هكذا ننضج المشاريع الخيرية

ع ع ع

م. موسى الموسى

حتى تنضج البرامج والمشاريع غير الربحية نحن بحاجة إلى 3 مكونات أساسية وهي: أن يكون هناك احتياج فعلي، ودراسة جدوى وتحقيق استدامة، لأن كثير من البرامج والمشاريع التي لا تحتوي هذه المكونات الثلاث الأساسية تكون عرضة للفشل بنسبة كبيرة جداً.

إن كلمة الإنضاج تعني أن يكون لدينا مشروعاً جاهزاً للقطف والأكل، فمشروعنا الناضج هو الذي تجاوز مرحلة النمو وبلغ مرحلة الاكتمال والاستواء والجاهزية، فانضاج الفكرة يعني أنها أخذت دورتها وخرجت بعد تروي ومدارسة وإمعان، واتضحت ملامحها وتفاصيلها بشكل دقيق.

ويمكنك الحكم على فكرتك أنها ناضحة أم لا! عبر التأكد من أن كل سؤال قد يوجه لفكرتك فإن لديها إجابة كافية ووافية وبكل تأكيد مكتوبة وليست في ذهنك.


ولدى مؤسسة عبدالرحمن بن صالح الراجحي وعائلته الخيرية مفهوم خاص بالإنضاج وهو أنه:

"عملية مخططة في مرحلة زمنية تسبق مرحلة التأسيس يتم فيها دراسة جدوة الفكرة المقترحة والاطلاع على أفضل الممارسات في مجالها مع الاستماع إلى صوت العميل والخبير، للخروج بتصور متكامل وشامل وواضح يتيح لها كمانح اتخاذ القرار المناسب بشأن تمون المشروع من عدمه، كما يمكن القائمين على المشروع من امتلاك أدوات ومقومات إنجاح المشروع اللازمة، وبوصلة لاتجاه التحرك فيه".


ويأتي تطبيق الإنضاج على المشاريع المبتكرة والجديدة أو المشاريع التي مورست سابقاً لكنها لم تحقق المؤمل منها من التغيير والتأثير.


وللإنضاج 4 أركان أساسية وهي:

1- السماع لصوت المستفيد والعميل والخبير.

2- الاطلاع على أفضل الممارسات والتجارب.

3- تحقيق استدامة المشروع.

4- تلاقح الأفكار وبناء رؤية الفريق.


وهنا قد نسأل ما هو الهدف من الإنضاج؟!

فتكون الإجابة أن الإنضاج يطور صاحب الفكرة، ويحدد الرؤية المشتركة، كما يبني الفريق، ويحدد قرار المشاركة في التمويل من عدمها، بالإضافة لكسب المشروع الناضج لشراكات، والتعرف على المستشارين والعاملين في مجال المشروع، وأخيراً بناء مؤشرات لنجاح المشروع تجعل قياسه أمراً سهلاً وممكناً.


ويمكنك تحقيق الإنضاج لمشروعك باتباعك لهذه الخطوات الـ 11:

1- تحديد الفكرة.

2- تكوين فريق عمل للإنضاج.

3- وضع أهداف الإنضاج.

4- تنفيذ مجموعة تركيز قبل الزيارات واللقاءات وعقد ورش العمل لبناء وإثراء خطوات الإنضاج.

5- زيارة الجهات المماثلة والاطلاع على تجاربها وممارساتها الناجحة والفاشلة للاستفادة منها.

6- اللقاء مع الخبراء والمختصين.

7- اللقاء مع عينة من الشريحة المستفيدة من المشروع أو المبادرة.

8- تنفيذ ورشة عمل لعدد لا يقل عن 15 شخص من مختلف الشرائح والتوجهات لتبادل الأفكار واستقبال الملاحظات.

9- تنفيذ مجموعة تركيز لناء خارطة وثيقة الإنضاج ووضع التوصيات.

10- إصدار وثيقة المشروع المذيلة بالتوصيات وأهم المصادر الرقمية التي بنيت عليها وثيقة الإنضاج.

11- إصدار معرفي للمشروع لتستفيد منه المنظمات الأخرى والعاملين في القطاع غير الربحي من المنظمات المماثلة.


ولا ننكر في نهاية هذا المقال أننا أمام بعض التحديات، ومن أهمها: عدم وجود القناعة بأهمية الإنضاج، ووجود جهد كبير نوعاً ما فيه، بالإضافة لاحتمالية هروب وفقدان البرامج والمشاريع، وآخر تحدي هو دخول المنضجين للأفكار في التنفيذ!


هذا المقال تم تحريره من قبل فريق البنك الثالث، وهو من دورة تدريبية للمهندس موسى الموسى بعنوان: إنضاج المشاريع للجهات الخيرية ويمكنك الوصول لها من خلال الرابط:

https://www.sdeem.org/دورة/إنضاج-المشاريع-للجهات-الخيرية-2448 

  • هل كانت هذه المقالة مفيدة؟
  •    

اشترك في نشرتنا البريديّة

scroll to top