المسؤولية الاجتماعية ليست "شيكات" تصرف!

ع ع ع

مع كل أسف تتوقع العديد من منظمات القطاع الربحي أن مسؤوليتها الاجتماعية تنتهي بإيداعها لقيمة التبرع في حساب الجمعية الخيرية أو حتى بتسليمها "الشيك" لممثل تلك الجمعية أو الفريق التطوعي!

لكن المسؤولية الاجتماعية أكبر بكثير من ذلك، حيث تبدأ باهتمامك بالتوفير في إضاءة المكاتب وكمية الورق المستخدمة، ولا أنسى أنني في أحد اجتماعاتي مع (مدير الاستدامة بأحد الشركات القابضة) قال لي أنهم في الشركة يطبقون معايير الاستدامة والمسؤولية الاجتماعية بشمولية، وذكر حينها مثالاً لا يزال عالقاً في ذهني وهو: أن لديهم شركة متخصصة في الخرسانة الجاهزة وكان عندها عقد مع أحد المشاريع الإنشائية الضخمة لتوريد الخرسانة وكانت سيارات الخرسانة التي تتوجه للمشروع تصل للعشرات، وتقف بالساعات أحياناً والمحرك يعمل والسائق بداخلها والعادم ينشر التلوث، عندها تدخلت إدارة الاستدامة التي تقوم بأمر المسؤولية الاجتماعية في الشركة ووفرا للسائقين غرف جاهزة مكيفة، تكون مكان انتظار لهم حتى يأتي دورهم في تنزيل الخرسانة، توفر لهم الراحة وتوفر على الشركة مصاريف الوقود في حال انتظار السائق في السيارة، وتوفر على البيئة التلوث الذي قد يحدث من عوادم سيارات الخرسانة!

في هذه الممارسة نجحت الشركة في حماية 3 أطراف: السائق والبيئة والمصاريف!

كم نحن بحاجة لمثل هذا الفكر المتكامل والشمولي في المسؤولية الاجتماعية ليتحول من صرف "شيكات" إلى مشاريع نوعية تحقق الاستدامة وتوفر على منظمات القطاع الربحي من الناحية المادية.


هلال بن حسين القرشي

رئيس تحرير البنك الثالث

  • هل كانت هذه المقالة مفيدة؟
  •    

اشترك في نشرتنا البريديّة

scroll to top