تعارض الهويات وتحقيق الاستدامة

ع ع ع

وهنا يكمن الصراع الفلسفي: هل ينتهك الربح الذي يصنع المال جوهر العمل الخيري؟

وهل هي مختلفة  تمامًا عن الأعمال التجارية؟

رُبّما يكُون الفارق الأكثر بروزًا هو أن المنظمات الغير ربحية لا تحصد الأموال التي تكسبها، بل تتم إعادة تدويرها مرة أخرى إلى المؤسسة بحيث يمكنها تقديم المزيد من الخدمات أو الوصول إلى المزيد من العلاقات، وتلك هي المهمة الأساسية التي تربط القطاع الغير ربحي بصرف النظر عن كيفية تلقي منظمة أو مؤسسة اجتماعية دعمها المالي، كما قالت هول في مؤسسة كالفرت.

وقالت "أنهم يحاولون معالجة بعض الاحتياجات التي لا يعالجها السوق لأيّ سبب كان"، "فبعض هذه الاحتياجات تتطلب العمل الخيري لجعلها تعمل بشكل جيّد، ويمكن تمويل الكثير منها بطريقة لم يدركها السُّوق بعد."

تقوم مؤسسة كايس فاونديشن التي تتخذ من مقاطعة جونسبورو الأمريكيّة مقرًّا لها بتمويل المنظمات من خلال مجموعة من المنح والقروض، لكنّ المؤسسين المشاركين ستيف وجان كايس يستثمران أيضا استثمارات من خلال صندوق الأزواج الشخصي.

وقال جان كايس: "من المحتمل أن يستلزم الأمر لإضفاء الشرعية على التأثير الإستثماري أن يحتجّ قادة المُنظّمات وأن يثيروا القضيّة من خلال العمل عليها فعليًا وبعد ذلك أن يُصبحوا صريحين بخصوص ما كانت عليه تجاربهم"، "نحن نحاول أن نفعل شيئًا جديدًا ولم يتم اكتشاف كل شيء بعد."

سوف يحتاج المدافعون للفوز على المتشككين، فالحديث عن المنظمات الغير ربحية التي تعمل أكثر مثل الأعمال التجارية أو تحويل أموال المؤسسة إلى مؤسسات ربحية يمكنهُ أن يقلق بعض فاعلي الخير الأكثر تقليديّةً في القطاع.

ورُغم ذلك، يقول البعض أن التحوُّل نحو العمل الخيري القائم على الإيرادات والتأثير الإستثماري له يسيران بالفعل على طريق واحد.

وقال كورتين في دي سي سنترال كيتشن: "نعتقد أن هذا هو مُستقبل ما سوف يبدو عليه شكل المؤسسة الغير ربحية القويّة"، "إن هذه المؤسسة الغير هادفة للربح سيكون لديها نوعٌ من القدرة على إدرار الدّخل."

وأكمل "نحتاج بشدة في بلدنا الآن حتى يفهم الناس أنّ المجتمع غير الربحي لا يتعلق بالأعمال الخيرية، بل يتعلق بالتنمية الاقتصادية على العديد من المستويات".


المصدر


  • هل كانت هذه المقالة مفيدة؟
  •    

اشترك في نشرتنا البريديّة

scroll to top