تناقض الاستدامة والعمل الخيري

ع ع ع

تقُوم المؤسسات التي تُشكّل القطاع غير الربحي الضخم والمُتناميّ باستعارة دروس الاستدامة من خطط الأعمال الخاصّة بنَظيراتها الرّبحية بينما يتطلّعون إلى تحقيق المهام الاجتماعية وتحقيق الاستدامة المالية، وقد تبدو هذه الأهداف المُزدوجة متناقضةً وطالما وصفت المُنظّمات غير هادفة للربح بأنّها قلب الاقتصاد النّازف، مُتجاهلةً فوائدَ الأرباح الكبيرة أو أيّة أرباح على الإطلاق، من أجل مساعدة المجتمعات الأقل حظّاً.

ولكن الآن بعض المؤسسات المانحة بدأت في تجربة الآليات المالية مثل القروض والاستثمارات في الأسهم أو الشركات ذات التفكير الاجتماعي (الاستثمار الاجتماعي) لسداد الأموال من خلال العائدات، وتتطلب هذه المُمارسة التي يطلق عليها اسم "تأثير الاستثمار"، أن تحقق هذه المنظمات إيرادات، نعم هي تحقق ربحًا في ذلك دون إغفال رسالتها والخير الذي تقدمه للمجتمع.

قال تشاك بين، المدير التنفيذي لمُنظّمة غير ربحية في مُقاطعة واشنطن الأمريكيّة: "أود أن أقول إن المجتمع بأكمله الذي لا يهدف إلى الربح يتجاوز إطار العمل الخيري الذي بينما يدعم الفكرة لكنه يرى عقبات محتملة، وعندما تقوم المنظمات غير الربحيّة بمخاطبة مموليها، فإنّها تحتاجُ إلى وصف الأمر على أنّهُ استثمارٌ ليس فقط لأنّ لديها بُعدًا خيريًّا، بل لأنّ هناك عائدًا اجتماعيًا على الاستثمار".


التّأثير المالي

أكسيون الدولية هي مُؤسسةٌ غير ربحية تقوم بإجراء استثمارات في الأسهم من خلال الأرباح من خلال فينتر لاب، وتم إنشاء هذا الصندوق في أبريل لتَخصيص 10 ملايين دولار للمتصدقين في البلدان النامية لمساعدة الفقراء  في الوصول إلى الخدمات المالية.

وقال بول بريلوف، المدير الإداري للصندوق، أنه تكتيكٌ الصندوق جاء مع بعض الخلافات، وقال أن قرار الاستثمار في الأرباح، بدلاً من المنظمات غير الربحية الأخرى لا يعكس القطعية بأن نموذجًا ما أكثرُ فعاليةً من النموذج الآخر.

وأضاف بريلوف "إننا نستثمر بالكامل لأنّنا نُؤمن بالرسالة الاجتماعية للشركات ونعتقد أن هذه هي الطريقة الأكثر فعالية لتنمية هذه المبادرات وتوسيع التواصل مع هؤلاء السكان المحرومين".

فحتى الآن أثبت ذلك فعاليته، وقال أن مبلغ الـ 10 ملايين دولار الذي منحته شركة بريلوف للإستثمار تم جَنيُها بالفعل من الاستثمارات السابقة في الشركات ذات الميول الاجتماعية والتي واصلت حصد ثمار النجاح.

بعض المنظمات تتخذ نهجًا مماثلاً للمنظمات غير الربحية باستخدام القروض، حيث قدّمت مؤسسة كالفرت ومقرها بيثيسدا أول قروضها إلى المنظمات غير الربحية والجماعات المحلية التي تسعى إلى الحصول على رأس مال في عام 1995، وغالبًا ما تقدم أسعار فائدة منخفضة أو مدّةً زمنيّةً أطول للسداد أو شروطًا أخرى أكثرُ ملائمةً من أيّ بنك خاصّ.

وقالت ليزا هول، رئيسةُ المجموعة أنّ تمويل المجموعة يأتي جزئيًا من مُذكرة الاستثمار المجتمعيّ التي يمكن للأفراد والشركات شراءها كسند إستثماريّ، مما يعني أنّه يجب على المؤسسات الغير ربحية أن تُمعن النظر في الصّفقات للعثور على تلك التي تضمن جميعها عوائد ملموسة.

وأضافت هول "في الأيام الأولى لمؤسسة كالفيرت ، اعتدنا على انتقاد جَنينَا أفضل الثّمار والمُتمثّلة في الصفقات، إجابتي على ذلك، نعم، هذه هي النقطة المُهمّة، وقالت هول "إننا نستثمر في الصفقات التي نعلمُ أنّها تُدر الأموال".

وأردفت قائلة: "هذه إحدى التحديات التي تواجه عملنا في التأثير على الاستثمار، للتّأكد من أنّك تستثمر في أشياء يوجد فيها نموذج إيرادات مكتسب وواضح وحيث يوجد سجلٌّ حافلٌ".

عادةً ما تستثمر مُؤسسة كالفرت في مجموعات لديها أدلّةٌ على الأداء التشغيلي الجيّد، بما لا يقل عن 5 ملايين دولار في إجمالي الأصول وتجربة سداد رأس مال الديون، بجانب بعض المعايير الأخرى، غير أنّ المُتشكّكين يرون أن التّركيز على العائد الماليّ يجعل بعض المُنظمات، وربما لأسباب اجتماعية بحتة، غير مؤهلة للتّأثير الإستثماري لأنّ المجتمعات التي تخدمها قد لا تمتلك القُوة الشرائيّة لتحقيق أرباح.

وقال بين، الذي يخشى ألاّ يكون التأثير الإستثماريُّ مُتاحاً لجميع المنظمات "في رأيي [التأثير الإستثماريّ] يعني أنّ المستخدم عادةً ما يكون لديه بعض القدرة على الدفع مقابل الخدمة، وإلا فأنا لست متأكدًا من أين تأتي قابليّة التوسع لديه".

وأضاف "لستُ متأكدًا مما إذا كان تأثير الاستثمار يمكن أن يحل مشكلة التشرد المُزمنة أو يمكن توظيفه في علاج مشاكل الشباب مثلُ الحدّ من امتهان الإجرام".


المصدر


  • هل كانت هذه المقالة مفيدة؟
  •    

اشترك في نشرتنا البريديّة

scroll to top