اليوم الوطني السعودي: من الاحتفال إلى منصة عطاء وطنية مستدامة

ع ع ع

في صباح الجمعة 29 أغسطس 2025، وأثناء تصفحي لمقالات VolunteerHub حول GivingTuesday، استوقفتني فكرة لافتة: كيف استطاع العالم أن يحوّل يومًا عاديًا إلى أكبر حركة عطاء جماعية، مدعومة بإحصاءات دقيقة واستراتيجيات متابعة وقياس واضحة؟ الأرقام وحدها تكفي لتُظهر حجم الأثر: مليارات الدولارات، ملايين المتطوعين، ومبادرات انتشرت في أكثر من 80 دولة.


هذا المحتوى قادني للتفكير في مناسبة محلية تحمل قيمة وجدانية أكبر بكثير: اليوم الوطني السعودي. في 23 سبتمبر من كل عام، يتجدد شعور الفخر والانتماء، ومعه تنطلق آلاف التهاني والتبريكات عبر المنصات.

لكن السؤال: هل يكفي أن يقتصر الاحتفال على الكلمات؟


ما هو GivingTuesday؟

انطلقت مبادرة GivingTuesday في الولايات المتحدة عام 2012 كفكرة بسيطة: أن يكون الثلاثاء الذي يلي الجمعة السوداء والاثنين الإلكتروني مخصصًا للعطاء بدل الاستهلاك.

الهدف كان خلق توازن بين موجة التسوق والاستهلاك في موسم الأعياد وبين قيم الكرم والمشاركة المجتمعية.

خلال سنوات قليلة فقط، تحولت الفكرة إلى حركة عالمية للعطاء يشارك فيها ملايين الأفراد وعشرات الآلاف من المنظمات في أكثر من 80 دولة، وتُجمع فيها مليارات الدولارات سنويًا. لم تقتصر المشاركة على التبرعات المالية، بل شملت التطوع، المبادرات المجتمعية، دعم القضايا البيئية، والتعليمية والصحية.

سر نجاح GivingTuesday أنه أثبت أن يومًا واحدًا يمكن أن يصبح رمزًا متجددًا للعطاء، إذا تم استثماره بالتخطيط السليم، والتحفيز الإعلامي، وقياس الأثر.


وعند مراجعتي لملف الهوية الوطنية لهذا العام 2025 تحت شعار "عزّنا بطبعنا" رابط الهوية، وجدت وصفًا دقيقًا لجوهر الشخصية السعودية: الكرم، الجود، الفزعة، الطموح، والأصالة. هذه ليست مجرد صفات، بل أدوات عملية يمكن أن تتحول إلى حملات نوعية في اليوم الوطني، حيث تترجم الجمعيات والأفراد والقطاع الخاص تلك القيم إلى أفعال: تبرعات، مبادرات تعليمية، برامج صحية، حملات تطوعية وبيئية.


تمامًا كما فعلت مبادرة GivingTuesday عالميًا، يمكن أن يصبح اليوم الوطني السعودي منصة وطنية للعطاء المستدام، بدل أن يبقى مساحة للتهاني العابرة.



اليوم الوطني: من مناسبة احتفالية إلى فرصة وطنية للتنمية

يُعد اليوم الوطني السعودي محطة سنوية يستعيد فيها المجتمع تاريخه العريق ويجدد مشاعر الانتماء والفخر بالهوية. وفي الوقت الذي تغلب فيه مظاهر الاحتفال على هذا اليوم، تبرز فرصة مهمة لتحويل هذه المشاعر إلى أفعال عملية تُسهم في تعزيز التنمية المستدامة. إن الاحتفال بالوطن لا يقتصر على الأهازيج والأعلام، بل يمتد ليشمل مبادرات تُترجم روح المواطنة إلى أثر ملموس في المجتمع.


