يمتلك المتحدثون المتميزون في القطاع غير الربحي قدرة فريدة على تحفيز الآخرين و إلهَامهم لإتخاذ إجراء ومع ذلك لا يستطيع كل متحدث إشراك جمهوره بفعالية فكثيرون يواجهون صعوبة في نقل شغفهم أو في التواصل مع المستمعين على مستوى شخصي هنا تبرز براعة المتحدث الحقيقي في الإلقاء حيث يشعل التغيير من خلال مشاركة قصص مؤثرة وبناء ارتباط عميق مع الجمهور يسلّط هذا المقال الضوء على ما يجعل هؤلاء المتحدثين استثنائيين ويعرض عشرة نماذج يقودون مسيرة الإلهام نحو التغيير:
كيف تكون متحدث عظيم في القطاع غير الربحي ؟
يمتلك المتحدثون العظماء في القطاع غير الربحي صفات محددة تميزهم عن غيرهم إحدى أهم هذه السمات هي شغفهم بالقضية التي يمثلونها فهذا الحماس مُعدٍ ويمكنه أن يلهم الآخرين للانخراط وعندما يؤمن المتحدث برسالته بصدق فإن ذلك يلامس الجمهور يتمكن من مشاركة تجارب شخصية أو قصص تبرز أهمية عمله هذا الارتباط العاطفي يشجع المستمعين غالبًا على اتخاذ إجراء سواء بالتبرع أو التطوع أو المناصرة من أجل التغيير.
علاوة على ذلك يتمتع المتحدثون الفعّالون بقدرة على التواصل مع جمهورهم على مستوى شخصي فهم يدركون احتياجات ومستجدات مُستمعيهم ويكيّفون رسالتهم تبعًا لذلك ومن خلال استخدام لغة وأمثلة قريبة من الواقع يخلقون جوًا من الثقة والانفتاح هذا الارتباط ضروري لإشراك الجمهور وجعله يشعر بالاستثمار في القضية في النهاية يجمع المتحدثون العظماء في القطاع غير الربحي بين الشغف والقدرة القوية على التواصل مع الآخرين مما يجعل رسالتهم تصل بفعالية.
إضافة إلى ذلك يشارك المتحدثون الشغوفون كثيرًا قصصًا شخصية تجسد رحلتهم هذه السرديات تساعد الجمهور على فهم أهمية القضية بدرجة أعمق قد يتحدثون عن التحديات التي وَاجهوها والانتصارات التي حققوها أو الحالات التي تغيّرت إن مثل هذا السرد لا يأسر انتباه الجمهور فحسب بل يشجعه أيضًا على الإسهام في القضية جوهر الأمر أن الشغف يغذي فاعلية المتحدثين في القطاع غير الربحي ويجعل رسائلهم باقية في الأذهان وقتًا طويلًا بعد انتهاء الفعالية.
بالإضافة إلى ذلك يخلق المتحدثون الفعّالون شعورًا بالمجتمع من خلال دعوة الجمهور إلى المشاركة في الحوار قد يشاركون تجارب قريبة من واقع الناس أو يطلبون آراءهم مما يجعل الجميع يشعرون بأنهم جزء من الحدث هذا الارتباط يبني الثقة ويشجع الجمهور على دعم القضية بقلبه وعقله في النهاية فإن أفضل المتحدثين في القطاع غير الربحي هم أولئك الذين يستطيعون جسر الهوة بينهم وبين جمهورهم وبناء إحساس مشترك بالغاية المشتركة.
أفضل عشرة متحدثين في القطاع غير الربحي
حين يتعلّق الأمر بإلهام التغيير فإن كثيرًا من المتحدثين في القطاع غير الربحي تركوا أثرًا كبيرًا هؤلاء عشرة أشخاص يتقدمون الصفوف و يحفزون الناس على دعم قضايا مهمة كل واحد منهم يحمل منظورًا فريدًا وتجارب خاصة تتردد أصداؤها بقوة لدى الجماهير.
يتجاوز تأثيره عالم الأعمال ليصل إلى القطاع غير الربحي فهو يتحدث إلى المنظمات غير الربحية عن ضرورة امتلاك رسالة واضحة يشجع سينِك المنظمات على صياغة ال لماذا الخاصة بها من أجل إشراك الداعمين بفاعلية أكبر ومن خلال تركيزه على الغاية يساعد المتحدثين في القطاع غير الربحي على فهم كيفية إلهام التغيير وبناء روابط دائمة مع جمهورهم.
«الناس لا يشترون ما تفعله بل يشترون لماذا تفعله»
«القيادة ليست أن تكون صاحب الأمر بل أن تعتني بمن هم في عهدتك»
«الهدف ليس أن تكون كاملًا عند النهاية بل أن تكون أفضل اليوم»
تؤكد هذه الأقوال أهمية المعنى والارتباط في إلهام اتخاذ إجراء فهي تشجع المتحدثين في القطاع غير الربحي على التركيز على رسالتهم وعلى الأثر الذي يريدون تحقيقه.
كان لتأثيرها على القطاع غير الربحي أثر عميق فهي تشجع المنظمات على بناء ثقافات قائمة على التعاطف والفهم ومن خلال تناول موضوعات صعبة مثل العار والهشاشة تساعد المتحدثين في القطاع غير الربحي على التواصل بفاعلية أكبر والارتباط بعمق مع جماهيرهم.
