15 خطأ في حوكمة مجالس إدارات المنظمات غير الربحية

ع ع ع

كتبه: إليس كارتر، محامية متخصصة في المنظمات غير الربحية لدى Caritas Law Group, P.C

وتم نشره على موقع CharityLawyerBlog.com

تُواجه المنظمات غير الربحية تحديات متزايدة في الحوكمة، وتحديدًا في كيفية إدارة مجالسها بشكل فعال. وتوضح المحامية المتخصصة إليس كارتر أن من أبرز أسباب الإخفاقات في هذا المجال هو عدم فهم المسؤوليات القانونية والرقابية.
فيما يلي عرض شامل لأهم الأخطاء التي يجب أن تتجنبها مجالس إدارات المنظمات غير الربحية:


1. الفشل في فهم الواجبات 

العضوية في مجلس إدارة منظمة غير ربحية تتطلب الالتزام بثلاثة واجبات أساسية: حسن النية، العناية الواجبة، والولاء.
الفشل في الالتزام بهذه الواجبات قد يعرض الأعضاء للمساءلة القانونية.
وفي ظل التدقيق المتزايد من الجهات الرقابية والمانحين والإعلام، لم يعد مقبولًا أن يوافق الأعضاء تلقائيًا على توصيات اللجان أو يتجنبوا القرارات الصعبة.


2. الفشل في توفير إشراف فعّال

تفويض المهام لا يُعفي المجلس من واجب الإشراف.
الإشراف يتطلب تطبيق سياسات واضحة ومراقبة مدى الالتزام بها، مثل:

  • مراجعة القوائم المالية

  • سياسات تضارب المصالح

  • سياسات تعويضات التنفيذيين

  • سياسة السفر والمصاريف

  • حماية المبلغين (Whistleblower)


3. الانقياد للجنة التنفيذية أو رئيس المجلس أو المؤسس

لا يملك أحد منظمة غير ربحية، ولا يجوز للجنة أو فرد أن يسيطر عليها.
حتى المؤسس، إن كان مديرًا تنفيذيًا أو عضوًا بالمجلس، يجب أن يخضع لمساءلة المجلس،
الذي يجب عليه تقييم أدائه واتخاذ قرار بشأن تعويضه أو حتى إنهاء خدمته إن لزم الأمر.


4. الإدارة الدقيقة للموظفين (التدخل المفرط)

حين يبدأ أعضاء المجلس بطلب مفاتيح المكاتب أو بإعطاء أوامر مباشرة للموظفين، فإنهم يتجاوزون دورهم.
المجلس معني بالإشراف والتوجيه الاستراتيجي، لا بالإدارة التشغيلية.
وفي المقابل، على الموظفين ألا يشجعوا هذا التدخل من خلال طلبهم تدخل المجلس في المهام اليومية.


5. تجنب الأسئلة الصعبة

الخلاف المهني البنّاء هو حجر أساس في الحوكمة الجيدة.
المجالس التي تصوّت بالإجماع دائمًا يجب أن تراجع ثقافتها الداخلية:
هل يتم فعلاً تشجيع النقاش؟
هل هناك مساحة للرأي الآخر؟
العضو الجيد هو من يعبر عن رأيه بهدوء واحترام، لا من يساير الأغلبية دائمًا.


6. الإدارة غير الكافية لتضارب المصالح

الإفصاح عن تعارض المصالح لا يكفي.
يجب على الأعضاء غير المعنيين:

  • دراسة بدائل لا تتضمن تعارضًا.

  • وإذا أصروا على التعامل مع الشخص المعني، فيجب توثيق القرار بدقة،
    مع التأكيد أن العضو المعني لم يشارك في التصويت أو النقاش.


7. نقص الوعي بالقوانين المنظمة للإعفاء الضريبي

كثير من الأعضاء لا يدركون الفروق القانونية بين:

  • المؤسسات الخاصة.

  • الجمعيات العامة.

  • المنظمات الداعمة.

وكل منها يخضع لقواعد تنظيمية مختلفة.
يجب على أعضاء المجلس فهم المخاطر، مثل:

  • المبالغة في تعويضات التنفيذيين.

