إنّ مُعظم المنظمات غير الربحيّة تسيرُ على خطّ رفيع بين الأمل واليأس، على الرّغم من أنّها تقومُ دائمًا بأداء أعمال مدهشة، لكنّني غالبًا أجدهُم يشعرون بالتوتّر والتّقييد الكامل بسبب الموارد وبمُوظّفين مُرهقين وأجر مُتدنّي، وتتمثّلُ إحدى أخطاء هذه المُنظّمات في الوقوع في القيود الماليّة والشّعور بانعدام الأمن الذي يخلق التّركيز أكثر من اللازم على المال وتبنّي المقاييس الخاطئة.
ولكنّك عندما تُركّز على المال، فإنك تُكرّسُ مُعظم وقتك لتعزيز التبرُّعات والعضوية والحضور، فضلًا عن طرح خطط جديدة لجذب المزيد من كل مُهمّة على حدة. في هذه الأثناء، لا تهتمُّ بمن يتبرّع أو ينضمّ أو يحضر، طالما أن هذه الأرقام تسير بالنّسبة إليها في الاتّجاه الصّحيح.
عليك أن تنظُر إلى سُبُل تحقيق الاستدامة من منظور آخر غير المنظور الذي تعرفهُ، كأن تبدأ بالقيمة في الدّائرة الإيجابيّة للمُنظّمات النّاجحة التي لا يُعتبرُ المالُ هدفها الأوّل، لأنّ القيمة تجذب المال الذي يخلق بدوره القُدرة التي تخلُقُ بدورها المزيد من القيمة.
إلى جانب ذلك، فإنّ البُعد الاجتماعيّ للاستدامة مسألةٌ مُعقّدةٌ ومُهمّةٌ ومُتشعّبةٌ لأنّ تخطيط البرامج المُجتمعيّة يُقوّي الرّوابط الاجتماعية بين السُّكّان، ويُقلّل من مُستويات الفصل الاجتماعي، كما يزيد التفاعل الاجتماعيّ والتبادل الثقافيّ بين السكان من خلال زيادة نسبة اللقاءات بينهم، ولا ينتهي بالفراغات الاجتماعيّة على المُستوى الاجتماعيّ، والتي تُمثّل نُقطةً أساسيةً في تقوية الرّوابط، كما أن هذا النوع من التخطيط يولي اهتمامًا لتحسين التّخطيط المُستقبليّ للمشاريع والبرامج.
عليك أن تسأل نفسك : ما هو التّأثير الذي أُريده؟
كيف سيكون العالم أفضل حالاً إذا نجحت؟
من الذي سيستفيد بشكل مباشر وفوريّ؟
ومن الذي سيستفيد بشكل غير مباشر أو بمرور الوقت؟
كيف يُمكنني قياسُ النّجاح الحقيقيّ؟
وبمجرد أن يتكوّن لديك إحساس واضحٌ ومركّزٌ بالتّأثير الذي تُريده، فأنت بحاجة إلى معرفة من يهتمُّ بمُنظّمتك أو بأحد فُروعها : هذا هو المكان الذي يأتي منه المال؟
ما الشّركات والمُؤسّسات والأفراد الملائمُون لقضيّتي و / أو للمُستفيدين منها؟
من يُريد أن يرتبط بقضيّتي مُستقبلًا؟
كيف تُساهم قضيتي في مُهمّتهم أو عواطفهم أو مسؤُوليّاتهم؟
كيف أُحوّلُ اهتمامهم إلى عطاء؟
كيف يُمكنني إشراكهم حتّى يُسارعوا إلى المُساهمة بوقتهم وأموالهم ومكانتهم وروابطهم؟
ولكن، عندما تعتقد أنّكَ قد وجدت رابطًا كبيرًا بين قضيّتك ومصادر الإيرادات لا تقصُدهُ وحدك، فلا يوجد ما يُطلقُ عليه تسمية المُنظّمة الجزيرة، ويُمكن للشّراكات أن تزيد بشكل كبير من قُدرتك على التّأثير الذي تُريده، وتذكّر دائمًا أنّ القيمة هي ما يجذبُ المال.
ما المنظمات الأخرى التي تشترك في قضيّتك أو التي لها سبب مواز؟
ما هي المُنظمات الأُخرى المُكَرّسة لمُساعدة نفس المُستفيدين؟
كيف يُمكنك الاستفادة من هذه التّداخلات؟
من كان على الطّريق الذي أنت على وشك اجتيازه؟
على سبيل المثال، إذا رغبتَ في مُساعدة الفتيات على تشارُك أُسلوب حياة مليئ بالفرص، وأن تبدو بذلكَ مواطناً قويّاً، فلماذا لا تعمل مع منظمة مثل فتيات الكشافة؟
إذا كان التقدم العلميّ هو مهمتك، فلماذا لا تُشارك في مجال التّعليم العالي مع مُنظّمات مثل متحف العلوم؟
اخرُج من شرنقتك وابحث عن صفقات مُربحة!
- هل كانت هذه المقالة مفيدة؟