دعوة للاستيقاظ حتى لا يتكرر العجز!

ع ع ع

تُشير عبارةُ "الاستدامة المالية" في العالم غير الرّبحيّ بشكل عامّ إلى قُدرة المُنظّمة على الحفاظ على استمراريّتها خلال فترة زمنيّة طويلة مع دعم مُتواصل لمهامّها المَركزيّة. وحتّى تكُون المُنظّمة مُستدامةً، يجب أن يعرف قادتها كيفيّة تقديم البرامج والخدمات ميسُورة التّكلفة بما يتماشَى مع إيرادات جَمع الأموال لصالح المُؤسّسة.


ومع ذلك، فإنّ قُدرة المُنظّمات غير الرّبحيّة علَى إجراء تَحسينات مُباشرة على استدامتها الماليّة يُمكنها أن تكون محدودةً، خاصّةً وأنّهُ يجبُ على كُل مؤسّسة أَن تُلقي بالًا لآراء صانعي القرار المُختلفة. وفقًا لتقرير صَدر عام 2018 حول الوضعيّة الماليّة للمُنظّمات غير الرّبحية في الولايات المُتّحدة الأمريكيّة على سبيل المثال، واجهت العديد من المُنظّمات أزمات ماليّة كُبرى، حيثُ كَشفت البيانات أنّ 7 إلى 8 % من المُؤسّسات غير الرّبحيّة في الولايات المُتّحدة مُعسّرةٌ تقنيًا وأنّ المطلوبات لديها تجاوزت الأصول.


علاوةً على ذلك، تعملُ نسبةٌ كبيرةٌ من 50 % من المُنظّمات غير الربحية مع احتياطيات نقديّة تقلُّ عن شهر واحد و30 % أخرى قد فقدوا الأموال على مدار ثلاث سنوات.


عُمومًا، يجب أن تكون هذه الإحصائيّات بمثابة دعوة للاستيقاظ بالنّسبة للقادة غير الربحيّين الذين يجبُ عليهم بذل جهد أكبر وإيلاء تركيز أكثر، لتحسين الاستدامة الماليّة عبر تنسيق الجُهود من أجل تحديد أولويّات واستراتيجيّات إدارة المخاطر، ويجبُ بالتّالي على المُنظّمات غير الربحيّة والمُنظّمين وواضعي السّياسات والمُموّلين العملُ على تحفيز بعضهم وعلى التّخطيط البنّاء تحت إسم الاستدامة.


قد تُساعدك الإجراءات الثّلاثة التالية في جعل مؤسستك غير الربحية أكثر استدامةً الآن وخلال السّنوات القادمة:


1- البحثُ عن بدائل تمويليّة لتغطية النّفقات العامّة:

تعتمدُ مُعظم المُنظّمات غير الرّبحيّة على التّمويل الحُكوميّ لتغطية تكاليف البرنامج. ومع ذلك، فإنّ العديد من المنح والعقود الحكوميّة لا تُوفّر تغطيةً للنّفقات العامّة التي يتم تكبُّدها خلال العمليّات المُنتظمة، مثل التّكاليف غير المباشرة لتقديم الخدمات، كما يحتاج المُنظّمون وواضعُو السّياسات والمُمولون إلى البحث عن مصادر تمويل بديلة للتّكاليف العامّة.


2- إنشاء احتياطيّ أو صندوق الإنقاذ:

يجب على صانعي السّياسات والمُموّلين غير الربحيّين تعيين احتياطي للأموال للحماية من المخاطر الماليّة أو توفير الأمان الماليّ خلال حالات العُسر الماليّ الأُخرى. 


عند إنشاء صندوق احتياطي أو صندوق إنقاذ، فكّر في كيفية استخدام هذه الأموال وفي طريقة صياغة السّياسات التي تُحدّد التعليمات، أو التزم بالخيار الآخر المُتمثّل في تعيين منحة مقيّدة بحالات الإنقاذ، حيثُ يُؤدي القيام بذلك إلى تقليل المخاطر بشكل كبير وإضافة المزيد من الاستدامة الماليّة الشاملة للمنظمة، وجعلها خُطةً احتياطيةً قابلةً للاستمرار.


3- النّظرُ في انتظام عمليّات إعادة الهيكلة:

بالنّظر إلى الضّغوط الاقتصاديّة والماليّة النّاجمة عن زيادة المُنافسة، قد تحتاج المُنظّمات غير الرّبحيّة إلى النّظر في التّغييرات الأساسيّة والاستراتيجية في هياكلها التنظيمية لتظلّ مستدامةً، وبما أنّ مسؤولية أُمناء المُنظّمات غير الرّبحيّة في نهاية المطاف تتمحور حول مناقشة ما إذا كان الاندماج أو الاستحواذ أو سحب الاستثمارات سليمًا من الناحية المالية، يُمكن تبسيط عملية إعادة الهيكلة مع إشراف المنظّمين وصانعي السياسات والمُمولين من خلال التّشارك في العمل وتخصيص التّمويل وتقديم المساعدة الفنية لإعادة هيكلة المعاملات، ودفع عمليات الموافقة الماليّة إلى الأمام.


إنّ المنظّمات غير الربحية التي تكرس جهودها لتحسين استدامتها المالية تنظر بسهولة في السبل التي يمكن بها لجميع صناع القرار المساعدة في تنسيق الجهود الاستراتيجيّة، ومن خلال المُداخلات من قبل أصحاب المصلحة، يُمكن لقادة المُنظّمات اتّخاذ قرارات مستنيرة تُعزّز ديمومة مُهمة المؤسسة غير الرّبحية وتوفُّر الصّلاحية المالية لبَرامجها وخدماتها.


المصدر


  • هل كانت هذه المقالة مفيدة؟
  •    

اشترك في نشرتنا البريديّة

scroll to top