نصائح للعامل مع الشباب

ع ع ع

يقول Emily Ingram في مقال له على موقع youthworker: لقد عملت لدى وزارة الشباب لمدة خمس سنوات، منذ أن  كنت أبلغ من العمر عشرين سنة فقط وذلك بعد أن فزت بالمركز الأول في اختبار حكومي لاختيار وزير للشباب، كنت صغيراً وأعتقد أنني أمتلك الآن الفكرة الكاملة بشأن وزارة الشباب وعمل المنظمات الشبابية، لكنني عندما أعود بالزمن الى الوراء أقول كم كان قليلاً الذي أعرفه ولو انني استطيع العودة بالزمن لقدمت النصيحة لنفسي الشابة.


لقد اكتشفت أنني لا أستطيع فعل ذلك لكن ربما أستطيع أن أعمل كموجه للمبتدئين في العمل مع الشباب، ولربما تكون تجربة ناجحة في حياتك ولكن أيضاً يعقبها الكثير من الانتقادات وقلة التشجيع والخوف طوال الطريق، لذلك خذ وقتاً وأقرأ النصائح الثلاثة البسيطة التي يمكنها أن تساعد في قطع الخوف في مرحلة مبكرة.



1- أنت بالغ وشاب رائع ولست كبيراً في السن:

يبدو وكأنه مفهوم بسيط، ولكن هذا ما رأيت العاملين الشبان الجدد يكافحون من أجله طوال الوقت، ويحاولون كثيراً الظهور في صورة الشاب الجيد ولكنهم في الأثناء يخسرون احترام الشباب، أنت راشد وتعمل ناصحاً ومرشداً لهم ولست صديقاً مقرباً، إذا رأى الشباب أنك فرد منهم سوف تجد صعوبة في التحدث معهم عن حياتهم وفي أخذ الأمور على محمل الجد، وسوف تجد صعوبة كذلك في السيطرة عليهم أثناء اجتماعات الشباب. 


عموماً، يمثل التواصل مشكلة لذلك من الضروري التواصل ولكن دون المس من الاحترام، كما أنّك تحتاج وقتاً حتى تتعلم السير في ذلك الخط ولكنك تستطيع بلوغ الهدف مع القليل من الوقت والجهد من طرفك.

على سبيل المثال، قلل من المراسلات والمكالمات الاجتماعية قدر الإمكان، لأنه من الجيد أن يجدك الشباب عندما يحتاجون توجيهك ولكن عندما تراسلهم بقدر ما يراسلون بعضهم البعض ستصبح معرفتهم بك كأحد ينتمي إلى دائرتهم الاجتماعية الخاصة.


ومن المهم أن تكتشف صباك لكن من الأفضل أن تكتشفه بنفسك، وخذ يوم الجمعة مجموعة منهم لتناول الغداء خارجاً وسوف تمنحك أوقات كهذه فرصاً ممتازة لمعرفة شبابك في بيئة مريحة وممتعة، شخصياً كان دوري ولازال تفقد المكالمات الهاتفية والنصية اذا حادثني أحدهم ولكن إذا كانت الساعة قد تجاوزت العاشرة ليلاً يجب أن تكون المكالمة بسبب حالة طارئة، لذلك قم بوضع حواجز كهذه تساعدهم على رؤيتك كقائد وليس مجرد صديق آخر.


2- لا تركز فقط على الحالات العاطفية والاجتماعية:

لا استطيع البدء بالقول إنني أرى هذا يحدث كثيراً في العمل مع الشباب كذلك اعترف أنني قمت بهذا الخطأ، لأن الكثير من العاملين مع الشباب يقومون بهذا عن قصد وسوف تقول في قرارة نفسك:عندما أقوم بتخويف الشباب سوف يتبعهم البقية، وهي للأسف فكرة لا تنجح في الغالب.


