يعتبر كتاب "البقرة البنفسجية" (Purple Cow) من أهم الكتب في مجال التسويق، ويؤكد الكتاب على أهمية الخروج عن المألوف في ظل وجود مدرسة التأطير القديمة لعلم التسويق الذي أصبح يتغير ويتطور كل لحظة في العالم الحديث، ومن أهمية الكتاب نجد أنه ترجم إلى 36 لغة!
يدعو الكاتب إلى الخروج عن المألوف والتمرد المحمود على العادات والقيم - التي لا تمثل مبادئ مرتبطة بالدين-، وبكل بساطة يحاول الكاتب أن يوصل لك أن البقرة البنفسيجة وسط قطيع البقر ستلفت انتباهك مهما كان حجمها أو صحتها! يقول الكاتب: عندما تعرض بقرة بنفسجية للبيع فقد لا تضطر للإعلان عنها لأنها لن تلبث كثيرا وستباع بسرعة، ويمكن أن تسمع عنها انتقادات عن لونها الغريب، لكنك بكل تأكيد ستبيعها، ولكن عندما تعرض بقرة عادية فهناك المئات ممن يعرضون نفس هذا المنتج فكيف تقدم شيئاً مختلفاً.
كذلك الأمر في المشاريع الخيرية، فهناك الكثير من احتياجات الجمهور لم تلتفت لها الجمعيات ولا تزال تقدم الخدمات بطريقة تقليدية بعيدة عن التمير والابتكار ولا تلفت الانتباه.
صحيح أن الكثير يخاف من المخاطرة بطرح منتج متميز جديد أو غريب، والكثير يفضل تقليد الآخرين وأن يكون نسخة منهم وهذه هي أكبر المشاكل التي تواجه التسويق عموماً وخصوصاً التسويق في القطاع غير الربحي، لأنك حتى تنجح في تسويقك يجب عليك المخاطرة وأن تتحمل بعضاً من الفشل فمعظم الناس غير مستعد لتجربة الأشياء الجديدة، فهم يميلون إلى تجربة المنتج عن طريق جهة موثوقة كشخص مشهور مثلاً أو صديق موثوق.
وينقسم الناس إلى خمسة أنواع في التبرع لمنظمتك غير الربحية:
20% منهم: مبدعون متحمسون أو مجربون أوائل.
80% منهم: الأغلبية اللاحقة الحذرة، أو من ينتظرون ماذا يقول الناس، وأخيراً المتأخرين الذين يصرون على تجنب كل جديد حتى يضطرون إلى استخدامه
ركز في بيع منتجك على الـ20% ومنهم سوف يتأثر باقي الشرائح، لذلك حافظ على هؤلاء المتبرعين، مثلاً: قدم لهم أسهم إهداء في أحد أوقافك، امنحهم صفحات خاصة يجمعون من خلالها تبرعات لصالح مشاريعك باسمهم، قم بدعوتهم لفعاليات الإعلان عن حملاتك وبرامج وخدماتك، أو استضفهم في أحد رحلاتك الإغاثية، أو خلال توزيع السلال الغذائية مثلاً. كن قريبا منهم وهم من سيقوم بإيصال رسالتك التسويقية إلى بقية الشرائح وهنا تكمن قوة التسويق الشفهي، والمعروف باللغة الإنجليزية باسم: "Word of mouth marketing".
كما يؤكد الكتاب على أن العالم اليوم ينتج ملايين الإعلانات اليومية، فأنت بحاجة إلى فكرة "مجنونة" تجعل إعلانك الأكثر وصولاً ومن ثم تأثيراً، فعلى سبيل المثال هناك مئات المنظمات غير الربحية التي ستعمل على جمع تبرعات خلال أيام 10 ذو الحجة! لكن من منها يستطيع أن يجيب على سؤال: ما هو عنصر الجذب في حملتي؟ وبكل تأكيد وكما يرى الكاتب أنه لابد لحملتك حتى تنجح من أمرين: الفكرة المختلفة والخدمة المتميزة والمنتج ذو الجودة العالية، فمن غير المنطقي أن تأتي منظمة ليس لها أي رصيد من الإنجازات على أرض الواقع وتريد أن تجمع ملايين الريالات خلال 10 أيام! هذا مستحيل!
- هل كانت هذه المقالة مفيدة؟
