بناءُ دراسة حالةٍ قوية ليس ترفًا سرديًّا، بل أداةٌ مهنية تُحوّل «قصة النجاح» إلى برهان أثر قابل للقياس والإقناع لشركاء والمتبرعين وفرق العمل.
يقدّم هذا المقال إطارًا عمليًا مبسّطًا لكتابة دراسة حالة غير ربحية: من اختيار المستفيد وجمع البيانات النوعية والكمّية، إلى استخلاص الدروس وصياغة عناصر بصرية وروابط تبرع تُغلق دائرة التأثير. النص موجَّه لفرق التطوير والاتصال والحوكمة، ويُمكن تطبيقه مباشرة في التقارير السنوية وتقارير الأثر حملات جمع الموارد المالية.
في الغالب يرتبط مفهوم «دراسات الحالة» بالأعمال الربحية. وأمّا في القطاع غير الربحي، تؤدي دراسات الحالة، وإن اختلفت في المحتوى غايةً مماثلة. في هذه التدوينة نستعرض كيفية كتابة دراسة حالة غير ربحية، وكيف تتقن إعدادها.
كذلك نناقش:
ما دراسة الحالة في المنظمات غير الربحية؟
دراسة الحالة في المنظمات غير الربحية ليست شاملة أو معتمدة على البيانات بقدر «تقرير الأثر»، لكنها أكثر تفصيلاً من «قصة الأثر».
ومثل تقرير الأثر، تفحص دراسة الحالة نتائج حدث بعينه، غير أن دراسة الحالة غير الربحية تركز تركيزًا حادًا على شخص محدد أو مجموعة محددة وعلى عكس «قصة الأثر» التي تقدّم لمحة سريعة عن أصحاب المصلحة لجمهورك، تمنح دراسة الحالة تفاصيل أعمق.
في القطاع غير الربحي تنجح كثير من دراسات الحالة حين تتمحور حول القصص كونها تمنح المؤسسة الخيرية فرصة للتركيز على مستفيد واحد أو مجموعة مستفيدين، وتجمع في ذلك بين البيانات الصلبة والعناصر العاطفية.
تأخذ دراسات الحالة صيغًا متعددة، غير أن النسخة الرقمية هي الأكثر فاعلية و مع برمجيات معينة تستطيع المنظمات تضمين المقاطع والشهادات الصوتية، والصور، وغيرها ويساعد إدراج العناصر البصرية على إبراز الجانب العاطفي في الدراسة.
لماذا تُعد دراسات الحالة غير الربحية مهمة؟
تتيح دراسة الحالة للمتبرعين وأصحاب المصلحة أن يشعروا بارتباط عاطفي مع رسالتك وهذا الارتباط العاطفي عنصر حاسم في الاحتفاظ بالمتبرعين والمتطوعين. إضافة إلى ذلك، تُسهم دراسات الحالة في تعزيز علامتك ورسالتك وأهدافك.كما أن إدراج دراسات الحالة داخل تقارير الأثر والتقارير السنوية أمر جوهري؛ إذ تعمل بوصفها دليلًا على عملك ونتائجه.
كيف تكتب دراسة حالة غير ربحية
1) اختر مستفيدًا
تركّز دراسات الحالة غير الربحية عادةً على فردٍ بعينه أو مجموعة محددة، لذا يحسن اختيار الموضوع بدقة. اختر شخصًا تُجسِّد نتائجُه رسالتَك، ولديه قصة إنسانية قابلة للسرد ومستعد لسردها و بعد ذلك ابدأ بإجراء المقابلات معه.
2) اجمع البيانات
تعتمد دراسات الحالة غير الربحية أساسًا على البيانات النوعية، لكن احرص على تدعيمها بمؤشرات كمية ذات صلة. ما الإحصاءات التي تُبرز أثرَك؟ وما المقاييس التي يمكن تضمينها لدعم قصة المستفيد؟
3) استَخلص الاستنتاجات
بعد إجراء المقابلات وجمع المواد ذات الصلة، استَخرج الخلاصات من نتائجك. ماذا تقول هذه القصة عن مؤسستك وعملك؟ وماذا تقول عن المتبرعين ومساهماتهم؟
أفضل الممارسات لإتقان دراسة الحالة غير الربحية
لأن دراسات الحالة تعتمد على السرد العاطفي، احرص على تضمين ما يلي:
إذا لم تكن متأكدًا من كيفية إنشاء ونشر دراسة الحالة من الصفر، فبإمكانك استخدام أي منصة تقارير تفاعلية أو أدوات نشر رقمية متخصصة في تقارير الأثر.
- هل كانت هذه المقالة مفيدة؟
