من هم أصحاب المصلحة في المنظمات غير الربحية؟

ع ع ع

ماذا يعني "صاحب المصلحة" بالنسبة للمنظمات غير ربحية؟

يشير مصطلح "صاحب المصلحة" إلى أي جهة، سواء كانت فردًا أو مجموعة، لديها مصلحة في التعامل مع منظمتك غير الربحية. ويمكن أن يكون "أصحاب المصلحة" من بين الأشخاص المشاركين مباشرة في عمل المنظمة، مثل أعضاء مجلس الإدارة، أو الفئة التي يستهدفها نشاط منظمتك، أو المتبرعين، أو المؤسسات التي تقدم لك المساعدة.

 

يمكن أن يشمل مصطلح "أصحاب المصلحة" العديد من الأفراد أو المجموعات الأخرى، حتى وإن كانوا على صلة غير مباشرة بمنظمتك، على غرار أصحاب محلات بيع المعدات أو الخدمات التي تلجأ إليها. وقد يتأثر جميع هؤلاء الأفراد والمجموعات بما تفعله منظمتك، لذلك بإمكانهم أن يساعدوا على تحديد ما تقوم به.

 

أصحاب المصلحة في المنظمات غير الربحية التقليدية:

تضم هذه القائمة الموظفين، والأعضاء، والمتطوعين، وأعضاء مجلس الإدارة والمانحين الكرماء الذين يساعدونك في الحفاظ على استمرارية أعمالك. كما تشمل قائمة أصحاب المصلحة المستفيدين من خدماتك. فعلى سبيل المثال، قد يكون المستفيدون من خدمات منظمتك المشردون أو مجرد زبائن عاديين، مثل أعضاء فريق التطوع الذين يشاركون من خلال القيام ببعض الأنشطة. إلى جانب ذلك، يجب أن توفر المنظمات غير الربحية خدمة عملاء ممتازة، مثلما تفعل الشركات التجارية.

 

تندرج الجهات المانحة، على غرار المؤسسات المانحة للإعانات أو الوكالات الحكومية أو شبه الحكومية التي توفر التمويل، ضمن أصحاب المصلحة. وبما أن كل مؤسسة خيرية يجب أن يكون لديها عدد ضخم من المصادر لجمع التبرعات، فإن كل مصدر يجلب أصحاب المصلحة يجب أن يواصل جذب الاهتمام ويحث الأفراد على الرغبة في الانخراط.

 

يعتبر مجتمعك المحلي من أصحاب المصلحة أيضا، فكل منظمة غير ربحية هي جزء من مجتمع أكبر. وعلى هذا النحو، يجب على المنظمات غير الربحية أن تحترم الأنشطة المجتمعية وتشارك فيها، وتعمل على تثقيف قادة المجتمع والمؤسسات والوكالات الحكومية. وتدرك معظم المؤسسات الخيرية الآن أنها لا تستطيع أن تنجز مهامها أو أن تجمع الأموال بنفسها، لذلك لابد من عقد شراكة مع الجمعيات الخيرية الأخرى بدلاً من التنافس معها.

 

معرفة الجانب التقني والقانوني المتعلق بأصحاب المصلحة

هناك العديد من المنظمات غير الربحية المعترف بها حكومياً ولكل منها مسؤوليات قانونية وهياكل مؤسساتية مختلفة. وفي الواقع، إن أول ما نفكر فيه عادة عند ذكر "المنظمات غير الربحية"، هو المنظمات التي نتبرع بأموالنا لها ونتطوع للعمل فيها، ونحصل من خلالها على العديد من الخدمات غير الربحية.

 

يندرج "أصحاب المصلحة" في المنظمات غير الربحية ضمن ثلاث فئات قانونية: وهي فئة دستورية، وتعاقدية، وطرف ثالث.

بالنسبة للمنظمات غير الربحية، فإن أصحاب المصلحة الدستوريون هم أعضاء مجلس الإدارة أو الأمناء في حال كانت منظمتك مدمجة. أما بالنسبة للجمعيات غير الربحية غير المدمجة، فيمكن تسمية أعضاء المجلس بلجنة الإدارة.

 

في كلتا الحالتين، يتحمل أصحاب المصلحة الدستوريون مسؤولية إدارة المنظمة. وبالنسبة للمنظمات غير الربحية، فإن مسؤوليات مجلس الإدارة محددة بشكل جيد. في المقابل، قد يواجه أعضاء مجلس الإدارة صعوبات قانونية إذا لم يديروا المؤسسة بشكل مسؤول.

 

يتمثل أكبر إشكال قد يتعرض له أعضاء مجلس الإدارة في تضارب المصالح، لاسيما أن هذه الصراعات المحتملة منتشرة ويجب تجنبها بكل السبل. وفي هذا الصدد، يجب ألا يتخذ أعضاء مجلس الإدارة قرارات تخدم مصالحهم الشخصية أو علاقاتهم أو ولاءهم لأشخاص أو منظمات أخرى.

 

هناك عدة سبل لتفادي تضارب المصالح، إلا أن أخذ مسألة النزاعات التي يمكن أن تنشب عند تعيين أعضاء مجلس الإدارة بعين الاعتبار هو خط الدفاع الأول. ويجب أن يكون أعضاء المجلس قادرين على تحديد صراعاتهم المحتملة والإفصاح عنها، ثم الامتناع عن التصويت على القضايا التي قد تثير الخلافات.

 

أما "أصحاب المصلحة التعاقديون" فهم يمثلون الموظفين مدفوعي الأجر، والممولين مثل المؤسسات، أو أي شركة أو مجموعة أو فرد له علاقة رسمية بالمؤسسة الخيرية. أما "أصحاب المصلحة من فئة طرف ثالث"، فهم جميع الأشخاص والمجموعات التي قد تتأثر بما تفعله المنظمة غير الربحية، مثل الشركات والحكومة المحلية والمواطنين الذين يعيشون في ذلك المجتمع.

 

الفرق بين أصحاب المصلحة والعملاء

على الرغم من أن العديد من أصحاب المصلحة في المنظمات غير الربحية أشبه "بالعملاء" في معناهم التجاري، إلا أن هناك اختلافاً واضحاً؛ إذ تعتمد المنظمات غير الربحية على إشراك أصحاب المصلحة في مؤسساتها. ولكن مع العملاء، تشتري المنظمة منتجاً أو خدمة ما، دون أن تنخرط في العملية التجارية.

 

تعمل المنظمات غير الربحية على تطوير برامج مفصلة لإبقاء أصحاب المصلحة مهتمين وفاعلين، أكثر من اهتمامها بإبقاء المانحين سعداء عبر التواصل المكثف معهم وتنظيم العديد من المناسبات أو خلق تجارب مجزية للمتطوعين. وهذا ما نسميه الإدارة الجيدة أو إدارة العلاقات.


المصدر


  • هل كانت هذه المقالة مفيدة؟
  •    

اشترك في نشرتنا البريديّة

scroll to top