لماذا نستفيد من تجربة GivingTuesday العالمية؟

منذ انطلاقه عام 2012، استطاع GivingTuesday أن يحوّل يومًا عاديًا بعد مواسم الاستهلاك إلى أكبر حركة عالمية للعطاء. قوته ليست في حجم التبرعات وحدها، بل في قدرته على تعبئة الناس حول العالم في يوم واحد تحت شعار "الكرم الجماعي". هذه التجربة تقدم درسًا مهمًا: بالإمكان أن يكون لليوم الوطني في المملكة نفس التأثير، عبر تصميم مبادرات وطنية للعطاء تجمع بين المؤسسات، الأفراد، والقطاع الخاص، وتحوّل المناسبة من احتفال إلى موسم مستدام للعطاء.


الفارق بين "العاطفة اللحظية" و"الأثر المستدام"

المشاعر الوطنية في اليوم الوطني قوية، لكنها غالبًا آنية وسريعة التبخر مع انتهاء المناسبة. بينما التحدي الحقيقي هو نقل هذه العاطفة إلى "أثر مستدام" يُبنى عليه لاحقًا. الفرق بينهما هو في التخطيط: العاطفة اللحظية تعبر عن الفرح، أما الأثر المستدام فيعبر عن المسؤولية. ومن هنا تأتي أهمية هذا الدليل، ليضع بين يدي الجمعيات والمؤسسات خارطة طريق عملية تجعل من اليوم الوطني منصة وطنية للعطاء، لا مجرد ذكرى عابرة.



أولاً: الفلسفة:

العطاء جزء من الهوية السعودية (تاريخياً وثقافياً)

منذ تأسيس المملكة العربية السعودية ارتبط اسمها بالعطاء، سواء عبر دعم القضايا الإسلامية والإنسانية عالميًا، أو عبر المبادرات الوطنية التي عززت قيم التكافل والتضامن. العطاء في الثقافة السعودية ليس فعلًا طارئًا، بل هو امتداد لقيم راسخة في الدين والتاريخ والعادات. ولعل انتشار الأوقاف، الصدقات، ومبادرات الضيافة والإكرام شاهد حي على أن "العطاء" ليس مجرد ممارسة اجتماعية، بل جزء من الهوية السعودية.


GivingTuesday: كيف حوّل يومًا عاديًا إلى حركة عالمية؟

في عام 2012 وُلدت فكرة GivingTuesday لتكون ردًا على موجة الاستهلاك التي تلي "الجمعة السوداء" و"الاثنين الإلكتروني". الفكرة بسيطة: يوم مخصص للعطاء بدل الشراء. بمرور الوقت تحوّل هذا اليوم إلى حركة عالمية يشارك فيها ملايين الأفراد وعشرات الآلاف من المنظمات في أكثر من 80 دولة، ويُجمع فيه مليارات الدولارات لدعم القضايا الخيرية. قوة الفكرة تكمن في تحويل يوم محدد إلى رمز عالمي للعطاء، عبر التعبئة الرقمية والشراكات المجتمعية.


اليوم الوطني: أرضية خصبة للهوية والعطاء

اليوم الوطني السعودي ليس مجرد مناسبة سياسية أو تاريخية، بل هو مساحة جامعة لمشاعر الفخر والاعتزاز بالوطن. هذه الأرضية العاطفية يمكن أن تتحول إلى منصة عملية للعطاء الوطني، حيث تتلاقى جهود الأفراد والمؤسسات لتأكيد أن حب الوطن لا يُختصر في الاحتفال، بل يمتد ليصبح مشاريع دعم وتعليم وصحة وتنمية. كما أن اليوم الوطني، بما يحمله من رمزية واهتمام واسع، يوفر بيئة مثالية لتحويل الانتماء إلى أفعال تُسهم في تعزيز الهوية الوطنية من خلال الأثر الملموس.


ثانياً: الاستعداد (قبل اليوم الوطني)

التحضير هو نصف النجاح. فكما أظهرت تجربة GivingTuesday، لا يمكن تحقيق أثر واسع دون خطة واضحة ومتكاملة. اليوم الوطني السعودي يمنح الجمعيات والمنظمات فرصة لإطلاق مبادرات ذات طابع وطني، لكن ذلك يتطلب استعدادًا دقيقًا يسبق المناسبة بأسابيع أو حتى أشهر.

