قياس الأثر في القطاع غير الربحي: ٢٥ مؤشرًا وأدوات تعزز النجاح

ع ع ع

لماذا لم يعد سرد الأنشطة كافيًا؟

في بيئة متحوّلة يقودها الأداء والشفافية، لم يعد كافيًا للمنظمات غير الربحية أن تسرد ما قامت به من أنشطة. لقد تطور السؤال من "ماذا فعلتم؟" إلى "ما الذي تغيّر بسببكم؟". هذا التحول الجذري لا ينبع فقط من مطالب الجهات الداعمة أو المانحين، بل من رغبة متزايدة لدى المنظمات ذاتها في تحسين أدائها وإثبات أثرها.

في المملكة، تشهد الجهات غير الربحية هذا التحوّل بوضوح. لم يعد يُكتفى بإقامة دورة تدريبية أو توزيع إعانات، بل أصبح من الضروري معرفة أثر هذه المبادرات على حياة المستفيدين، وجودة معيشتهم، وتغيّر سلوكهم أو إدماجهم اقتصاديًا واجتماعيًا.


٢٥ مؤشرًا لقياس الأثر والنجاح

فيما يلي مجموعة من أبرز المؤشرات التي يمكن أن تعتمدها الجهات غير الربحية لتقييم أثرها بدقة:

1. نسبة الاحتفاظ بالمستفيدين

تشير إلى مدى رضا المستفيدين واستمرارهم في التفاعل مع خدمات المنظمة.

2. نسبة التحوّل من الدعم المؤقت إلى الاعتماد الذاتي

هل ساعدت برامجك المستفيدين على تجاوز أزمتهم نحو الاستقلال؟

3. عدد حالات النجاح الموثقة

قَصص واقعية تمثل نقلة نوعية بفضل تدخل الجهة.

4. مستوى التغير في السلوك أو المعرفة

نتائج يمكن قياسها عبر أدوات تقييم قبل وبعد البرنامج.

5. معدل التحاق المستفيدين بفرص عمل أو تعليم بعد التدخل

مؤشر حيوي في برامج التمكين والتدريب.

6. حجم المشاركة المجتمعية

كم شخص شارك؟ هل ازداد التفاعل بعد الحملة أو البرنامج؟

7. نسبة النمو في التبرعات السنوية

تعكس ثقة المانحين وتأثرهم بقصة النجاح.

8. معدل الاحتفاظ بالمتطوعين

هل يستمر المتطوعون معك؟ هذا يعكس جودة التجربة التطوعية.

9. معدل رضا المستفيدين

يُقاس غالبًا من خلال استبيانات أو مقابلات.

10. عدد التوصيات من المستفيدين

كم شخصًا أحال خدماتك إلى آخرين؟

11. معدل الشكاوى مقابل نسبة الاستجابة

هل توجد آلية واضحة للشكاوى؟ وهل يتم التعامل معها بسرعة وجدية؟

12. كفاءة التكلفة لكل خدمة

كم تكلفة خدمة مستفيد واحد؟ وهل يمكن تحسين الكفاءة؟

13. نسبة الإنجاز مقابل الخطة السنوية

مؤشر يعكس الالتزام بالتخطيط والتنفيذ.

14. نسبة الشراكات الجديدة سنويًا

هل تتوسع دوائر التأثير والعلاقات؟

15. نسبة البرامج التي خضعت للتقييم الخارجي

يوفر منظورًا مستقلًا أكثر موضوعية.

16. عدد المبادرات المبتكرة سنويًا

هل يوجد تجديد؟ أم تكرار في الأنشطة؟

17. نسبة المستفيدين الذين أصبحوا متبرعين لاحقًا

مؤشر عميق على أثر التجربة فيهم.

18. معدل الوصول الرقمي

كم عدد الزوار والمشاركين في القنوات الرقمية؟

19. نمو قاعدة البيانات

هل لديك معلومات محدثة ومتنامية؟

20. عدد الجهات الحكومية أو المجتمعية التي طلبت التعاون

يدل على السمعة والموثوقية.

21. عدد الاقتباسات من تقاريرك أو منشوراتك

يعكس تأثيرك الفكري والمعرفي.

22. معدل تنفيذ التوصيات من التقييمات السابقة

هل تتعلم المؤسسة من تقييماتها؟

23. حجم المبالغ التي أُنفقت على بناء القدرات

الاستثمار في الفريق علامة صحة تنظيمية.

24. عدد المشاريع التي تم تكرارها في مناطق أخرى

يعني أن النموذج قابل للتوسع.

25. الأثر على السياسات أو الأنظمة

هل ساهمتم في تعديل قرار أو دعم تشريع؟


أدوات مساعدة لتعزيز دقة القياس

لقياس هذه المؤشرات بدقة، يمكن الاستفادة من أدوات متخصصة، منها:

  • منصات تحليل البيانات مثل Power BI أو Tableau.

  • أدوات الاستبيانات الإلكترونية مثل SurveyMonkey أو Google Forms.

  • برمجيات إدارة علاقات المستفيدين (CRM) لتتبع الأثر وتاريخ التفاعل.

  • لوحات مؤشرات تفاعلية تساعد الإدارة على اتخاذ قرارات فورية.

وفي المملكة، بدأت بعض المنظمات تبني مكاتب قياس الأثر أو تخصيص فرق داخلية لهذا الغرض، ضمن سعيها للامتثال لمتطلبات الحوكمة، واستقطاب التمويل المؤسسي من القطاع الخاص.


الأثر لا يُقاس بالكلمات فقط

في النهاية، قياس الأثر ليس ترفًا تقنيًا أو متطلبًا بيروقراطيًا. إنه جوهر المعادلة التي تميز المنظمات المؤثرة عن تلك التي تستهلك الموارد دون جدوى. وكل جهة تقيس أثرها بصدق، لا تضمن فقط بقاءها، بل ترتقي بقدرتها على صناعة التحوّل الذي تنشده.



هذا المقال مترجم بتصرف عن مقال منشور في موقع Nonprofit Megaphone بعنوان: “Measuring Nonprofit Impact: 25 Key Metrics & Other Tools for Success”، ويمكن الاطلاع عليه عبر الرابط: https://nonprofitmegaphone.com/measuring-nonprofit-impact-25-key-metrics-other-tools-for-success/

  • هل كانت هذه المقالة مفيدة؟
  •    

اشترك في نشرتنا البريديّة

scroll to top