توجهات تقنية مستقبلية تحتاجها المنظمات غير الربحية

ع ع ع

يتزامن ازدهار الاقتصاد مع ارتفاع عدد السكان الذين يحتجّون على الأزمات التي تعرفها العديد من القطاعات، على غرار التعليم.

وحتى تتمكن هذه المنظمات من مجاراة الأطراف الأخرى، وضمان حصتها من هذه الأموال الناتجة عن هذا الازدهار؛ يجب عليها أن تكون على دراية بالتوجهات التقنية الأربعة، التي من شأنها أن تحث الناس على التبرع. وتساعد هذه التوجهات أيضاً على رفع مستوى الوعي لدى الأشخاص، وخلق بيئة أفضل لجمع التبرعات.

 

  1. الواقع الافتراضي (Virtual Reality):

لا تستطيع الإحصائيات أن تحرك قلوب الناس، أو أن تدفعهم لتقديم المال. في المقابل، يمكن لصورة واحدة لطفل يتألم، أن تساهم في جمع المزيد من التبرعات، أكثر من أي إحصائيات مثيرة للدهشة.

وكلما شعر المتبرعون أنهم جزء من تلك الصورة، ازداد تفاعلهم معها. وفي هذا السياق توفر تكنولوجيا الواقع الافتراضي فرصًا جادة لجمع التبرعات، من خلال السماح للأشخاص بأن يكونوا جزء من تلك الصورة، عوضاً عن مشاهدتها عبر شاشة التلفاز.

في الأثناء، تقدم تقنية الواقع الافتراضي وعوداً تتمثل أساساً في خلق علاقة عاطفية بين المانح المحتمل والمتلقي، وإمكانية إعطاء فرصة لكبار المانحين للتأكد من النوايا الحسنة للمنظمة والفرص التي ستخلقها تبرعاتهم، دون الحاجة إلى زيارة المكان فعليًا. كما تتيح فرصة أمام المتبرعين للاطلاع على الإنجازات التي ساهمت تبرعاتهم في تحقيقها،  ليتم إقناعهم بمواصلة العطاء.

 

  1.  الذكاء الاصطناعي (Artificial Intelligence):

يميز تقنية الذكاء الاصطناعي جملة من الخوارزميات القادرة على إيجاد أنماط لا يمكن لنا أن نلاحظها. وتساهم قدرة الذكاء الاصطناعي على معالجة البيانات، في تفحص روابط لا تستطيع عقولنا اكتشافها؛ مما يوفر فرصاً هائلة لجمع التبرعات.

ومن خلال تحليل البيانات المتاحة، واكتشاف المجموعات التي ستملك أكبر الموارد المالية في المستقبل، أو التي ستسيطر على أغلبها فجأة، أو التي ستصبح أكثر اهتماماً بالتبرع لأسباب محددة؛ يفتح الذكاء الاصطناعي مجالات جديدة لجمع التبرعات. لكن، من الممكن أن لا تكون هذه الفرص التي يقدمها الذكاء الاصطناعي ضخمة أو دائمة. في نفس الوقت، ستستمر هذه التقنية في العثور على أنماط جديدة يمكن استغلالها.

 

  1.  انترنت الأشياء (The Internet of Things):

من المحتمل أن تساهم تقنية انترنت الأشياء في جعل عملية التبرع أسهل بكثير. وسيكون ذلك من خلال السماح للمتبرعين بجعل أجهزتهم تستجيب بسهولة وفعالية لنداء المنظمات غير الربحية، التي تحتاج إلى تبرعات. ويمكن أن تعير هذه الجهات المانحة اهتماما لهذه النداءات التي لم تلاحظ على لوحة الإعلانات، أو التلفزيون، أو الراديو.

من جهة أخرى، يساهم التقليل من الخطوات اللازمة للتبرع في جعل عملية “التبرعات الاندفاعية” سهلة بالنسبة للكثيرين. وعادة ما يكون ذلك من خلال تقديم تبرعات في شكل مبالغ صغيرة للجمعيات الخيرية والقضايا التي يهتمون بها. ومن شأن هذه الخطوة أن تخلق زيادة كبيرة في التبرعات الصغيرة.

بشكل عام، تشبه هذه العملية إلى حد كبير عملية الشراء الاندفاعي، حيث يتميز هذا النوع من التبرعات بخاصية الثبات مع مرور الوقت؛ مما يساعد المنظمات غير الربحية على وضع خطط أفضل على المدى الطويل.

 

  1.  تقنية سلسلة الكتل (Blockchain Technology):

أحدثت تقنية سلسلة الكتل (Blockchain) ثورة في صلب المنظمات غير الربحية، لأنها تساهم في نقل الأموال بسهولة وحماية الوثائق بطريقة بسيطة. كما تضع عراقيل أمام السلطات الفاسدة، التي تريد الاستيلاء على الأموال المخصصة لمواطنيها. وهنا تكمن قوة استغلال المنظمات غير الربحية لهذه التقنية.

في نفس الوقت، تسمح تقنية سلسلة الكتل (Blockchain) بإنشاء وسائل لنقل الأموال والمنتجات إلى الأشخاص بسهولة، وبتكلفة منخفضة، وشفافة. وبهذه الطريقة، ستتأكد المنظمات غير الربحية من توجه المزيد من أموال التبرعات إلى المكان الصحيح، ومساعدة المزيد من الأشخاص. وستقتنع الجهات المانحة بأن ما يقدمونه للمنظمة، قادر على إحداث فرق على أرض الواقع.

  —————————————————

الموقع: أن آل إي ريزورسز

الكاتب: لويزا برينتون

  • هل كانت هذه المقالة مفيدة؟
  •    

اشترك في نشرتنا البريديّة

scroll to top