أدوية هروب الموظفين

ع ع ع

يعتبر الحفاظ على استمرارية الكوادر في القطاع غير الربحي بمثابة تحدٍ كبير، ولكن لسوء الحظ، باتت حالات هروب الكوادر من المنظمات غير الربحية أمراً شائعاً، ويعود ذلك إلى ساعات العمل طويلة، والعمل شاق، بالإضافة لأن الأجور في معظمها تكون متدنية، وأفادت “صحيفة الأعمال الخيرية” أن 50% من كبار الكوادر في صلب المنظمات غير الربحية يخططون لمغادرة وظائفهم في غضون سنتين، في حين يفكر 40% بترك العمل في مجال المنظمات غير الربحية بشكل نهائي.

 

فيما يلي بعض النصائح التي من شأنها أن تساعد على تقليل هروب الكوادر في المنظمات غير الربحية:

 

الثناء:

حتى تتمكن من مكافحة ظاهرة هروب الكوادر في منظمتك، ينبغي أن تكون الخطوة الأولى من خلال عملية التوظيف، أي أن تعمل على توظيف الشخص المناسب، وفي هذا الإطار، يجب أن تطرح بعض الأسئلة حول أهداف وطموحات الكوادر المحتملة، وفي حال تبينت من خلال إجاباتهم أن العمل في منظمتك يعد نقطة انطلاق متميزة أو لمجرد كسب بعض الخبرة في هذا المجال، يمكنك حينها أن تدرك أن عمله في منظمتك يمثل مرحلة مؤقتة في تجربته المهنية، مما لا شك فيه أنه لا يمكن الإبقاء على الكوادر في المنظمة إلى الأبد، ولكن هناك بعض الأمور التي يمكن القيام بها على مستوى ثقافة المنظمة، من أجل حث الكوادر على العمل لصالح المنظمة لفترة أطول.

 

بناءً على ذلك، من المهم تعزيز بيئة تكرس مبدأ تمكين الكوادر، ففي الواقع، من المهم للغاية أن يشعر الكوادر بأن لديهم رؤية واضحة وأهداف محددة، إلى جانب الشعور بالمسؤولية تجاه المنظمة. وبالتالي، يساهم توفير محيط عمل يتميز بتمكين الكوادر ينفي تعزيز شعورهم بأهمية العمل الذي يقومون به، بالإضافة إلى مدى أهمية وجودهم ضمن فريق عمل المنظمة.

 

يعتبر من الضروري تشجيع الكوادر من خلال الثناء عليهم، وذلك عند إنجازهم لمهمة بنجاح أو تحقيق الأهداف المرجوة من عملهم، وغالباً، تشعر الكوادر في المنظمات غير الربحية بأنه يمكن الاستغناء عنهم، في حال لم يقع الإشادة بالعمل الذي قاموا به.

 

التركيز:

ينبغي منح أهداف الكوادر وكيفية مساعدتهم على تحقيقها أهمية كبيرة، ولا ينطبق هذا الأمر فقط على الأهداف التي تتعلق بالعمل، إذ لا بد من تأييدهم ومساندتهم في تحقيق أهدافهم داخل المنظمة وخارجها، في حال شعر الكادر بأن قدرته الشخصية والمهنية قد تطورت في المنظمة، فسيكون من الصعب عليهم المغادرة.

 

أما في إطار العمل، لا بد أن يتفق كادر المنظمة غير الربحية على الالتزام بالأهداف العامة للمنظمة، وبالتالي، سيحول عمل الكادر بشكل متكاتف من أجل تحقيق الأهداف ذاتها، دون مغادرتهم لوظائفهم.

 

التحفيز:

يعتبر تحديد مهمة المنظمة وتبين طبيعة الفئات المستهدفة أمراً مهماً فيما يتعلق بالعمل في المنظمات غير الربحية، في الأثناء، لا بد أن يعمل قائد المنظمة على تشجيع أسلوب عمل يعكس القيم التي تسعى المنظمة لترسيخها في المجتمع.

 

من خلال سعي الكوادر لتحقيق مهمة المنظمة بشكل فعال، سينصهر الكادر في صلب المجتمع، في الوقت ذاته، سيعمل الكادر على تحقيق مختلف القضايا التي يتبنونها داخل المنظمة وخارجها، وبناءً على ذلك، ينبغي أن تكون مهمة منظمتك جذابة وجديرة بالاهتمام، ما من شأنه أن يساعدك في الإبقاء على الكوادر في المنظمة.

الشفافية:

ينبغي على المنظمة أن تعتمد سياسة الباب المفتوح وذلك من خلال تمكين الكوادر من مناقشة تفاصيل العمل مع قائد المنظمة، بالإضافة إلى تشجيعهم على طرح الأسئلة خلال أوقات العمل، ففي الغالب، يدفع حرص قائد المنظمة على مساعدة العاملين معه للتمسك بمهامهم.

 

الثقافة:

تعتبر الثقافة المؤسسية أمراً بالغ الأهمية، فبالإضافة إلى تسخير مكان ملائم للعمل، الأمر الذي يعتبر في الغالب غير مكلف، لا بد من ترسيخ ثقافة تقوم على المرح داخل المنظمة في بعض الأحيان، ومن المفضل الجمع بين العمل والترفيه حتى يكون الكادر متحمساً للعطاء وباذلاً المزيد من الجهد، من هذا المنطلق، تعد المشاركة في لعب تنس الطاولة وتأجير دور السينما، أو تناول البيتزا مع أعضاء فريق العمل فكرة متميزة لتعزيز العلاقات بين قائد المنظمة والكادر.

من جانب آخر، ينبغي على قائد المنظمة أن يلتزم بقائمة الاستحقاقات المتاحة في إطار خطة عمل المنظمة، كما ينبغي أن يمتثل إلى الوعود التي جاءت ضمن جدول أعمال المنظمة، على غرار توفير فرص التكوين والتعليم المستمر.

 

عموماً، يجب على القائد إدراك مدى أهمية الكادر بالنسبة للمنظمة، كما ينبغي عليه أن يجعلهم يشعرون بمدى قيمتهم، ولكن في حال تعلق الأمر برغبة ذاتية من قبل الكادر في التخلي عن العمل، لا يمكن حينها منعه من  المغادرة.

كلما كان قائد المنظمة غير الربحية مؤمناً بأن الكوادر العاملة معه يمثلون الأصول الأكثر قيمة في المنظمة غير ربحية، سيبادر بالعمل على تكريس الموارد والوقت واتخاذ الإجراءات الضرورية لضمان بقائهم في المنظمة.

الموقع: نان بروفت هاب

  • هل كانت هذه المقالة مفيدة؟
  •    

اشترك في نشرتنا البريديّة

scroll to top