عندما بدأت الأزمة المالية سنة 2008، توقفت الكثير من شركات المحاسبة، أو تباطؤ نسق توظيفها للطلاب من هذا الاختصاص، وخلال السنوات الأخيرة، سُجل نقص في عدد الموظفين ممن تتراوح خبراتهم في العمل بين خمس وثماني سنوات.
وبناءً على ذلك، ينبغي على المنظمات غير الربحية أن تطرح تساؤلات حول الأسباب التي تكمن وراء سعي الشركات إلى استقطاب هذه الفئة من المحاسبين، التي تعمل في صلب فريق عملها، ويعتبر ذلك من بين الأسباب الرئيسية التي تدفع المنظمة للاستثمار في التطوير المهني للموظفين، وفيما يلي الأسباب التي من شأنها أن تجعل المنظمة غير الربحية تستثمر في التطوير المهني لفريق العمل.
- نشر المعرفة:
يجب أن يكون هدف المنظمة غير الربحية خلق بيئة عمل تشجع على التعلم المستمر، من خلال تشجيع الموظفين على حضور التدريب، وقراءة المجلات المهنية والكتب، وحضور الفعاليات من ندوات ومحاضرات ودورات ومؤتمرات، فقد بينت البحوث أن المنظمات التي توفر بيئة تعليمية جيدة، وتعتمد على التكوين المستمر، تتميز بقوة تنظيمية.
- رغبة الفريق في التعلم:
غالباً ما يرتفع الرضا الوظيفي عندما يكون الموظفون واثقين من قدرتهم على أداء المهام الموكلة إليهم كما ينبغي، وفي حال تلقوا تدريباً كافياً على كيفية أداء مهامهم بشكل فعال، فإن ذلك سينعكس على أثرهم، وسيحفزهم للعمل في المنظمة لفترة أطول.
وفي هذا الإطار، يوجد بعض الأفكار لكيفية تدريب الفريق دون الإخلال بميزانية المنظمة، التي تشمل برامج الإرشاد، والتدريب، ومحاكاة الوظائف، وتجدر الإشارة إلى أن برامج التوجيه والإرشاد على وجه الخصوص، تساهم بشكل كبير في بناء رصيد معرفة جيد داخل المنظمة، كما بينت العديد من الدراسات الآثار الإيجابية للتوجيه على المتدربين الجدد.
- سعي الباحثين عن عمل لإيجاد منظمة ذات سمعة جيدة
يساهم توفير برنامج جيد للتعلم والتطوير في المنظمة في بناء سمعة جيدة للمنظمة، لأن ذلك دليل على أن مدير المنظمة يهتم بتعليم الموظفين ويستثمر في طاقاتها البشرية، ويمكن للفئات المستهدفة الاستفادة من برنامج تدريب الموظفين الجيد، لأنهم سيحصلون على رعاية عالية الجودة تتلاءم مع احتياجاتهم.
لكن، يعتبر عدم توفر فرص للتعلم وتطوير القدرات في المنظمة غير الربحية من الأسباب الرئيسية التي تساهم في ترك جيل الألفية لوظائفهم، فقد أظهرت دراسة استقصائية أجرتها مؤسسة “Gallup” أن 87% من جيل الألفية ممن شملهم الاستطلاع يعتبرون أن التطوير المهني والوظيفي وفرص التنمية هامة بالنسبة لهم في وظائفهم، وفي الواقع، يعد الموظفون في المنظمة سفراء الصورة الذهنية الخاصة بها في كل مؤتمر وحلقة دراسية تدريبية يشاركون فيها.
- المرشحون المناسبون يريدون العمل في منظمتك غير الربحية
يريد أفضل المتقدمين للوظائف في المجال الخيري العمل لفائدة منظمة تتيح لهم فرص التعليم المهني، وعلى الرغم من أن الرواتب وغيرها من المزايا مهمة للغاية، إلا أنها لا تمثل سوى جزء من تطلعات الموظفين في حال عملوا في المجال الخيري.
ومن هذا المنطلق، يسعى العديد من الموظفين الطموحين والموهوبين للعمل في منظمةٍ غير ربحيةٍ توفر لهم فرص تدريب وتطوير مهني متميزة، ولا يمكن أن تتوفر في منظمة أخرى، ولهذا السبب، باتت برامج التدريب في المنظمات أمراً غاية في الأهمية.
أما إذا كنت ترغب في تشغيل موظفين قادرين على العمل لفترة طويلة لفائدة منظمتك، فينبغي عليك وضع برنامج تدريب جيد، ومن الضروري أن تبيّن المنظمة للموظفين الطرق التي تمكنهم من تحقيق التطور المهني، وتوفر لهم العديد من المسارات الوظيفية المحتملة.
- تساهم برامج التعلم والتطوير في زيادة معدلات الحفاظ على الفريق
يرغب الفريق في أن يشعروا أنهم موضع تقدير من قبل مدير المنظمة، وأن جهودهم تحظى بالاهتمام الكافي، كما أنهم يريدون أن يتأكدوا أن عملهم يؤثر بشكل إيجابي على المنظمة والجهات المستفيدة. وفي الحقيقة، يسعى الموظفون لتعلم كيفية أداء المهام الموكلة إليهم على أكمل وجه، واكتساب الخبرة في مجال عملهم، وعلى هذا الأساس، يمكّن برنامج التعلم والتطوير الجيد في صلب المنظمة غير الربحية من تحفيز الموظفين وزيادة شعورهم بالولاء والانتماء.
- التطوير المهني يسهل عملية تكوين المديرين المستقبليين
إن قادة المنظمة المستقبليين في حاجة إلى معرفة الكثير عن المنظمة، حيث تعتبر المنظمات المكان الأنسب لجعل برامج الإرشاد والتوجيه، والتدريب متعدد الاختصاصات، وبرامج الإدارة؛ مفيدة قدر الإمكان في تسهيل التخطيط المستقبلي للمنظمة، كما توفر فرص التدريب المتنوعة فهما أفضل لكيفية تحقيق التوازن المطلوب بين احتياجات المنظمة ومتطلبات الجهات المستفيدة وحالة السوق، إلى جانب ذلك، تساهم برامج التدريب والتطوير في تكوين صانعي قرار وقادة متميزين، مما يساعد المنظمة على أن تتطور وتزدهر.
الموقع: أناليتكس إن هيومن ريسورسز
- هل كانت هذه المقالة مفيدة؟
