العمل الشبابي والصحة النفسية

ع ع ع

خلال سنوات المراهقة والانتقال إلى مرحلة البلوغ، هناك العديد من الحالات التي يمكن أن تسهم في ضعف الصحة النفسية والرفاهية العاطفية بما في ذلك: ضغوط الامتحان والمخاوف بشأن التعليم في المستقبل والتحولات المختلفة بين الفئات الاجتماعية خلال مختلف المراحل الحياتية، على سبيل المثال، تلك التي تحدث بين المدارس الابتدائية والثانوية وبين التعليم والتوظيف.


غالبًا ما يعني حدوث ذلك جنبًا إلى جنب مع المراحل الرئيسية في التطور العصبي، وجود الكثير من عدم الاستقرار داخل "الذات الفردية" للشخص الشاب وتجاربه الحية وعلى هذا النحو، فإن اضطرابات الصحة النفسية لدى الشباب شائعة بشكل مدهش ومن أكثر الحالات شيوعًا في سنوات المراهقة القلق والاكتئاب واضطرابات الأكل واضطراب السلوك (ونعني به السلوك المعادي للمجتمع) ونقص الانتباه واضطراب فرط النشاط (ADHD) والإيذاء الذاتي ويشهد هذا العصر أيضًا ظهور الاضطرابات الذهنية النادرة مثل الفصام. 

في الواقع، فإن نصف جميع حالات الاضطرابات النفسية مدى الحياة تبدأ من سن 14 و75% منها تظهر واضحة بحلول عمر 24 سنة.


لذلك تؤكد منظمة Forgotten Children على ضرورة توفير الرعاية الصحية النفسية والاجتماعية خارج البيئات المدرسية، من خلال الجمعيات الشبابية والعاملين مع الشباب المتخصصين في المجالات الصحية وخصوصاً النفسية.


كما تعترف هيئة الخدمات الصحية الوطنية ببريطانيا NHS أن المراهقين والشباب لا يزالون ممثلين تمثيلاً ناقصاً في الخطة الشاملة، في ظل الاهتمام الكبير بالطفل والمرأة، مع أن فئة الشباب لا تقل أهمية عنهم في الوقت الحالي، وأن التدخل المبكر في مرحلة الشباب مفيد جداً لكثير من الحالات النفسية والعصبية.


ويتم في الوقت الحالي تقديم الكثير من السياسات المتعلقة بصحة الشباب ورفاهيتهم في إطار الخدمات القانونية وخاصة الخدمات الصحية الوطنية والمدارس، على سبيل المثال، فإن الإجراء الحكومي The Green Paper في دول الاتحاد الأوروبي حول تحويل خدمات الصحة النفسية للأطفال الصغار والشباب ليس لديها مجال كبير في المناطق الأخرى التي قد يتلامس فيها الشباب مع الخدمات، ووفق دارسة قامت بها NYA فإن 47% يرون أنه يجب على الجمعيات الخيرية والمنظمات غير الربحية والفرق التطوعين أخذ زمام المبادرة في إنشاء فرق تحافظ على الصحة النفسية لدى الشباب.


وقد بدأت الحكومة البريطانية في تقديم الدعم الاستشاري في المدارس وعلى مدار السنوات الخمس المقبلة سوف تمول NHS فرقًا جديدة تعمل في المدارس والكليات لدعم الصحة النفسية، والتي سوف يتم نشرها لتصل إلى 30% من الشباب في بريطانيا بحلول نهاية عام 2023.


إن فرصة استثمار عمل الشباب لمساعدة الشباب المحتاجين إلى هذه الخدمات المتخصصة كبيرة لأنها تكمل في الغالب العلاجات البديلة والخدمات العاجلة، على سبيل المثال، من خلال تشجيع الشباب على حضور المواعيد وتقديم الدعم في بيئة أقل رسمية ثم في المدرسة والتي غالباً ما تكون السبب الجذري لضعف الصحة النفسية وقد تم استخدام العمل الشبابي بنجاح كبير لمعالجة العديد من القضايا النفسية، مثل السمنة وإساءة استخدام المواد وإيذاء النفس واضطرابات الأكل وغيرها من القضايا الجسدية حيث يمكن أن يبدأ الدعم بشكل حاسم مع استمرار وقت انتظار CAMHS.


يمكن تقديم برامج فعالة ومثبتة جيدًا لمعالجة المشكلات السلوكية بتكاليف منخفضة من خلال استقطاب المتطوعين المتخصصين وحث الأطباء على التطوع، كما يمكن تقديم دورات استشارية للصعوبات النفسية أو العاطفية ومع ذلك، تتطلب هذه القضايا دعمًا حكومياً، ويتم إيلاء أهمية كبيرة للمسؤولية الشخصية للشباب والأسر لإجراء تغييرات إيجابية وسوف يستفيد هذا النهج أيضًا من زيادة التركيز على خدمات الشباب المجتمعية.


على سبيل المثال، يضع النهج المتبع لمعالجة النظام الغذائي والنشاط البدني في خطة السمنة لدى الأطفال المسؤولية على الأطفال والشباب للانخراط في النشاط البدني بما في ذلك في المدارس، ومع ذلك فإن مدى نجاح ذلك أمر مشكوك فيه دون تقديم الدعم النفسي الذي قد يكون مطلوباً، ولسوء الحظ، بالنسبة للعديد من الشباب لا تقدم الأسرة هذا الدعم وهذا هو المكان الذي يكون فيه نهج المجتمع المحوري ضروريًا.


لذلك هناك حاجة واضحة في جميع المجالات ذات الصلة بالصحة النفسية لإيجاد حلول تركز على الشباب وعلى أساس مجتمعي خارج البيئة المدرسية وذلك من أجل تقديم الدعم والنشاط الذي يركز على الرفاه ككل وهذا ما يفسر حاجة الشباب.


ومع ذلك، فإن زيادة عدد خدمات الشباب المجتمعية لا يكفي في حد ذاته حتى تكون خدمات الشباب في أفضل حالاتها، بل يجب أن تحصل على موارد جيدة على المدى الطويل للسماح للشباب بالوصول إليها بانتظام من أجل بناء علاقة موثوق بها مع العامل مع الشباب ويحتاج العامل مع الشباب أيضًا إلى الدعم في التدريب ذي الصلة بالصحة النفسية؛ حيث كانت "الحاجة" التي عبر عنها العاملون مع الشباب في تحقيقات منظمة APPG الأخيرة في العمل الشبابي تتمثل في الحصول على تدريب أكبر في مجالات دعم الصحة النفسية للشباب.

  • هل كانت هذه المقالة مفيدة؟
  •    

اشترك في نشرتنا البريديّة

scroll to top