الأوقاف الجامعية

ع ع ع

ما هو الوقف الجامعي؟

تُشكّل الأوقاف الأموال أو الأصول المالية الأخرى التي يتم التبرع بها لصالح الجامعات أو الكليات وتهدف إلى استثمار رأس المال وتوفير دخل إضافي للاستثمار والنفقات في المستقبل، وتتبع الصناديق الوقفيّة عادة مجموعة صارمة إلى حدٍ ما من المبادئ التوجيهية طويلة الأجل التي تحدد تخصيص الأصول التي سوف تحقق العائد المستهدف دون تحمل الكثير من المخاطر.

إنّ معظم الأوقاف لديها سياسات توضح مقدار ما يمكن إنفاقه من دخل الاستثمار في كل عام.


بالنسبة للعديد من الجامعات، يمثل هذا المبلغ حوالي 5% من إجمالي قيمة أصول الأوقاف، ونظرًا لأن بعض الكليات المرغوب فيها مثل Harvard لديها أوقاف تقدر قيمتها بمليارات الدولارات، فإن نسبة 5% يمكن أن يساوي مبلغًا كبيرًا من المال.


كيف تعمل الأوقاف؟

إنّ الأوقاف تعني التبرع بالمال أو تصف عقاراً لمؤسسة غير ربحية ما تستخدم دخل الاستثمار الناتج لغرض معين، ويمكن أن تشير كلمة "الوقف" أيضًا إلى إجمالي الأصول القابلة للاستثمار في مؤسسة غير ربحية والمعروفة أيضًا باسم "الأصل"، والمقصود استخدامها في العمليات أو البرامج التي تتوافق مع رغبات المانح، وقد تم تصميم معظم الأوقاف من أجل الحفاظ على المبلغ الأصلي دون تغيير أثناء استخدام إيرادات الاستثمار للجهود الخيرية.

إنّ أقدم الأوقاف الجامعية الأجنبية التي لا تزال نشطة حتى اليوم أنشأها الملك Henry VIII وأقاربه، حيث أنشأت جدته Countess of Richmond كلية وقفاً لغايات دينية في كل من جامعة Oxford وCambridge، بينما جنّد Henry VIII أساتذة في مجموعة متنوعة من التخصصات فيهما، كما أسّس Marcus Aurelius الوقف الأول المسجل للمدارس الكبرى للفلسفة في أثينا حوالي عام 176 ميلادية.

وتعتبر جامعة القرويين في مدينة فاس المغربية أقدم جامعة في العالم لا تزال تعمل حتى الآن، أوقفتها فاطمة الفهرية -رحمها الله- من مالها الخاص في عهد الأدارسة عام 859م.

ويمكن لمانحي الأوقاف في بعض الأحيان تقييد كيفية إنفاق المدارس والجامعات لهذه الأموال من خلال بيان سياسة الاستثمار، فعلى سبيل المثال، يمكن للمانحين أن يقرروا استخدام جزء من إيرادات الأوقاف المقررة على منحة دراسية قائمة على أساس الجدارة أو على أساس الاحتياجات.

إنّ الاستخدام المقيد الآخر لدخل الأوقاف هو توفير التمويل للأساتذة الموهوبين والتي تستخدم لجذب المعلمين من الطراز العالمي.

بخلاف هذه القيود، يمكن للجامعات استخدام ما تبقى من مبلغ الإنفاق المخصص كدخل قياسي، أمّا القرارات المتعلقة بما إذا كان ينبغي إنفاقها على توظيف الأساتذة أو من أجل رفع مستوى المرافق وإصلاحها أو تمويل المزيد من المنح الدراسية، فهي متروكة لمسؤولي الجامعات.

ويمكن لدخل الاستثمار في الأوقاف أن يخفض أيضًا بشكل كبير تكاليف تعليم الطلاب، فعلى سبيل المثال، إذا كان عائد الجامعة قد حقق 150 مليون دولار وكان له حد للإنفاق بنسبة 5%، فإن هذا سيوفر 7.5 مليون دولار من الدخل المتاح، وإذا كانت الجامعة قد خصصت أصلاً 5.5 مليون دولار من أموال الاوقاف، فإن هذا يعني أن الفائض البالغ مليوني دولار يمكن استخدامه لدفع ديون ومصاريف أخرى ويمكن أن يتم توفير المدخرات للطلاب.

