جلس إلى المنصة أربعة أسماء تمثّل تلاقي الخبرة العملية مع الرؤية الاستراتيجية:
الأستاذ خالد بن محمد الخضير – ناظر أوقاف الشيخ محمد بن إبراهيم الخضير رحمه الله.
الدكتور خالد بن سليمان الراجحي – رئيس مجلس الأمناء في مؤسسة الراجحي الإنسانية.
المهندس مشاري بن فهد الجويرة – المدير العام للمسؤولية المجتمعية والعمل التطوعي في وزارة التعليم.
الدكتور صالح بن عبد الله الشمراني – المدير التنفيذي لبرنامج حصة القبيسي للتميز العلمي.
وبينما قدّم وهيب الدخيل إطارًا عامًا للعلاقة بين الوقف والتعليم والتنمية، كانت إحدى المحطات الأبرز في هذه الجلسة هي مداخلة الأستاذ خالد بن محمد الخضير، التي تحوّلت من سرد تجربة خاصة إلى درس عملي في هندسة الوقف التعليمي.
هذه الخبرة الطويلة جعلت قرار تخصيص الوقف للتعليم قرارًا طبيعيًا ومنطقيًا:
“نوقف في المجال الذي نفهمه، ونستثمر في المساحة التي نعرف تفاصيلها.”
معظم الأوقاف التعليمية في الخمسين سنة الماضية تتركز على:
الأوقاف الجامعية، المرتبطة بالبحوث والمنح.
أو المدارس الدينية وحلقات تحفيظ القرآن والمساجد.
مبانٍ ملائمة ومحفزة.
صيانة دورية تحافظ على جودة البيئة التعليمية.
تجهيزات تقنية وتعليمية حديثة.
أثاث مريح ووظيفي.
برامج تعليمية مساندة.
صيانة عدد من المدارس الحكومية.
تزويدها بالتجهيزات التقنية والمعامل.
دعم الأثاث والمرافق الأساسية.
الإسهام في تمويل برامج تعليمية داخل هذه المدارس.
مدرسة نموذجية للموهوبين والموهوبات.
عدد الطلاب: حوالي 120 طالبًا و120 طالبة.
اختيارهم يتمّ بعناية عبر شراكة رسمية مع مؤسسة موهبة.
إمكانيات وتجهيزات تعليمية عالية.
نموذج تعليمي يوازي – كما وصف – ما يمكن أن تراه في مدارس منطقة Silicon Valley في الولايات المتحدة.
ليس بديلًا عن الدولة،
ولا منافسًا لها،
بل شريك يسد فجوات، ويختبر نماذج جديدة، ويدعم التنفيذ في الميدان.
شراكة مع وزارة التعليم.
تعاون مع مؤسسة موهبة.
تنسيق مع جهات تعليمية أخرى.
قراءة تحليلية – لماذا تبدو تجربة الخضير مختلفة؟
- التخصص المبني على الخبرةالوقف هنا لا يشتت جهده في عشرات المجالات، بل يركّز على التعليم؛ تحديدًا التعليم العام والموهبة، انطلاقًا من تاريخ طويل للأسرة في هذا القطاع.
- اختيار فجوة حقيقية لا منطقة مريحةبدلاً من زيادة أعداد الأوقاف الجامعية، اتجهت التجربة إلى حيث الحاجة أعلى:مدارس التعليم العام في مختلف المناطق، والموهوبون في محافظة صغيرة.
- الاستدامة الزمنية للبرامجبرنامج يستمر لأكثر من 25 سنة لدعم المدارس ليس “مبادرة موسمية”، بل سياسة مستدامة، تتيح تراكم الأثر وتعميق النتائج.
- لَامركزية التميّز التعليميمدرسة رياض الخبراء ليست مجرد مدرسة؛ إنها رسالة بأن المستقبل يمكن أن يبدأ من الأطراف، لا من المركز فقط.
- التحالف مع الموهبة كخيار استراتيجيربط الوقف بخط الموهبة ينسجم مع توجهات رؤية السعودية 2030 في الاستثمار في رأس المال البشري، ويحوّل الوقف من “إعانة” إلى استثمار في العقول.
صوت الوقف الأسري التعليمي (أوقاف الخضير).
وصوت المؤسسات الإنسانية الكبرى (مؤسسة الراجحي الإنسانية).
وصوت الجهة الحكومية المنظمة والمشرّعة (وزارة التعليم).
وصوت البرامج النوعية في التميز العلمي (برنامج حصر القبيسي).
نموذج يستحق أن يُدرَّس
إذا اجتمعت خبرة متجذرة في التعليم،
مع رؤية وقفية واعية،
ومع شراكات حكومية ومجتمعية ذكية،
فإن الناتج ليس مجرد مدرسة، ولا برنامج صيانة، بل تحوّل هادئ في مستقبل التعليم العام، ينعكس على الاستدامة والتنمية لعقود قادمة.
دراسة حالة في كليات الإدارة والوقف.
نموذج يحتذى به في مجال الأوقاف التعليمية على مستوى المملكة.
- وإلهام عملي لكل من يسأل:كيف يمكن للوقف أن يكون أكثر من “مبنى”، ليصبح “فكرة تغيّر مستقبل جيل”؟
- هل كانت هذه المقالة مفيدة؟
