محمد سيار: ما بعد مؤتمر BEYOND [PROFIT]… ملامح مرحلة جديدة للقطاع غير الربحي

ع ع ع

بقلم / محمد جاسم سيار

الرئيس التنفيذي لكاف الإنسانية – مملكة البحرين


أحيانًا لا يكون المؤتمر مجرّد برنامجٍ حافل بالجلسات بل لحظة مفصلية يُعاد فيها ترتيب الأسئلة الكبرى حول المستقبل.

في الرياض، وبين وجوه القادة والخبراء وروّاد العمل الاجتماعي، كان الانطباع الأوضح أن شيئًا عميقًا يتغيّر في خريطة القطاع غير الربحي في منطقتنا لغة جديدة للأثر، وشراكات أوسع، وتطلّع حقيقي لمرحلة تتجاوز منطق “المبادرات المتفرّقة” نحو منظومات متكاملة تصنع الفرق.

في هذا السياق، جاءت أعمال مؤتمر BEYOND [PROFIT]…

احتضنت الرياض على مدى ثلاثة أيام مؤتمر BEYOND [PROFIT] الذي نظّمه المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي، ليقدّم منصة عالمية أعادت تسليط الضوء على موقع هذا القطاع في منظومة التنمية، وعلى الدور المتنامي للمنظمات غير الربحية في بناء المجتمعات وصناعة الأثر المستدام.

كان المؤتمر محطة مهمّة للقطاع غير الربحي في المنطقة كلها؛ حيث جمع القادة والخبراء وروّاد العمل الاجتماعي في حوار واحد يناقش الحوكمة، وقياس الأثر، والذكاء الاصطناعي، والابتكار، وتمكين الشباب.


القطاع غير الربحي.. دور يتوسّع ونظرة تتغيّر

أبرز ما عكسته الجلسات هو أن القطاع غير الربحي لم يعد يُنظر إليه كقطاع مساعد فحسب، بل شريك حقيقي في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

تحدّثت الجلسات عن أدوات جديدة، ومسارات عمل ترتبط بالتقنية، والبيانات، وخلق منظومات متكاملة تجمع الجهات المانحة والمنظمات المنفّذة والقطاع الخاص تحت هدف واحد: تحقيق أثر قابل للقياس والاستدامة.


الشراكات هي لغة المستقبل

اتفق المتحدثون على أن الجهود الفردية لم تعد كافية والتحوّل القادم يعتمد على شراكات استراتيجية واسعة، وعلى توحيد الجهود بين الحكومات والقطاع الخاص والقطاع غير الربحي لتعظيم الأثر وتحسين جودة الخدمات.


الإنسان أولًا.. وتمكين الشباب محور التطوير

من أهم الرسائل التي برزت خلال أيام المؤتمر أن الاستثمار الحقيقي يبدأ من الإنسان، من مهاراته ووعيه، وقدرته على الإبداع والمشاركة.

وكان لافتًا تركيز المنتدى على دور الشباب كقوة دافعة للاقتصاد الاجتماعي في المنطقة.


من الأنشطة.. إلى قياس الأثر

أحد التحولات الجوهرية التي طرحها المنتدى هو الانتقال من التركيز على عدد الأنشطة والمستفيدين إلى قياس التغيير الفعلي في حياة الناس.

وهي نقلة ضرورية لتحسين الحوكمة وتعزيز الشفافية وتحقيق نتائج مستدامة.


منصة للمعرفة.. وآفاق جديدة للمنطقة

قدّم المنتدى نموذجًا مهمًا لكيفية تبادل المعرفة والتجارب بين الدول والمنظمات، وفتح الباب أمام تعاون إقليمي أوسع يمكن أن تستفيد منه المؤسسات غير الربحية في البحرين ودول الخليج.


شكر وتقدير

أتقدّم بالشكر إلى المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي في المملكة العربية السعودية على تنظيم هذا الحدث العالمي، وعلى دوره في دفع القطاع نحو مرحلة أكثر احترافية وتنظيمًا.


كما أشكر جميع المتحدثين والشركاء على ما قدّموه من رؤى وخبرات تثري العمل التنموي وتفتح أمامنا مسارات جديدة للتطوير.


كما أتقدّم بجزيل الشكر والامتنان إلى سعادة الأستاذ أحمد بن علي السويلم، الرئيس التنفيذي للمركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي، على قيادته لهذا الجهد النوعي، وحرصه على أن يكون المنتدى منصّة مفتوحة لتبادل الخبرات وبناء الشراكات التي تخدم التنمية في المنطقة.

ويأتي هذا الحضور انسجامًا مع توجيهات معالي وزير التنمية الاجتماعية في مملكة البحرين، الداعمة لتعزيز دور المؤسسات الأهلية في المحافل الدولية، وتبادل الخبرات بما ينعكس إيجابًا على جودة الخدمات والأثر التنموي الذي يقدَّم للإنسان أولًا.


ختامًا..

ما بعد BEYOND [PROFIT] ليس كما قبله، فالقطاع غير الربحي في المنطقة أمام فرصة حقيقية لإعادة تعريف دوره وتعزيز أثره، والمساهمة بشكل أوسع في التنمية المستدامة.

ومسؤوليتنا اليوم أن نحوّل ما خرجنا به من معرفة إلى خطوات عملية تلامس حياة الإنسان وترتقي بجودة خدمات القطاع.

  • هل كانت هذه المقالة مفيدة؟
  •    

scroll to top