رفع الأداء بالقصص!

ع ع ع

في بعض الأحيان، قد تتناسى المنظمة وفريقها أهمية الأهداف، التي من أجلها نشأت المنظمة في المقام الأول. عندها، من المهم التطرق لبعض القصص التي تتعلق بالمنظمة، لإعادة توجيه مسار المنظمة وفريق العمل ودفعهم لتبني القيم الجوهرية للمنظمة. وفي هذا الصدد، ينبغي أن تتناول هذه القصص خمسة محاور أساسية.

  1. قصة بروز المنظمة

في الغالب، يكون مؤسسي المنظمات غير الربحية، فضلاً عن العاملين الأساسيين في صلبها على دراية بالقصة وراء بروز المنظمة في المقام الأول. في المقابل، تغيب تفاصيل هذه القصة، التي تنطوي في الغالب على أهداف المنظمة وقيمها، على ذهن المتطوعين وأعضاء مجلس الإدارة الجدد، فضلاً عن الممولين المحتملين. وهنا من الضروري وجود رابط قوي بين القصة التي ترويها والقيم التي أسست عليها المنظمة.

في الواقع، من المهم أن يعي الجميع الظروف التي دفعت إلى إنشاء هذه المنظمة غير الربحية، وأن لا يقتصر الأمر على المؤسسين لها. في السياق نفسه، تنبع جميع الأنشطة على اختلاف مجالاتها من صميم الإيمان بقضية ما. وبالتالي، لا بد أن ترسخ بين العاملين في المنظمة ومختلف الفريق تصور واضح حول القضية التي أدت لقيام المنظمة وتحفيزهم للتمسك بالمهمة الرئيسية لها.

  1. إخبار قصص عن العاملين والمتطوعين في المنظمة

في هذا الصدد، ينبغي أن تتطرق إلى كيفية تنفيذ أهداف المنظمة من خلال التزام المتطوعين والعاملين في صلبها بذلك. فعلى سبيل المثال يمكنك أن تتناول قصة أحد أفراد فريق العمل في المنظمة والإنجازات التي حققها في إطار خدمة المهمة السامية للمنظمة، وتفانيه في العمل. في الأثناء، احرص أن تكون القصة مرتبطة بشكل أو بآخر بأهداف المنظمة.

  1. عدم الانحياز لشخص بعينه

حاول أن تتجنب تكرار القصة ذاتها عن الشخص نفسه في كل محفل علني. وفي هذا الصدد، احرص على أن تأتي على ذكر جميع الأشخاص الذي حققوا انجازاً ممثلاً والتنويه بقدرات بقية الأشخاص في صلب الفريق على فعل الأمر ذاته. وبالتالي، ستحفز الجميع على تبني أهداف المنظمة وبذل جهدهم للعمل على تجسيد ذلك على أرض الواقع.

  1. قصص العملاء

في الغالب، تتواتر مثل هذه القصص بين المنظمات غير الربحية. ولكن المهم بشأن هذه القصص أن يعلم فريق العمل أنك ترويها، لأن نجاح العميل يعتبر في حد ذاته نجاحا للمنظمة.

  1. قصص عن منظمات أخرى

في هذا السياق، يمكن لرئيس المنظمة أن يروي قصصاً عن منظمات أخرى، شريطة أن تتشارك معها في الأهداف ذاتها. فضلا عن ذلك، يمكن اعتمادها على اعتبارها نموذجا لنجاح المنظمات في مجال مشترك على تحقيق أهدافها الخاصة.

كيف يمكن أن تكون هذه القصص جزءاً لا يتجزأ من العمل؟

مما لا شك فيه أن لديك في جعبتك العديد من القصص حول نجاحات من يعملون في صلب منظمتك، بالإضافة إلى قصص عن منظمات أخرى. ولكن ما هو الوقت الأنسب للتطرق لهذه القصص؟ هل ينبغي أن تنتظر مناسبة معينة؟ في الواقع، يجب أن تجعل من هذه القصص جزء لا يتجزأ من عملك اليومي.

وفي هذا الإطار، لما لا تستهل اجتماعك القادم مع فريق العمل في المنظمة بسرد قصة مدتها ثلاث دقائق، تتناول من خلالها بالحديث منظمة عن penandnapkin في الحقيقة، تُعنى هذه المنظمة غير الربحية بتزين المنازل وتوفير المستلزمات الأساسية للأشخاص الذين كانوا بلا مأوى.

 

وفيما يلي مثال يجسد هذه القصة:

“قبل الشروع في اجتماعنا، أحببت أن أخبركم أنكم ساعدتم طفلاً صغيراً في مدينة El Cajon على القيام بواجباته المنزلية. فقد أخبرتني أمه التي تدعى Natalie، أنها عندما انتقلت هي وأسرتها إلى هذا المنزل، اكتشف طفلها الصغير Victor صورة ديناصور على جدار غرفته الصغيرة، وقد كان سعيداً بذلك. في الواقع، يسرع Victor بالعودة إلى المنزل يومياً بعد المدرسة، ليجلس على المقعد الذي قمتم أنتم (أعضاء المنظمة) بتوفيره له، ليشاهد الديناصور المرسوم على الجدار، في حين يؤدي فروضه المنزلية بسعادة غامرة. حقيقة، هذا الهدف الذي ترنو إليه منظمتنا، نحن نزرع الأمل”.

حين تشارك قصة نجاح أحد العملاء على مواقع التواصل الاجتماعي، أو على الموقع الرسمي للمنظمة، أو في رسالة موجهة لأحد المانحين، يجب أن تعي جيدا أن هذا الإنجاز هو ثمرة جهود جميع أفراد فريق العمل، الذي ما فتئ يسعى لتحقيق أهداف المنظمة. وبالتالي، يجب أن تصل فحوى هذه رسالة لكافة أفراد الفريق.

من جانب آخر، لا بد أن يعمل رئيس المنظمة غير الربحية على المزج بين قصص العاملين والمتطوعين، فيما يتعلق بكيفية إنجاز مهام المنظمة، وتحويل ذلك إلى مادة تدريبية جيدة خاصة. وعلى العموم، تستطيع اختصار القصص أثناء محاورة أحد أعضاء الفريق، والتثبت من ربطها بأهداف المنظمة. علاوة على ذلك، يمكن لأي فرد يعمل ضمن فريق المنظمة أن ينتفع بهذه القصص، من خلال تذكير نفسه والآخرين بأهمية الأهداف التي ترنو المنظمة لتحقيقها، على غرار:

  •    كيف برزت المنظمة، وكيف لظروف انطلاقتها أن تؤثر على طريقتك الخاصة في العمل بشكل يومي؟
  •    ما الذي يمتاز به زملائك في العمل، وكيف أن عملهم وتصرفاتهم تعكس أهداف المنظمة، وما الذي يجعلك متحمسا لبذل المجهود ذاته؟
  •    نجاح العملاء يعد ذا أهمية كبيرة بالنسبة لك، وعليك مشاركة ذلك مع كل زملائك.
  •    كيف تعمل المنظمات الأخرى على تحقيق أهدافها؟

————————————————–

الموقع: نان بروفت هاب

  • هل كانت هذه المقالة مفيدة؟
  •    

اشترك في نشرتنا البريديّة

scroll to top