ما سوف يحدث في النهاية هو أن العامل مع الشباب سيقضي أو ستقضي وقتها وهي تحاول التركيز على المجموعة الصغيرة المنتقاة من الشباب ذوي المشاكل العائلية أو أصحاب الاحتياجات الخاصة أو الظروف الاجتماعية والاقتصادية الذين لا يرغبون في أن يصبحوا قادة بين الشبان وهو ما سوف يوقعهم في المشقة، كما أنّني التقيت بعض الشباب من منظمات أخرى وقد كشفوا لي سرّا بأن قادتهم الشبان يمنحون اهتمامهم لمن لا يستحقون وهم يرون ذلك وهذا يؤثر عليهم بشكل كبير ويحسسهم بعدم أهميتهم مقارنة بأصحاب الوضع الاجتماعي الصعب.


من المفترض أن تكون أماكن عملنا مع الشباب مكانا آمناً لجميع الشباب ويوفر لهم فرصاً متساوية، بغض النظر عن أوضاعهم الاجتماعية أو الاقتصادية، لذلك ينبغي أن يكون لدينا بيئة مختلفة تماماً عن المدارس والجامعات، وبهذه الطريقة ستجد البارزين الذين يستحقون أن يخلفوك في القيادة، لذلك خذ وقتاً قدر الإمكان لمعرفة الشباب واستثمر في أولئك الذين هم بعيدون عنك وسوف تتلقى نصيباً وافرا من هذا الاستثمار.



3- لا تختر الموهبة بدلا عن الطاعة:

يتمثل السيناريو المشترك بين العاملين مع الشباب في التالي: تكون منظمة الشباب التي تعمل لديها صغيرة ولكن يجب أن يكون لديك قائد شاب يتلقى إشادة من الشباب وهي عموماً فكرة رائعة ولكنك لا تمتلك الكثير من الخيارات، حيث يوجد هناك شاب واحد يمتلك موهبة مبهرة، وطبيعياً سوف يكون هذا الشاب أول من ستتجه إليه وسوف يبدو سعيداً بذلك و تبدأ عملية المدح لمشاريعك الشبابية.


بعدها يشرع شباب آخرون في القدوم إليك يتساءلون إن كنت على علم بسمعته بين الشباب وسوف ترغب في مواجهتهم ولكنك تخشى إن فعلت ذلك أن يشعر الشاب بالقلق ويرحل وتظل أنت دون ذلك الموهوب في فريقك وبالتالي تصمت وترجو في قرارة نفسك أن يدرك أخطاءه بمفرده. قريباً جداً، لن يشارك أحد من الشباب في اجتماعاتك أبدا وسوف يظلون مذهولين بسبب ما حدث في الحياة الشخصية للشاب الموهوب الذي اخترته لقيادة الفريق، وللأسف أرى أن هذا يحدث كثيراً في منظمات الشباب.


أتفهم أنك تريد تجربة أشياء جديدة في منظمتك وإنه لرائع أنك تريد إشراك الشباب في عملك ولكن أن يكون أحدهم موهوباً لا يعني أن عليه أن يشغل ذلك الفراغ في الفريق أو داخل المنظمة لذلك خذ وقتك وفكر بخصوص قرارات كهذه عندما تقوم بجعل الشاب يتموضع داخل فريقك أو منظمتك الشبابية فإنك بذلك تتحكم بنمط حياته، كما أنه لا بد لنا من الاعتراف أن المراهقين مراهقون في النهاية وسوف يرتكبون أخطاء متوقعة ومع ذلك من المهم أن يتلقى الشباب الذين تم وضعهم في مراكز القيادة الاحترام من قبل الشباب الآخرين وهو ما يعني انعكاساً إيجابياً لك وللفريق أو المنظمة التي تقودها وتستطيع أن تستقطبهم داخلها أو تدفعهم بعيداً عنها.


 إن فهماً بسيطاً لهذه المفاهيم البسيطة سوف تمنع عنك المشقة خلال السنوات القليلة الأولى كقائد منظمة شبابية، وهذه النصائح تمنيت أن يقدمها لي أحدهم عندما بدأت أول مرة وأدعو أن تعود عليك بالنفع أثناء تنفيذ المهمة الخيرية التي برزت في حياتك.

  • هل كانت هذه المقالة مفيدة؟
  •    

اشترك في نشرتنا البريديّة

scroll to top