هل رؤيتنا في العمل الخيري واضحة؟

ع ع ع

الرؤية في القطاع غير الربحي تتسم بالأمل، بالتغيير الكبير الذي نريد أن نحدثه في المجتمع، هي المحرك والدافع لنا للعمل، وهي المغذي الذي نأخذه، كلما وهن الجسم وضعفت الهمة، هي الطموح الذي نسعى ليل نهار لأن نراه رأي العين على أرض الواقع.


الرؤية تتحدث عن القضية التي تعمل من أجلها المنظمة والنتيجة النهائية التي تسعى لتحقيقها بصورة واضحة جداً، تتحدث عن الحلم الذي إذا تحقق ينتهي عمل الجهة، وعادة يكون كبيراً ولا يمكن تحقيقه إلا بتوافر جميع الجهود، ومثاله (الحياة الكريمة لفقراء المملكة) (مسكن مناسب لكل عائلة) فهذه أحلام يسعى لتحقيقها أكثر من منظمة من زوايا مختلفة.


وقد بحثت في أكثر من 12 منظمة غير ربحية في المملكة فوجدت أن الصيغة لا تتحدث عن الحلم بل بأمر يتعلق بتميزها عن باقي الجهات (مثال: أن تكون جمعية خيرية نموذجية في إدارتها وتقنيتها وخدماتها) فهل التميز في العمل الإداري مقصود لذاته؟ أو هو وسيلة لهدف أكبر؟


ومن وجهة نظري أن كلمات مثل الريادة في كذا أو المنظمة المتميزة، والذي نجده غالباً يكتب في الرؤية مقتبس من فكرة المنافسة في القطاع الخاص لكن في الحقيقة ليست رؤيتنا الريادة ولا التميز بل الحلم المشترك، وهو التغيير الذي نريد أن نحدثه، فالمنظمات الخيرية لا تتنافس في الحلم بل في جودة العمليات الداخلية، فقد تكون الرؤى لجمعيات البر واحدة، لأن السبب الذي من أجله أنشأت جمعيات البر واحد وهو مساعدة المحتاج وتوفير الحياة الكريمة لكن طريق الوصول لهذا الحلم مختلف.


وختاماً قد نهتم بالمبنى للرؤية ونغفل عن المعنى، فالمهم أن تكون الرؤية حقيقية في قطاعنا الخيري، لا أن الأمر لا يعدو كونه متطلب من متطلبات الاستراتيجية، والعاملين في الميدان يصنعون يومياً من التأثير والتغيير والمساعدة ما يستحق أن تتحدث عنه الرؤية بشكل أكثر وضوحاً.


د. نايف الجابر
من حسابه على تويتر 

  • هل كانت هذه المقالة مفيدة؟
  •    

اشترك في نشرتنا البريديّة

scroll to top