إبراهيم السماعيل
إن ما يحدث في موسم الحج فيما يتعلق ببعض مشاريع العمل الخيري أمر مؤلم ومؤشر على فوضى تنظيمية ومالية من الضروري التكاتف لمواجهتها وتنظيمها بما يخدم أهداف العمل الخيري ويحافظ على سمعته وتميزه، وتعتبر بعض مشاريع السقيا والإطعام مثال للفوضى التنظيمية والتجاوز النظامي الذي تمارسه بعض الجمعيات الخيرية بحسن نية، والراصد لهذه المشاريع عن قرب ومن ساحة المشاعر يشاهد وبوضح كمية الهدر المالي الناتج عن هذه الفوضوية.
وبكل صراحة لا أدري ما علاقة جمعية بر أو جمعية صحية..الخ في شمال المملكة أو شرقها بسقيا الماء في مكة المكرمة، اليس لهذه الجمعيات أهداف خاصو بها ونطاق جغرافي ملزمة به هذا أولا، وهل استطاعت هذه الجمعيات تغطية جميع مشاريعها في المنطقة التي تمثلها وأصبح لديها فائض مالي وبشري تستهلكه في مشاريع خارج مسؤوليتها مخالفة في ذلك بالأنطمة التي أسست بموجبها؟
وعندما تعترض على احدهم قيامه باعمال خيرية خارج اختصاص مؤسسته فيعتب عليك التضييق في امور الخير! ويا أحبة الامر ليس تضييقاً والتخصص بوابة النجاح، والنية الطيبة في العمل الخيري لا تعني غياب التخصص، بل كما يقول المثل: "اعط الخبر خبازه ولو أكل نصفه" وإعطاء الخبز لخبازه أفضل بكثير من فوضى العمل التي تمارسها بعض الجمعيات والموسسات، وفي منطقة مكة المكرمة عدد كبير من الجمعيات المتخصصة في مشاريع الحج والعمرة وهي أولى من غيرها بتنظيم هذه المشاريع.
وأخيرانقول وبصراحة: أحد أهم مشاكل الجمعيات والموسسات الخيرية الانحراف عن الهدف الاساسي لها وعدم العمل في النطاق الجغرافي والموضوعي الخاص بها وتوجهها إلى اهداف تتداخل فيها مع جمعيات اخرى.
كتبه: إبراهيم بن محمد السماعيل
25 /11/ 1440
- هل كانت هذه المقالة مفيدة؟