الإرشاد المهني في المدينة الرقمية: دروس من بنغالور إلى القطاع غير الربحي في السعودية

ع ع ع

في قلب الهند النابض بالتقنية والتعليم، تبرز مدينة بنغالور كنموذج ملهم في تقديم خدمات الإرشاد المهني للطلاب والطالبات، حيث تمثل هذه المدينة مركزًا معرفيًا عالي الكثافة يربط بين التعليم، والمهارات، وسوق العمل. وفي ظل هذا النموذج، تظهر خدمات الإرشاد المهني ليس بوصفها ترفًا تربويًا، بل كضرورة استراتيجية لبناء مستقبل تعليمي وتنموي متوازن.


ما الذي يميز بنغالور في الإرشاد المهني؟

بحسب موقع EduFund، فإن بنغالور تستقطب مؤسسات استشارية متخصصة تقدم للطلاب:

  • اختبارات تحليل الشخصية والميول المهنية.

  • جلسات إرشاد فردي وجماعي.

  • أدوات رقمية للتقييم والتوجيه.

  • مسارات متكاملة لاختيار التخصصات الجامعية والمهنية المناسبة.

هذه الخدمات لا تستهدف فقط الطلاب في المرحلة الثانوية، بل تمتد لتشمل الجامعيين وحتى المهنيين الراغبين في تغيير مسارهم، مما يجعل الإرشاد المهني عملية مستمرة لا تتوقف عند سن معينة.


ماذا عن القطاع غير الربحي في السعودية؟

بالرغم من الجهود المبذولة في المملكة لتطوير منظومة التوجيه الأكاديمي، إلا أن القطاع غير الربحي ما يزال يفتقر إلى برامج إرشاد مهني ممنهجة تستهدف الفئات المستفيدة من الجمعيات، خصوصًا:

  • أبناء الأسر ذات الدخل المحدود.

  • طلاب المراحل الثانوية والجامعية في المناطق الطرفية.

  • الفتيات اللاتي لا تتاح لهن فرص كافية للمشورة المهنية.

يمكن للقطاع غير الربحي، مستعينًا بخبراته في البرامج التنموية، أن يؤسس لمسار موازي لما يحدث في بنغالور، ولكن بتصميم محلي يتواءم مع احتياجات المجتمع السعودي وتوجهاته التنموية.


كيف يمكن الانطلاق؟

لتفعيل هذا التوجه، يمكن للجمعيات والجهات الوقفية:

  • إطلاق برامج إرشاد مهني مجانية أو مدعومة موجهة للفئات غير القادرة.

  • تدريب مرشدين مهنيين ضمن منسوبيها أو بالتعاون مع الجامعات.

  • تصميم أدوات رقمية مبسطة تُستخدم في المدارس والأنشطة الصيفية.

  • عقد شراكات مع القطاع الخاص لسد الفجوات بين المهارة والطلب.


من الإلهام إلى التطبيق

تجربة بنغالور تُذكّرنا أن بناء مستقبل مهني ناجح لا يبدأ من الجامعة، بل من لحظة اكتشاف الذات. وهنا يظهر دور القطاع غير الربحي بوصفه الوسيط الأمثل بين الفرصة والمجتمع. في زمن تتسارع فيه التحولات الاقتصادية والمهنية، فإن الاستثمار في الإرشاد المهني هو استثمار في العدالة، وفي تمكين الأفراد من بناء حيواتهم عن وعي، لا عن صدفة.

  • هل كانت هذه المقالة مفيدة؟
  •    

scroll to top