قبل تأسيس جمعيتك .. ممكن كلمة رأس ؟!

ع ع ع

م. سعيد اليزيدي

في نوفمبر الماضي أعلن وزير العمل معالي م. أحمد الراجحي عن (نية) الوزارة تأسيس عدد ١٠٠٠ جمعية جديدة خلال عامين يقصد ٢٠١٩ و ٢٠٢٠ م الوضع الحالي عدد الجمعيات تقريبا وصل ١٥٠٠ جمعية، الجمعيات حتى ١٤٣٧ وقبل تولي معالي الأستاذ ماجد القصبي حقيبة وزارة التنمية الاجتماعية كانت تقريباً في حدود ٨٠٠ جمعية .. بمعنى تم إضافة ٧٠٠ جمعية جديدة في ثلاث سنوات فقط ! لاحظ الفرق ٨٠٠ جمعية منذ ٤٠ سنة عمر النظام الأساسي للجمعيات و٧٠٠ في ٣ سنوات !


تحفز المجتمع لتأسيس الجمعيات لوجود تسهيلات لذلك وتوجه من الحكومة لإشراك القطاع الثالث في التنمية ؛ شخصياً لا أجد الزيادة في رقم الجمعيات دلالة على منجز ما.. الموضوع فقط سمحت للناس بالعمل.. والناس في المقابل دافعها الخير بالفطرة.

حتى لا أتوه عن فكرتي الاساسية حديثي عن المتحمسين لتأسيس جمعيات جديدة ..

تأمل أخي الكريم قبل التأسيس..

مهم أن تسأل نفسك وصحبك المؤسسين الكرام:

كيف ستعمل الجمعية؟

ماهي الخدمات التي ستقدمها؟

كيف ستحصل على التبرعات وتستديم ماليا؟

والأخيرة ثالثة الاثافي !


١٥٠٠ جمعية موجودة حاليا و٢٠٠٠ أخرى (اكثر من ضعف العدد الحالي) سيتنافسون على موارد محدودة سواء تلك المخصصة من الحكومة للجمعيات أو تلك الموجودة لدى المتبرعين التجار أو الأفراد .. ضغط كبير وتمويل يشح من الكل في وضع التصحيح الاقتصادي الذي يمر به البلد.


هذه المشكلة إذن .. لدينا عدد سيصبح ٣٥٠٠ جمعية يقدمون حلول وأفكار تقليدية للمشكلات الاجتماعية في ظل وضع اقتصادي متحفظ !

هل سيؤثرون؟

هل ستتعارض الخدمات والمشاريع؟

هل سيحصلون على التمويل الكافي؟

هنا التحدي ..


مالحل ؟

الحل في نظري لا نتحمس لتأسيس جمعية بدون نموذج عمل فني ومالي مميز ..

فني يضمن ابتكار حلول نوعية للقضايا الاجتماعية..

ومالي يضمن أن تذهب لمتبرع أو مساهم ويتحمس لفكرتك ويتعاطف معها ويتبرع لك أو يساهم معك أو يشتري خدمتك اذا كنت تبيع الخدمات بمقابل غير ربحي!


وأرى الصبر في البداية قبل تأسيس الجمعية.. يمكن مثلا تأسيس فريق تطوعي وعمل تجربة للحلول الاجتماعية وعرضها على محكمين ومتبرعين محتملين؛ إذا كانت أفكارك مقنعة ومشجعة وكسبت التأييد اللازم فامض في التأسيس..

وإذا لم تجد الحماس لحلولك ومشاريعك فلن يغير من تعاطف الآخرين معك كونك أسست جمعية!


مالذي دعاني لهذه المقالة؟

ما أراه من معاناة كثير من الجمعيات حديثة التأسيس.. تحدياتهم متنوعة وموقفهم صعب مالياً ..

إما لأن أفكارهم تقليدية وهناك من سبقهم في المجال والمتبرع سيعمل مع القديم بالطبع وإما أفكار جديدة تعالج قضايا دعم وتأييد أو توعية مثلا لا تجد من يؤمن بها!


أنصحك قبل إطلاق جمعيتك أن تختبر فكرتك وفرضيتك في نجاح جمعيتك قبل التأسيس ..

قم بزيارات .. استشر متخصصين .. قدم على داعمين واعرف كيف يفكرون؟! حتى لاتصطدم بالواقع!!

مرة أخرى .. كونك أسست جمعية لايعني أن التبرعات ستنهال عليك!


مثال بسيط قبل أن اختم .. جمعية خيرية تأسست قبل ٣ سنوات .. أسسها ١٠ مؤسسين شباب طموحين كانت واحدة من أهدافهم تأسيس كلية غير ربحية لخدمة قضية الجمعية ..

الآن تقريبا ماتت دماغيا .. باختصار لم يؤمن (بحماسهم) مال المتبرع (الحساس)!


هل نلوم المتبرع؟ الوزارة؟

لا بالطبع ..المتبرع سيبحث عن الأنفع (من وجهة نظره) والوزارة دورها منح الفرصة لمن هو قادر على العمل وتنظيم العملية مستقبلا..

جزء من عدم قدرتك كمؤسس جمعية أن تنزل للميدان دون جاهزية كافية.


ما أتمناه بسيط ..

عدم الاندفاع لتأسيس جمعيات خيرية دون اختبار كافٍ لنموذج العمل الفني والمالي لديك حتى لا تصدم بالواقع أو تحمل القطاع الخيري عبء جسم غريب يحتاج استئصال بعد فترة ..

افحص الآن !

وشكرا لصبركم .. يا أصدقاء


المصدر: حساب الكاتب على Twitter

@engsaeed22

  • هل كانت هذه المقالة مفيدة؟
  •    

اشترك في نشرتنا البريديّة

scroll to top