ورغم أن خلفية المقال الأصلي تتعلق بالواقع الأمريكي (بما فيه الأوامر التنفيذية والتجميد المفاجئ لبعض المنح الفيدرالية)، إلا أن الخطوات المالية والإدارية الواردة فيه قابلة للتطبيق والمواءمة مع واقع الجمعيات الأهلية والمنظمات غير الربحية في المملكة العربية السعودية. ففي ظل رؤية 2030 وتنوع مصادر التمويل بين المنح الحكومية، والأوقاف، والمسؤولية الاجتماعية للشركات، والدعم الفردي، تبرز الحاجة إلى أدوات تعزز الجاهزية المالية وتزيد قدرة الجمعيات على مواجهة أي اضطراب في تدفق الموارد.
لماذا هذه الخطوات الآن؟
بدأ عام 2025 عالميًا بموجة من التغييرات المفاجئة التي وضعت كثيرًا من المنظمات غير الربحية أمام تحديات مالية غير متوقعة. وبينما لا نواجه في المملكة ذات السياق السياسي أو التنظيمي، إلا أن المبدأ واحد: التمويل قد يتأخر، المنح قد تُخفض، والعقود قد تُلغى. وهنا تظهر الحاجة إلى خطة عملية واضحة لمواجهة الهشاشة المالية، وضمان بقاء الجمعية قادرة على الوفاء برسالتها.
ولذلك، يقدّم المقال قائمة بـ 12 خطوة عاجلة، مقسمة إلى مرحلتين:
-
تعزيز الوصول إلى النقد غير المقيّد والسيولة.
-
تفعيل الشبكات والمناصرة لحماية المنظمة والمجتمع.
الخطوات الاثنتا عشرة
1. راقب التدفق النقدي والسيولة
2. إدارة المدفوعات بحذر
حدّد النفقات التي يمكن تأجيلها (مثل النفقات الرأسمالية). لكن لا تتهاون أبدًا في دفع مستحقات الرواتب والضرائب الرسمية. استثمر كامل المدة المسموح بها للسداد لتخفيف الضغط على السيولة.
3. حصر العقود ومراجعتها
قم بجرد شامل للعقود: التمويل، الخدمات، الشراكات. تعرّف على مواعيد التجديد، شروط الإلغاء، وفرص إعادة التفاوض. هذا يتيح لك معرفة متى تزداد المخاطر، وأين توجد فرص لتقليل التكاليف.
4. توقّعات نقدية واقعية
لا تعتمد على التفاؤل. إذا كان هناك تأخر في المدفوعات، توقّع أنه قد يزداد. ضع سيناريوهات تدفق نقدي محدثة بانتظام، وشاركها مع فريق العمل والمجلس، ليكون الجميع على علم بالوضع الفعلي.
5. معالجة العوائق الخارجية أمام النقد
راجع علاقتك مع المصارف وخطوط الائتمان. استفد من علاقات أعضاء المجلس لدعم المفاوضات مع البنوك. وشارك في تحالفات ضغط أو مناصرة للتعامل مع مشكلات تأخر المدفوعات.
6. معالجة العوائق الداخلية أمام النقد
تحقق من القيود التي يفرضها المجلس على استخدام الاحتياطيات أو بعض أنواع الأوقاف. ابدأ نقاشًا مبكرًا حول إمكانية استخدام هذه الموارد لتغطية السيولة أو النفقات التشغيلية عند الحاجة.
7. قياس المخاطر في مزيج الإيرادات
قيّم مصادر دخلك: كم تأتي من المنح الحكومية؟ كم من الأفراد؟ كم من المؤسسات المانحة؟ ثم قس تركّز الاعتماد داخل كل مصدر. إذا كانت 95% من تبرعات المؤسسات تأتي من ممول واحد، فأنت في وضع هش.
8. تجديد الشبكات المحلية والميدانية
ابقَ قريبًا من مصادر المعلومة. التمويل المحلي قد يتأثر بقرارات مركزية أو بتغييرات اقتصادية، وقد تنخفض تبرعات الأفراد أو إيرادات البرامج. تواصل مع الجمعيات الشقيقة والشبكات الميدانية لتكون أول من يعرف بالتطورات.
9. الضغط على الممولين لزيادة المرونة
اطلب من الممولين:
-
إزالة القيود عن المنح القائمة.
-
رفع نسب التمويل عند الحاجة.
-
التفكير في استخدام أصول أوقافهم لدعمكم.
-
تقديم قروض قصيرة الأمد إذا كانت المشكلة في التدفق النقدي لا في الإيرادات.في السعودية، يمكن الاستفادة من شراكات المسؤولية الاجتماعية، أو التفاهم مع الأوقاف والمؤسسات المانحة المحلية لتفعيل هذه المرونة.
10. تواصل، ثم تواصل، ثم تواصل
في أوقات الأزمات، الشفافية تبني الثقة. لا تطلق وعودًا لا تستطيع الإيفاء بها. شارك ما تعرفه، اعترف بما لا تعرفه، وقدم تحديثات منتظمة—even لو لم يكن هناك جديد. اجعل التواصل روتينًا متوقعًا يخفف القلق ويقوي المصداقية.
11. بناء رأس المال الاجتماعي
12. دعم المنظمات الأخرى
أنت لست وحدك. التعاون بين الجمعيات جزء من الحماية للمجتمع. افهم احتياجات الجمعيات الأخرى، وتشاركوا الحلول. هذه الروح التعاونية تعزز هوية القطاع كله وتقلل المخاطر على الفئات الأكثر هشاشة.
نحو جاهزية مالية سعودية
- هل كانت هذه المقالة مفيدة؟
