتشر هذه العادة أكثر وأكثر لدى القائمين على الأعمال وخاصة في قطاع الأعمال الخيريّة.
وقد أصبح المُموّلون والمُتبرّعون على حد سواء مُهتمين بالمنظمات التي تقيس أدائها وتظهر إنجازاتها وهم يبحثون تحديداً عن المنظمات التي تقيس أدائها المالي ونجاح برامجها وأداءها الخاص بجمع التبرعات وأثر برامجها ومن ثم بشكل تدريجي يتم تطوير عملية القياس، بينما تزيد خبرتها ومهارتها وتنكشف لها فرصٌ جديدة ٌوتتعلم أكثر عن كيفية تحقيق الاستدامة الماليّة لديها.


  • هل كانت هذه المقالة مفيدة؟
  •    

اشترك في نشرتنا البريديّة

scroll to top