1. تحديد الأهداف: (تبرعات، متطوعون، وعي، شراكات)

قبل إطلاق أي مبادرة، ينبغي الإجابة عن سؤال أساسي: ما الذي نريد تحقيقه في هذا اليوم؟

  • تبرعات مالية: هل الهدف جمع تبرعات لمشروع محدد (بئر، مدرسة، برنامج صحي)؟

  • استقطاب متطوعين: كم عدد المتطوعين المطلوبين؟ وما نوع الأنشطة؟

  • رفع الوعي: هل الهدف توعية المجتمع بقضية معينة (بيئية، صحية، تعليمية)؟

  • بناء شراكات: هل تسعى المنظمة لعقد تحالفات مع جهات حكومية أو خاصة لتعزيز الاستدامة؟

وضع أهداف واضحة وقابلة للقياس (SMART Goals) يضمن أن الجهود لن تذوب في زخم الاحتفالات.

2. تصميم الرسالة: ربط الفخر الوطني بالعطاء

لا يكفي أن نقول "تبرعوا" أو "شاركوا"، بل يجب أن تكون الرسالة مرتبطة بروح اليوم الوطني:

  • صياغة شعارات مثل: "عطاؤنا لوطننا امتداد لانتمائنا" أو "نحتفل بالوطن بالعطاء".

  • رواية قصص قصيرة عن مستفيدين تُبرز أثر العطاء في تعزيز قوة الوطن.

  • استخدام لغة تحفيزية تستثير مشاعر الفخر والمسؤولية في آن واحد.

3. بناء الهوية البصرية: دمج الرموز الوطنية مع رموز العطاء

اليوم الوطني يرتبط بهوية سنوية، غالباً ما تستمد مظهرها من العلم والشعار الوطني. هنا يمكن الدمج الذكي بين هذه الرموز وبين رموز العطاء:

  • تصميم شعارات الحملة تتضمن هوية اليوم الوطني والرموز المستخدمة فيه مع رمز القلب أو اليد الممدودة.

  • إنتاج مقاطع مرئية أو صور تعكس المشاركة الوطنية في العطاء، مثل مشاهد زرع الأشجار أو توزيع وجبات مع رفع العلم السعودي.

  • توحيد الهوية البصرية في جميع المنصات (إعلانات، سوشال ميديا، تقارير).

4. التقنيات والأدوات: أكواد تتبع، منصات تبرع، حملات إعلامية

الجانب التقني لا يقل أهمية عن الجانب الإبداعي:

  • أكواد تتبع: إنشاء روابط خاصة لكل حملة أو شريك باستخدام أدوات مثل Google Campaign URL Builder لمعرفة مصدر التفاعل.

  • منصات تبرع: اختيار منصات معتمدة وسهلة الاستخدام، وربطها مباشرة بوسائل الدفع الرقمية.

  • حملات إعلامية: إعداد خطة للنشر قبل وأثناء وبعد اليوم الوطني تشمل:

    • محتوى رقمي (فيديوهات، صور، قصص ملهمة).

    • تغطية مباشرة للأنشطة.

    • تفعيل وسوم موحّدة (مثال: #عزنا_بفزعتنا).



ثالثاً: التنفيذ (يوم المناسبة)

يوم المناسبة هو لحظة الحصاد. بعد التخطيط والإعداد المسبق، يأتي وقت تحويل الخطط إلى واقع ملموس يُشاهده الناس ويشاركون فيه. التنفيذ الناجح يعتمد على الجمع بين المبادرات الميدانية والأنشطة الرقمية، بحيث تتكامل الجهود في خلق أثر وطني موحّد.

1. حملات تبرع وطنية: دعم مشاريع تعليم، صحة، بيئة، شباب

  • التعليم: إطلاق حملة وطنية لدعم صندوق منح دراسية أو تجهيز مدارس في القرى والمناطق النائية.

  • الصحة: توفير دعم للمستشفيات أو برامج الكشف المبكر عن الأمراض.

  • البيئة: تمويل مبادرات التشجير والمحافظة على المياه.

  • الشباب: دعم برامج ريادة الأعمال أو الأندية الشبابية التطوعية.

الفكرة: ربط كل حملة بعنوان وطني ملهم، مثل "جيل يتعلم.. وطن يتقدم" أو "صحة الوطن قوة لأبنائه".

