تسعى المنظمات غير الربحية للحصول على الدعم ونشر رسالتها وضمان استدامتها؛ وهو ما يدفعها للسعي وراء بناء فرق عمل قوية، ويمكن لموهبة جديدة ذات أفكار إبداعية أن تساهم في تحفيز المؤيدين والمناصرين لأهداف المنظمة، ولضمان الريادة المجتمعية داخل المنظمة، نتمنى منك التقيد بما يلي:
1 ـ حدد الهدف الذي تسعى منظمتك لتحقيقه:
إذا لم يمتلك فريقك هدفاً سامياً للدفاع عنه ويمكن التعبير عنه بوضوح، فلا داعي لوجود هدف في المقام الأول، ويرجع ذلك إلى كون هذا الغرض لا يمتد إلى مؤسستك غير الربحية فحسب، بل يجب أن يمثل جزءً من مجتمعك، وفي المقام الأول، يتوجب عليك أن تسأل نفسك عما إذا كانت مهمة منظمتك هي ذاتها التي يسعى المجتمع المحلي إلى تحقيقها.
إن تحديد الهدف من وراء بعث مشروع ما، هي الطريقة المثلى لإعلام الجميع بما أنت بصدد القيام به، ويسمح هذا الأمر للعديد من الأشخاص بالانخراط في منظمتك لخدمة هذا الهدف المشترك، ويساهم في مساعدتك على قياس الأداء مقارنة بالهدف الذي حددته، وبموجب ذلك، سيمسي أعضاء المجتمع المحتملين قادرين على معرفة التوقعات المنتظرة منهم وكيفية المساهمة في تحقيق هذه الأهداف.
2 ـ البحث عن أشخاص أكفاء:
بعد تحديد الأهداف التي ستسعى إلى تحقيقها والدور الذي تريد لعبه داخل مجتمعك، تحتاج إلى تجميع فريق من الأشخاص الملتزمين بتحقيق هذه الأهداف، ومن هذا المنطلق، ينبغي عليك البحث جيداً عن طاقم العمل والأشخاص الذين ستضيفهم إلى مجلس الإدارة، ويجدر بهذا أن يمتد إلى كافة المستويات الوظيفية للمؤسسة، ليشمل الموظفين والمتطوعين.
وجدتُ أن الأشخاص يعملون مثل المغناطيس عندما يتعلق الأمر بالمهارات والمواهب، حيث أن الأشخاص الموهوبون الذين يتسمون بكفاءة عالية يجذبون الآخرين الذين يكونون على درجة مماثلة من الكفاءة، بينما يجذب الأشخاص بسيطي الخبرة والمهارة أشخاصاً في مستواهم، وبناءً على هذا المعطى، يميل الكثير من القائمين على المنظمات غير الربحية إلى استقطاب أشخاص يتمتعون بصفات خاصة بهدف الحفاظ على جودة الخدمات التي يقدمونها، وهو ما قد يشمل في بعض الأحيان اعتماد اختبارات صارمة.
3 ـ عرض الفائدة مقابل العمل:
قبل الانضمام، يريد الأفراد معرفة المكاسب التي سيحققونها من خلال الانتساب إلى منظمتك، حيث يحتاج مجتمعك إلى عرض قيمة ما ومشاركة معرفة معينة أو نوع آخر من المكاسب الشخصية، وبذلك، يمكنك التحدث إلى أعضاء المجتمع والمتطوعين المستهدفين لمعرفة احتياجاتهم وتحسين جودة الخدمات التي تقدمها منظمتك، وبإمكان مثل هذا التوجه إيصال رسالتك إلى متطوعين آخرين يشبهون الفئة المستهدفة، ما من شأنه تمكينك من التواصل مع بعض أصحاب المصلحة النافذين.
لتحقيق هذه الغاية، يتعين عليك تحليل قدرات منظمتك غير الربحية لمعرفة القيمة التي يمكنك إضافتها لمجتمعك، قد تتضمن بعض الأفكار تمكين المتطوعين من التواصل مع الأشخاص النافذين والقادة وأصحاب القرار داخل منظمتك، في حين يمكنك اعتماد منهج قائم على توفير فرص تطوع ذات تأثير مباشر على منظمتك غير الربحية.
4 ـ اسمح للأشخاص العظماء بتشكيل ملامح مجتمعك:
لا تستطيع المنظمات غير الربحية إنشاء مجتمعات بمفردها، حيث يعتبر الأفراد قوام هذه المجتمعات وهم وحدهم القادرون على إنشائها، ويجب عليك الاستماع إلى ملاحظات أعضاء منظمتك وإجراء التعديلات بناءً عليها، وعموماً، تتشكل المجتمعات عن طريق مشاركة الأفراد في المشاريع المحلية، ثم تتم الإشادة بمجهوداتهم في مرحلة ثانية، وهو ما يؤدي إلى زيادة المشاركة.
يحتاج المجتمع الذي تطمح للاضطلاع بدور ريادي داخله إلى آليات لإحداث التغيير الذاتي، ولتحقيق هذه الغاية، يمكنك اعتماد طريقة لانتخاب قادة المجتمع، فضلاً عن تعيين قنوات الاتصال مع المنظمات غير الربحية الأساسية وجعل مجتمعك أكثر استقلالا على مستوى تطوير المشاريع التي يعمل الأفراد على إنجاحها، وإقراراً للحق، يجب أن تكون منظمتك منفتحة على أفكار مجتمعك ومستعدة لتطبيقها.
5 ـ حافظ على زخم حركة منظمتك:
بمجرد تمكنك من إتمام الخطوات السابقة، سيتعين عليك إدارة مجتمعك بشكل مستمر، ويمكنك تحقيق ذلك من خلال الالتزام بالحفاظ على مجهوداتك على الإنترنت وخارجها، وفي حين تعد الإنترنت وسيلة للوصول إلى المتطوعين والمتبرعين، لا شيء يضاهي التفاعل الإنساني الأساسي لبناء المجتمع.
تساعد الفعاليات التي تتم في العالم الواقعي على زيادة انتماء أعضاء المجتمع وإثارة حماسهم، وهو ما من شأنه خلق عمق داخل المجتمع، في المقابل، يعد الإنترنت فضاءً مثالياً لاستقطاب أكبر عدد ممكن من المساهمين، لاسيما أولئك الذين تعيقهم الحواجز الجغرافية، ومن خلال الاعتماد على التواصل عبر الإنترنت، يمكن إشراك أعضاء جدد وإقامة مجموعة روابط وعلاقات بينهم تدوم طويلاً.
- هل كانت هذه المقالة مفيدة؟
