إدارة المخاطر والحوكمة

ع ع ع

يعد مجلس الإدارة في المنظمة غير ربحية بمثابة بوصلة الحماية، ويتحمل أعضاء مجلس الإدارة مسؤوليات مالية، مما يعني أنه يجب عليهم العمل على مستوى عالٍ من الحرص ولصالح المنظمة العام التي يخدمونها.

غالباً ما يكون مجلس المنظمة غير الربحية القادر على مجابهة المخاطر، في جوهره يتمتع بمميزات قيادية للحفاظ على استدامة المنظمة، وفي الأثناء، يعد أعضاء مجلس الإدارة الذين يدركون كل الشروط الضرورية للإشراف على منظمة غير ربحية وميزانيتها في الحقيقة مديرين جيدين لمختلف المخاطر التي تواجه المنظمة ومشرفين مثالين فيما يتعلق بمبادئ الحوكمة المؤسسية.

تناصر المنظمات غير الربحية البعض من أصعب القضايا، التي تعجز المؤسسات الحكومية والخاصة على مجابهتها، على خلاف الشركات الربحية التي تهدف إلى إرضاء مساهميها وعملائها، يحتاج أعضاء مجلس الإدارة وقادة المنظمات غير الربحية إلى الشعور بالثقة والمسؤولية الذي يمنحه لهم المجتمع والداعمين للمنظمة، في حين يكمن هدفهم الرئيسي في تحقيق مهمة المنظمة، بدلاً من تحقيق الربح.

ووفقًا لتقرير أجراه Oliver Wyman تحت عنوان “إدارة المخاطر للمنظمات غير الربحية”، فأن العديد من المنظمات غير الربحية باتت على حافة نفاذ مواردها، نظراً لأن مديري مجالس الإدارة لا يتمتعون بالمعرفة والخبرة اللازمة للإشراف بشكل فعال على منظمة غير ربحية.

تتنامى المخاطر في عالم المنظمات غير الربحية:

عندما نفكر في جميع الأمور الجيدة التي تقدمها المنظمات غير الربحية، من السهل غض الطرف عن أي مخاطر قد تواجهها على طول الطريق، في الأثناء، تحمي سياسات التأمين الخاصة بالمديرين والموظفين أعضاء مجلس الإدارة من الدعاوى القضائية التي قد تنتج عن الأفعال أو القرارات التي يتخذها المجلس. وفي حين أن أعضاء مجلس الإدارة لديهم القدرة على التحكم في بعض المخاطر، إلا أنهم قد يعجزون عن مواجهة بعض التحديات الأخرى.

عموماً، تعرف المنظمات غير الربحية التي تدار بشكل جيد كيفية طرح القضايا التي تدافع عنها على المانحين الرئيسيين، إلا أن ذلك لا ينفي حقيقة أن هناك تنافساً كبيراً لنيل الأموال الممنوحة.

ما يجعل هذا الأمر بمثابة تحد بالنسبة للمنظمات غير الربحية، أنها مطالبة أولاً بتقديم خدمات عامة للمنتفعين، ومن ثم سيتسنى لها تلقي بعض من التمويل، وعادةً ما تخصص مختلف الحكومات أموالاً ضمن ميزانيتها لبعض المنظمات غير الربحية، لكن القائمين على مثل هذه المهمة قد يكونوا بطيئين في إصدار المدفوعات.

في هذا الصدد، تعد ولاية Illinois الأمريكية مثالًا حياً وحديثاً على ذلك، فقد أدى فشل الحاكم والجمعية العامة في الموافقة على ميزانية مخصصة للمنظمات الربحية لمدة سنتين، إلى تكدس أكثر من 15 مليون دولار من الديون في شكل فواتير غير مدفوعة، نتيجة لذلك، اضطرت المنظمات التي لم تكن على استعداد لوقوع مثل هذا التأخير، إلى اللجوء لاحتياطياتها، وبمجرد استنفاد تلك الاحتياطيات، غالباً ما تجد بعض المنظمات غير الربحية نفسها تكافح للبقاء على قيد الحياة، على ضوء هذه المتغيرات، يتعين على مجالس المنظمات غير الربحية بذل قصارى جهدها للتنبؤ بالتقلبات المالية والتخطيط لكيفية مواجهتها.

الحوكمة الرشيدة تحتاج خطة إدارة مخاطر:

تعتبر عملية جمع الأموال والتمويل من القضايا الرئيسية في المنظمات غير الربحية. يجب أن يكون أعضاء مجلس الإدارة قادرين على فهم التقارير المالية وكيفية تقييم الميزانية على المدى القصير والبعيد، نظرًا لأن الكثير من أموال المنظمات غيرالربحية لا يمكن التنبؤ بها، كما يجب أن تضع مجالس الإدارة خططًا للكوارث والنائبات، حتى لا يضطروا إلى الانسحاب إذا واجهوا موقفاً معقداً.

تبدأ الحوكمة من مجلس الإدارة:

على أعضاء مجلس الإدارة تقييم المخاطر والفرص التي قد تنشأ في المستقبل القريب أو البعيد، ولتحقيق هذه الغاية، يتعين على مديري مجالس الإدارة أن يكونوا أصحاب رؤية شاملة، ما سيمنح المنظمة آفاقاً أرحب، يجب أن يعمل المجلس باستمرار من أجل تحديد وتقييم وإدارة المخاطر، وهو ما يشبه إلى حد كبير واجبات مجالس إدارات الشركات المدرجة في البورصة، حيث يتمتع مجلس الإدارة بسلطة كبيرة لتفويض الإجراءات والمعاملات الرئيسية، وبالتالي، يجب عليهم استخدام نفوذهم بحكمة.

تعني الحوكمة الرشيدة الإشراف على إدارة المنظمة مع اتخاذ قرارات حول مختلف العمليات، في الوقت نفسه، تحتاج المجالس إلى بناء جسور تواصل متينة فيما يتعلق بالإدارة، ويتمثل دور مجلس الإدارة في هذه العلاقات في تقديم النصح والإرشاد للمديرين وتوفير الموارد لهم.

كما تحيل الحوكمة الرشيدة إلى توفير الفرص لسماع آراء ووجهات نظر جميع أعضاء مجلس الإدارة، دون السماح لعضو أو عضوين بالسيطرة على المناقشات، يجب أن يشعر جميع أعضاء مجلس الإدارة بقدر من الراحة لطلب تضمين بعض المعلومات في جداول أعمالهم ومشاركة المعلومات التي حصلوا عليها انطلاقاً من مصادرهم الخاصة، بتوجيه وإدارة من رئيس المجلس، يسعى أعضاء مجلس الإدارة في المنظمة غير الربحية إلى تبادل وجهات النظر فيما بينهم، وكذلك مع الإدارة، والمهنيين المجتمعيين، والمجلس الاستشاري، والمستشارين المستقلين عند الضرورة.

الأفكار النهائية حول العلاقة بين إدارة المخاطر والحوكمة:

تعد إدارة المخاطر جزءًا من الحوكمة المؤسسية الرشيدة في المنظمة غير الربحية. لا يوجد أمر مؤكد تمامًا في المجال غير الربحي، ولكن المجالس التي تمارس الحوكمة المؤسسية الرشيدة ستحد من عوامل الخطر المتأصلة في أي نوع من المنظمات.

 

الموقع: بورد إفكت

  • هل كانت هذه المقالة مفيدة؟
  •    

اشترك في نشرتنا البريديّة

scroll to top