2. حملات تطوع وطنية: فعاليات ميدانية – تنظيف – غرس – دعم مجتمعي

  • تنظيف الأماكن العامة: تنظيم فرق شبابية لتنظيف الحدائق والشواطئ.

  • غرس الأشجار: مبادرة "نغرس للوطن" لزراعة آلاف الأشجار في يوم واحد.

  • دعم مجتمعي: زيارة دور الأيتام أو رعاية كبار السن وتقديم الهدايا الوطنية.

  • فعاليات إبداعية: ورش عمل للأطفال عن معنى المواطنة والعطاء.

الفكرة: هذه الأنشطة تجعل المواطن يشعر أنه يشارك بيده في خدمة وطنه، لا يكتفي بالمشاهدة.

3. التواصل الرقمي

العطاء لا يكتمل دون روايته ونقله للآخرين. وسائل التواصل الاجتماعي هي المنصة التي تنقل ما يجري على الأرض إلى وعي المجتمع بأكمله.

  • وسم رسمي للعطاء الوطني: مثل #عطاء_اليوم_الوطني، لتجميع كل الجهود في ساحة رقمية واحدة.

  • قصص ملهمة قصيرة: نشر فيديوهات أو صور من المتطوعين والمتبرعين مع شهادات إنسانية مؤثرة.

  • لوحات رقمية ورسائل توعوية: استخدام الشاشات الطرقية واللوحات الذكية لإبراز رسائل مختصرة مثل:

    • "وطننا يستحق عطاءنا"

    • "العطاء هو أجمل ألوان الاحتفال"

الفكرة: جعل اليوم الوطني يظهر على المنصات وكأنه موجة عطاء وطنية شاملة، توازي مظاهر الاحتفال الأخرى.



رابعاً: المتابعة والقياس

نجاح أي مبادرة لا يُقاس بالجهد المبذول فقط، بل بالقدرة على تحويله إلى أثر ملموس يمكن قياسه وتحليله. ومن خلال تجربة GivingTuesday يتضح أن المتابعة والقياس ليست مرحلة لاحقة فحسب، بل هي جزء أساسي من دورة الحملة منذ التخطيط وحتى ما بعد التنفيذ.

كيف نقيس النجاح؟

يمكن قياس نجاح فعاليات اليوم الوطني عبر أربعة محاور رئيسية:

  • حجم التبرعات: المبالغ التي جُمعت مقارنة بالهدف المحدد مسبقًا.

  • عدد المتطوعين: كم متطوع شارك، وما نوع الأنشطة التي نفذوها.

  • التفاعل الرقمي: عدد المشاهدات، المشاركات، والتفاعلات عبر الوسوم والمنصات الرقمية.

  • الشراكات التي تمّت: ما التحالفات التي وُقعت مع جهات حكومية، خاصة، أو غير ربحية لدعم الاستدامة.

مؤشرات الأداء (KPIs) المقترحة

لضمان دقة التقييم، يُوصى باستخدام مؤشرات أداء محددة مثل:

  • نسبة تحقيق الهدف المالي (مثلاً: 85% من المستهدف).

  • نسبة زيادة عدد المتطوعين مقارنة بالعام الماضي (مثلاً: +20%).

  • معدل الاحتفاظ بالمتبرعين أو المتطوعين الجدد (Retention Rate).

  • حجم الوصول الرقمي (Reach) عبر الوسم الرسمي.

  • قيمة التغطية الإعلامية أو عدد الجهات الشريكة التي انضمت للحملة.

استخدام التحليلات (Analytics) كما في GivingTuesday

أدوات التحليل تساعد على تحويل البيانات الخام إلى رؤى عملية:

  • منصات التواصل الاجتماعي: لتحديد أي محتوى حقق أعلى تفاعل، وأي شريحة عمرية كانت الأكثر تجاوبًا.

  • Google Analytics: لمعرفة عدد الزوار للموقع أو صفحة التبرع، وكيف وصلوا إليها، وأين توقفوا.

  • لوحات متابعة مباشرة (Dashboards): لعرض البيانات بشكل حي خلال اليوم الوطني، مما يمكّن فرق العمل من تعديل الاستراتيجية سريعًا.