  • التورط في أنشطة سياسية.

  • صفقات غير عادلة.

  • فشل اختبار الدعم العام.


8. العمل بوثائق حوكمة قديمة أو متضاربة

الدساتير واللوائح التنظيمية هي المرجع القانوني للمنظمة،
ويجب تحديثها بانتظام لتواكب النمو التنظيمي والتغيرات القانونية.

9. نقل الخلافات إلى خارج غرفة الاجتماعات

واجب الولاء يشمل الحفاظ على سرية المداولات.
بمجرد اتخاذ قرار، يجب أن يتحدث المجلس بصوت واحد.
إذا تعذّر على عضو تقبّل القرار، فالاستقالة هي الخيار المهني.
وفي الحالات القصوى، يمكن اللجوء إلى دعوى اشتقاقية لحماية حقوق المنظمة.


10. الفشل في تعزيز تنوع المجلس

تجنيد الأصدقاء والزملاء قد يخلق "متلازمة الأسماء المعتادة".
من الأفضل إعداد مصفوفة للمهارات والخلفيات التي يحتاجها المجلس، مثل:

  • القانون

  • المحاسبة

  • جمع التبرعات

  • التعليم

  • العمل الاجتماعي

وإدماج منظور التنوع والإنصاف والإدماج (DEIA).


11. اختيار الأعضاء دون عناية

اختيار الأعضاء بناءً على القرب الشخصي أو النفوذ المالي فقط، دون النظر في مدى التزامهم،
يؤدي إلى مجلس صوري.
العضو الجيد هو من:

  • يحضر الاجتماعات

  • يشارك بفعالية

  • يستخدم حكمه المستقل


12. الفشل في تثقيف وتحفيز الأعضاء

أغلب أعضاء المجالس لا يدركون ما هو مطلوب منهم.
من الضروري:

  • إعداد برنامج تعريف للأعضاء الجدد.

  • دعوة محامٍ متخصص لشرح المسؤوليات.

  • إرسال تحديثات دورية عن قضايا المنظمة.

  • إجراء تحليل SWOT للمجلس نفسه ووضع خطة تطوير بناء عليه.


13. الفشل في توثيق الإجراءات بشكل مناسب

المحاضر يجب أن توازن بين:

  • التوثيق الكامل للنقاشات (الذي قد يزيد المسؤولية القانونية).

  • والتوثيق المجرد للقرارات (الذي يفقد الرؤية خلفها).

ولا يُعفى المجلس من المسؤولية إن لم يوثق شيئًا.
كما يجب الحفاظ على سجل محاضر اجتماعات اللجان ضمن "دفاتر المحاضر".

14. الفشل في مراجعة كفاءة وفعالية البرامج

الثقة في كلام المدير التنفيذي لا تكفي.
يجب على المجلس التأكد بنفسه من:

  • أثر البرامج.

  • كفاءتها.

  • ملاءمتها لأهداف المنظمة.

الإشراف البرامجي لا يقل أهمية عن المالي — بل ربما يفوقه.


15. الفشل في محاسبة التنفيذيين (وأعضاء المجلس المتقاعسين)

كم عدد المجالس التي تُجري تقييمات أداء منتظمة للتنفيذيين؟
هل نحن مستعدون لمحاسبتهم؟ وحتى لفصلهم؟
وهل نملك الشجاعة لطلب استقالة عضو مجلس لا يحضر ولا يشارك؟
الأمر ليس سهلًا، لكنه ضروري لحوكمة صحية وفعالة.

هذه الأخطاء ليست نظرية فحسب، بل تمثل تحديات واقعية في حياة كثير من المنظمات غير الربحية.
معالجتها تبدأ بثقافة داخلية شفافة، وهيكل حوكمة واضح، ومساءلة حقيقية.
فالمجلس ليس مجرد واجهة، بل هو عقل المنظمة وضميرها القانوني والأخلاقي.

  • هل كانت هذه المقالة مفيدة؟
  •    

scroll to top