بيانات تبرعات مُضلِّلة؟ هكذا تُصحّح المسار خلال يوم واحد

ع ع ع


في العمل غير الربحي، لا شيء يربك المنظمة أكثر من بيانات مانحين غير دقيقة؛ فهي تستنزف الحملات، وتُضعف الثقة، وتشوّه صورة المؤسسة دون قصد. في هذا المقال المترجم والمستند إلى محتوى Truesense Marketing مع حفظ الحقوق الأدبية نعيد صياغة الفكرة الأساسية بوضوح:


قاعدة البيانات ليست ملفًا… بل عمودًا فقريًا لاستدامة العطاء.

وهنا خلاصة عملية لأبرز الأخطاء، وما يمكن فعله اليوم قبل الغد لحماية علاقة منظمتك بمتبرعيها. كل عام، ترسل لي جامعتي التي تخرجت منها خطابًا تطلب فيه الانضمام إلى رابطة الخريجين أو على الأقل تقديم تبرع. وكل عام، لا يسعني إلا أن أبتسم ساخرًا من البيانات التي يحتفظون بها عني.

المظروف الخارجي وحده يكشف حجم المشكلة: العنوان موجّه باسمي قبل الزواج، رغم أنني متزوجة منذ أكثر من 18 عامًا و أمّا العنوان البريدي، فهو منزل والديّ مكان لم أسكن فيه يومًا؛ من الواضح أنهم أجروا تحديثًا تلقائيًا للعنوان، لكنه كان تحديثًا خاطئًا.

وفي الداخل، تزداد الأخطاء وضوحًا: الحرم الجامعي الذي يقولون إنني درست فيه ليس هو الحرم الذي التحقت به فعليًا، وحتى البريد الإلكتروني المدرج … ليس بريدي، بل بَريد زوجة شقيقي وهي خريجة من نفس الجامعة!

وبحكم عملي في مجال جمع التبرعات، يمكنني أن أتجاهل هذا “العبث البياني” وأقدّم تبرعًا رغم ذلك. لكن… هل سيكون المُتبرعون الآخرون بهذا القدر من التسامح؟ وفي وقت تتنافس فيه كل منظمة على كل ريال من التبرعات، هل يمكنكم تحمّل كلفة إهمال إدارة بياناتكم؟

إن الاستمرار في إرسال بريد اعتمادًا على بيانات خاطئة ليس مكلفًا ماليًا فحسب؛ بل يستنزف الوقت، ويشوّه السمعة، ويقوّض ثقة المتبرعين بكم. ومن هنا ستة إجراءات يمكن البدء بها فورًا لإعادة ضبط ملفات البيانات وتحسين جودتها:

أولويّتك القصوى يجب أن تكون إدارة المتبرعين المستمرين إدارة دقيقة. فبعد كل هذا الجهد المبذول في كسب متبرعٍ منتظمٍ وذي قيمة، من المؤسف أن يضيع كل شيء لأن سجله لم يُضبط بشكل صحيح خلف الكواليس.

1 . من الضروري توثيق مبلغ التبرع ودوريته بدقة، إلى جانب إزالة السجلات المتوقفة أو المنقطعة عن البرنامج حتى لا تُشوّه بياناتك أو تربك عملياتك.

2 . وحّد طريقة إدخال البيانات داخل قاعدة معلومات منظمتك. صمّم إجراءات واضحة، وقواعد ثابتة حول كيفية تصنيف السجلات وترميزها. كل موظف يتعامل مع البيانات يجب أن يعمل وفق الإرشادات نفسها. بهذه الطريقة، حتى لو غادر أحد الفريق، يستطيع من يخلفه مواصلة العمل دون ارتباك أو فجوات.

3 . انشر سياسات سلامة البيانات وأفضل الممارسات على جميع موظفيك من مسؤولي التبرعات الكبرى، إلى فرق التمويل السنوي، إلى مسؤولي البيانات. كلما التزمت الأقسام كلها بالقواعد نفسها، زادت فرص بقاء بياناتك نظيفة، متناسقة، وقابلة للاعتماد عليها.

4 . وبعد أن ترسخ قواعد إدارة البيانات وتستقر، حان وقت توحيد الأكواد الموجودة في النظام. قد تكتشف أن لديك عشرة رموز تشير إلى المعنى نفسه. احذف ما لم يعد مستخدمًا، وحدّد الرموز الأساسية التي يجب أن تبقى فعّالة : كل رمز زائد يجلب فوضى لا داعي لها.

5 . أزل التكرارات من قاعدة بياناتك. فالمرجّح أن يتصل المتبرع شاكياً عند تلقيه نسختين من الرسالة نفسها، لا أن يتبرع مرتين. إرسال البريد المكرر إلى الشخص نفسه يعني مالًا مهدورًا و لكن انتبه: لا تحذف سجلات مختلفة لأشخاص يعيشون في العنوان ذاته؛ لأنه قد يكونان متبرعين منفصلين.

6 . أجرِ تدقيقًا سنويًا للبيانات. فحتى بعد تنظيمها، لا بد من المحافظة على جودتها ثم راجع الرموز، وقواعد العمل، وآليات الإدخال لتتأكد إن كان هناك ما يجب تعديله.

و لأن البيانات كائن حيّ يتغيّر باستمرار، ولن تكون مثالية يومًا، لكن التدقيق الدوري يضمن بقاءها في أفضل حالاتها الممكنة، وكذلك تنظيف البيانات وصيانتها عملٌ يتطلب وقتًا وجهدًا، لكنه يحدث أثرًا بالغًا في قوة علاقتك بالمتبرعين وصحة سجلاتك.

وأعتقد أن الوقت قد حان لإرسال هذا المقال إلى جامعتي القديمة فهي، بلا شك، بحاجةٍ إلى قليل من “تنظيف البيانات” أكثر من أي وقت مضى!

في النهاية، يبقى الوضوح في البيانات جزءًا من الوضوح في العلاقة مع المتبرعين، ويعيد كل سجلّ صحيح بناء الثقة، ويُحسّن التواصل، ويُسهِل اتخاذ القرار داخل المنظمة. ورغم أن تنظيف البيانات عملية مستمرة وليست حدثًا واحدًا، فإن الاستثمار فيها ينعكس مباشرة على جودة الحملات وفاعلية الموارد.

إن امتلاك قاعدة بيانات منضبطة ليس ميزة إضافية، بل شرط أساسي لاستدامة العطاء واحترافية العمل.


مقال مترجم بتصرف من truesense

  • هل كانت هذه المقالة مفيدة؟
  •    

scroll to top