الفكرة: المتابعة ليست مجرد أرقام، بل بوابة للتعلم والتحسين المستمر. كل حملة في اليوم الوطني تُبنى على نجاحات ودروس سابقتها، حتى يصبح العطاء في هذه المناسبة أكثر أثرًا واستدامة عامًا بعد عام.



خامساً: بعد اليوم الوطني

لا ينتهي أثر اليوم الوطني بانتهاء فعالياته، بل تبدأ بعده المرحلة الأهم: استثمار الزخم وتحويله إلى مسار مستدام. فالعاطفة التي اشتعلت في القلوب، والجهود التي بُذلت في الميدان، والقصص التي رواها الإعلام الرقمي، كلها يجب أن تتحول إلى رصيد طويل الأمد يعزز مكانة العطاء كجزء من الهوية الوطنية.

استثمار الزخم

  • تحويل المتبرعين لمتبرعين دائمين:

    • التواصل مع المتبرعين بعد المناسبة برسائل شكر شخصية.

    • دعوتهم للانضمام إلى برامج شهرية أو صناديق وقفية دائمة.

    • إبراز أثر مساهماتهم بالأرقام والقصص لإبقاء الدافع حيًا.

  • متابعة المتطوعين ببرامج مستمرة:

    • فتح باب التسجيل لمبادرات تطوعية مستقبلية.

    • توفير برامج تدريب وتأهيل للمتطوعين لرفع قدراتهم.

    • تكريمهم إعلاميًا ومجتمعيًا بما يعزز انتماءهم وولاءهم.

التوثيق: قصص نجاح + تقارير بصرية

  • إعداد تقرير بصري يتضمن أرقام التبرعات، عدد المتطوعين، حجم التفاعل الرقمي، والشراكات.

  • نشر قصص إنسانية قصيرة تُظهر أثر الحملة على المستفيدين.

  • مشاركة التقرير مع الشركاء والداعمين لبناء الثقة واستقطاب دعم أكبر في المستقبل.

التخطيط للسنة القادمة

  • عقد جلسة تقييم داخلية لاستخلاص الدروس المستفادة: ما الذي نجح؟ وما الذي يحتاج تحسينًا؟

  • وضع أهداف مبدئية لليوم الوطني القادم، مع الاستفادة من البيانات والتحليلات.

  • التفكير في أفكار إبداعية جديدة تجعل من كل عام محطة متجددة للعطاء الوطني.

النتيجة: بعد اليوم الوطني تبدأ رحلة جديدة، حيث يتحول "اليوم الواحد" إلى حلقة متصلة من العطاء المستمر، تعكس أن الاحتفال بالوطن لا يقتصر على مناسبة، بل هو التزام يومي ومستدام.



ختاماً: اليوم الوطني: من يوم احتفال إلى يوم "أثر وطني مستدام"

اليوم الوطني السعودي ليس مجرد مناسبة سنوية نحتفل فيها بالعلم والأناشيد والأضواء، بل يمكن أن يكون منصة وطنية متجددة تعكس حقيقة الانتماء. فالاحتفال الحقيقي بالوطن يتمثل في تحويل الفخر إلى عطاء، والمشاعر إلى مبادرات، واللحظة العابرة إلى أثر مستدام يعزز التنمية ويخدم الأجيال القادمة.


دعوة مفتوحة للجمعيات، الأفراد، والقطاع الخاص لتبنّي هذا النهج

إن هذا الدليل ليس إلا خارطة طريق عملية يمكن لكل جمعية، ولكل فرد، ولكل مؤسسة في القطاع الخاص أن تتبناها. الفكرة بسيطة وعميقة: أن نضيف إلى مظاهر الاحتفال روح العطاء. فإذا تكاملت الجهود، فإن اليوم الوطني سيتحول من مجرد ذكرى إلى موسم سنوي للعطاء الوطني، يترك بصمة لا تُنسى في المجتمع، ويجعل حب الوطن فعلًا حيًا يتجدد عامًا بعد عام.



  • هل كانت هذه المقالة مفيدة؟
  •    

scroll to top