نحو علاقة حميمية مع المتبرع

ع ع ع

لا يوجد اختلاف كبير بين التبرع من خلال الإنترنت وإجراء بعض المعاملات التجارية، على غرار شراء منتج ما، فكلاهما يتم وفقا للآلية ذاتها؛ إذ يتلقى المستخدم العديد من الرسائل الإلكترونية التي تطالبه بالتبرع أو تعطيه المزيد من العروض.

في الحقيقة، لا تهتم أغلب المنظمات التي تتلقى التبرعات بعلاقتها بالمتبرع، وإنما تركز على عملية التبرع فقط، فعلى سبيل المثال، كانت المنظمات غير الربحية، خلال يوم “ثلاثاء العطاء”، تطالب الأفراد عبر الرسائل الإلكترونية بمزيد التبرع بغض النظر عن رغبتهم في ذلك، وعوضاً عن ذلك، ينبغي على الجهات المُطالِبة بالتبرعات أن تركز أكثر على علاقتها بالجهات المانحة.

إعداد صفحة “الشكر على التبرع” يعطي المتبرع انطباعاً جيداً

بعد إجراء عملية التبرع، تظهر صفحة مكتوب فيها “شكرا لك على تبرعك”، تحتوي على إيصال بالمبلغ المتبرَّع به، وهو أمر يرغب فيه كل متبرع، في المقابل، لا تتم الإشارة إلى الفارق الذي أحدثه هذا التبرع في المنظمة، أو عرض بعض الصور والفيديوهات التي توضح أهمية هذا التبرع بالنسبة للمنظمة، وغالباً ما تكون الرسائل التي تحتوي على شكر للمتبرع، مشابهة لتلك الرسائل التي نستلمها على البريد الإلكتروني بعد إجراء معاملة تجارية.  

كلمات الشكر مهمة للمتبرع

بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تكون رسائل الشكر الواردة على البريد الإلكتروني للمتبرع ذات محتوى متميز، فأغلب رسائل الشكر الإلكترونية تقتصر على عبارة واحدة، “شكرا لك على تبرعك”، مضافاً إليها اسم المنظمة، وفي الأثناء، تزيد بعض المنظمات، التي تتسلم تبرعات من متبرع واحد بصفة دورية، عبارات على غرار “شكر متواصل لك”، ومن الأفضل أن يتم استبدال هذه الجمل الروتينية بصيغ تترك انطباعاً أفضل من قبيل “لقد قمت بشيء رائع!” أو “يا لك من إنسان مذهل!”.

إيصال التبرع لا يعتبر شكراً على التبرع

غالباً ما يعمد الكثير من المتبرعين إلى التبرع من خلال موقع “PayPal”، ولا يستقبل المتبرع سوى إيصال بقيمة التبرع، يتحصل عليه من “PayPal”، بالإضافة إلى رسالة رد تلقائي من المنظمة تشكره فيها على تبرعه، في المقابل، هناك بعض المنظمات التي لا تخصص أي رسائل شكر للمتبرع على البريد الإلكتروني!

وخير مثال على رسائل الشكر والامتنان ما قامت به إحدى المنظمات التي تركز على إرسال رسائل إلكترونية تحتوي على تفاعل رائع مع المتبرع، بصفة شهرية، ومن خلال هذه الرسائل، كانت المنظمة تخبر المتبرعين أنها قامت بضمهم إلى القائمة الشهرية للمتبرعين، بالإضافة إلى احتواء الرسالة على اسم شخص من المنظمة ورقم هاتفه من أجل التواصل معه، في حال أراد الشخص المتبرع الاستفسار عن أمر ما حول المنظمة، أو زيارة المنظمة.

وفي مثال آخر، قامت منظمة أخرى بإرسال رسالة شكر للمتبرع على تبرعه، ثم سردوا في تلك الرسالة بعض الإنجازات التي يساهم فيها تبرعه، وقد كانت هذه الرسالة تحتوي على فيديو قصير، تعرب فيه المنظمة عن امتنانها للمتبرع الذي ساهم في تحقيق هذه الإنجازات.

كما توجهت منظمة أخرى بكتابة عبارة “المنظمة تشكركم لمساهمتكم في إيجاد حلول عملية ضد العنف المسلح في أنحاء البلاد، ولم يكن هذا ممكناً إلا من خلال دعمكم لنا”، في رسالة الشكر التي أرسلتها للمتبرعين، وبعد يومين، قامت المنظمة ذاتها بإرسال رسالة شكر أخرى للمتبرعين على البريد الإلكتروني.

في الواقع، تعتبر كل هذه النماذج رائعة، ومن الأفضل أن تحتوي هذه الرسائل على إنجازات محددة ساهم فيها المتبرعون، على غرار “تخوننا الكلمات للتعبير عن مدى امتنانا لدعمكم لنا، فتبرعكم يحدث فارقاً لدينا بالفعل، خاصة في الخدمات المجتمعية التي تقدمها المنظمة، فنحن نعتمد عليكم من أجل الاستمرار في تقديم المزيد من الخدمات. فقد ساهم تبرعكم في تقديم خدمات لأكثر من 100 ألف شخص في النطاق الذي تتوزع فيه خدمات المنظمة”.

ومع ذلك، هناك بعض المنظمات التي لا تكلف نفسها عناء إرسال رسالة شكر عادية للتعبير عن امتنانها، وبعد أسبوع من التبرع، قد لا يتحصل المتبرع على رسالة شكر أو حتى مكالمة واحدة من قبل المنظمة.

 

الموقع: آن غرين نون بروفيت بلوغ

الكاتب: آن غرين

  • هل كانت هذه المقالة مفيدة؟
  •    

اشترك في نشرتنا البريديّة

scroll to top