ومع ذلك، نظرًا لأنّ الجامعات تعتمد على عوائد الاستثمار للحصول على دخل إضافي، فقد تكون هناك مشكلة إذا لم تحقق الاستثمارات مبلغًا مناسبًا من العوائد، لذلك، يدير المحترفون معظم الأوقاف من أجل ضمان توافق الاستثمارات التي تمت مع تخصيص السياسة المذكور أعلاه.


أنواع الوقف

هناك أربعة أنواع مختلفة من الأوقاف الجامعية:

1- الوقف غير المقيد.

2- الوقف المصطلح.

3- الوقف التّقريبي.

4- الوقف المُقيّد. 


وعادة ما ينص الوقف المصطلح على أنه لا يمكن إنفاق رأس المال إلا بعد فترة زمنية أو أثناء حدث معين، أمّا الأوقاف غير المقيدة فهي أصول يمكن إنفاقها وحفظها والاستثمار فيها وتوزيعها حسب تقدير المؤسسة التي تتلقى التبرع.

أما الوقف التّقريبي فإنه يُمثّلُ تبرعاً من قِبل فرد ما أو مؤسسة ما ويتم تقديمها بقصد خدمة غرض محدد ويتم الإبقاء على المال الأساسي عادةً بينما يتم إنفاق الأرباح أو توزيعها وفقًا لاشتراطات المانح.

وعادة ما تبدأ هذه الأوقاف من قبل المؤسسات التي تستفيد من هذه الأوقاف عن طريق التحويلات الداخلية أو عن طريق استخدام الأوقاف غير المقيدة المقدمة بالفعل إلى المؤسسة.

إنّ الأوقاف المقيدة لها أساسها الدائم، بينما يتم إنفاق الأرباح من الأصول المستثمرة وفقًا لمواصفات الجهة المانحة باستثناء حالات قليلة لا يمكن انتهاك شروط هذه الأوقاف.

إذا اقتربت مؤسسة ما من الإفلاس أو أعلنت ذلك ولكن لا تزال لديها أصول في الأوقاف، يمكن للمحكمة إصدار حكم تقريبي بحيث يمكن للمؤسسة استخدام هذه الأصول مع توخي السلامة المالية إضافة إلى تلبية رغبات المانح قدر الإمكان.

يُعرف السّحب التدريجي الذي تقوم به الهيئات للأوقاف من أجل سداد الديون أو تسديد مصروفات التشغيل باسم "الغزو" أو "غزو الأوقاف" وفي بعض الأحيان يتطلب موافقة الدولة.


الانتقادات المُوجّهة للأوقاف

تعرضت جامعة Harvard وغيرها من مؤسسات التعليم العالي للنقد بسبب حجم أوقافها وقد شكّك النقّاد في فائدة الأوقاف الكبيرة التي تصل قيمتها إلى مليارات الدولارات، مشبهين ذلك بالإكتناز، خاصة وأن تكاليف التعليم بدأت في الارتفاع في نهاية القرن العشرين، حيث كان يُنظر إلى الأوقاف الكبيرة على أنها مُدّخرات خاصة بالمؤسسات التعليمية، ولكن خلال فترة الركود في عام 2008، خفضت العديد من الأوقاف مدفوعاتها.

نظرت دراسة اقتصادية أمريكية عام 2014 عن كثب في التدابير التحفيزية الكامنة وراء هذا السلوك ووجدت أنه كان هناك اتجاهاً نحو التركيز المفرط على صحة الأوقاف بدلاً من المؤسسة ككل.

وليس من غير المعتاد أن ينظر الطلاب النشطاء بعين نقديّة إلى حيث تستثمر كلياتهم وجامعاتهم هباتهم، في عام 1977، تجردت كلية Hampshire من استثمارات جنوب إفريقيا احتجاجًا على الفصل العنصري وهي خطوة اتبعها عدد كبير من المؤسسات التعليمية في الولايات المتحدة.

ولا تزال الدعوة لسحب الاستثمارات من الصناعات والبلدان التي يجدها الطلاب معرضة إلى الخطر من الناحية الأخلاقية، يُعدّ أمراً شائعاً بين الناشطين الطلابيين، على الرغم من أن الممارسة تتطور لأجل تحسين الفعالية.


الكاتب:

ALBERT PHUNG

المصدر

  • هل كانت هذه المقالة مفيدة؟
  •    

اشترك في نشرتنا البريديّة

scroll to top