«الهشاشة هي مهد الابتكار والإبداع والتغيير»
«تبدأ الشجاعة من لحظة أن نظهر وأن نسمح لأنفسنا بأن تُرى»
«يمكننا اختيار الشجاعة أو اختيار الراحة لكن لا يمكننا الحصول على كليهما»
تُبرز هذه الأقوال أهمية الهشاشة والشجاعة في القيادة وتشكّل تذكيرًا للمتحدثين في القطاع غير الربحي بضرورة احتضان ذواتهم الحقيقية والتواصل مع جماهيرهم على مستوى أعمق.
ميليندا غيتس Melinda Gates
ميليندا غيتس شخصية بارزة في عالم العمل الخيري وتعمل شريكة في رئاسة مؤسسة بيل وميليندا غيتس وبفضل خلفيتها في علوم الحاسب والاقتصاد كرّست حياتها لتحسين أوضاع الصحة والتعليم على مستوى العالم تركّز غيتس بشكل خاص على حقوق المرأة وتمكينها وتدافع عن المساواة وإتاحة الموارد.
أثرها كبير للغاية إذ تبرز أهمية الاستثمار في النساء والفتيات بوصفه محرّكًا للتغيير الاجتماعي تلهم غيتس المتحدثين في القطاع غير الربحي لمعالجة القضايا الحرجة والعمل نحو عالم أكثر عدالة ويسهم صوتها القوي في دفع المنظمات إلى إعطاء أولوية حقيقية لمبدأ المساواة بين الجنسين في رسالتها مما يجعلها شخصية محورية في مشهد القطاع غير الربحي.
تؤكد هذه الأقوال أهمية تمكين المرأة وضرورة تحقيق المساواة وتعمل تذكير قوي للمتحدثين في القطاع غير الربحي بواجبهم في الدعوة إلى التغيير وإبراز أهمية رسالاته.
كان لتأثيره في القطاع غير الربحي وقع عميق إذ يشجع المنظمات على بناء ثقافة قائمة على الكرم والتعاون وتساعد رؤاه المتحدثين في القطاع غير الربحي على فهم أهمية بناء مجتمعات داعمة تقود التغيير الاجتماعي ومن خلال ترسيخ قيمة التعاون بدلًا من التنافس يلهم الجماهير للعمل المشترك نحو أهداف واحدة.
قدّم آدم غرانت العديد من العبارات المحفّزة للتفكير والتي تلقى صدى لدى كل من يسعى لإلهام الآخرين ومن أقواله المشهورة :
تؤكد هذه الأقوال أهمية التعاون ومساعدة الآخرين وتشجع المتحدثين في القطاع غير الربحي على تركيز جهودهم على صناعة تغيير إيجابي من خلال العمل الجماعي والدعم المتبادل.
توني روبنز Tony Robbins
توني روبنز متحدث تحفيزي وكاتب ومدرّب حياة ذائع الصيت وبفضل خلفيته في مجال التطوير الذاتي كرّس مسيرته المهنية لمساعدة الأفراد على إطلاق طاقاتهم الكامنة يشتهر روبنز ببرامجه وورش عمله عالية الطاقة حيث يلهم الجماهير ليتولوا زمام السيطرة على حياتهم.
ويمتد أثره إلى ما هو أبعد من النمو الشخصي إذ يدعم روبنز بنشاط العديد من القضايا الخيرية بما في ذلك مكافحة الجوع والتعليم وهو يشجع المتحدثين في القطاع غير الربحي على تسخير قوة التحفيز لقيادة التغيير ومن خلال مشاركة رحلته الشخصية واستراتيجياته للنجاح يمكّن الآخرين من إحداث فرق حقيقي في مجتمعاتهم.
تُبرز هذه الأقوال أهمية المبادرة واحتضان التغيير وتعمل للتذكير للمتحدثين في القطاع غير الربحي بضرورة إلهام جماهيرهم للسعي نحو العظمة وملاحقة شغفهم.
ولها أثر مهم في القطاع غير الربحي إذ تتحدث كثيرًا عن أهمية الإبداع في دفع التغيير الاجتماعي تلهم غيلبرت المتحدثين في القطاع غير الربحي لمشاركة قصصهم والتواصل مع جماهيرهم على مستوى أعمق ومن خلال تأكيدها على قوة السرد الشخصي تشجّع المنظمات على إيجاد صوتها الخاص وإلهام الآخرين لاتخاذ.
شاركت إليزابيث غيلبرت العديد من الأقوال الملهمة التي تلامس كل من يسعى لاحتضان إبداعه فيما يلي بعض أقوالها :
تُبرز هذه الأقوال أهمية الذهنية والإبداع في مسار النمو الشخصي وتشجع المتحدثين في القطاع غير الربحي على إلهام جماهيرهم للتفكير بطريقة مختلفة واحتضان طاقتهم الإبداعية.
سوليداد أوبراين Soledad O’Brien
سوليداد أوبراين صحفية حائزة على جوائز وصانعة أفلام وثائقية معروفة بقصصَها القوية وبفضل خلفيتها في الصحافة التلفزيونية غطّت عبر مسيرتها العديد من القضايا والأحداث الاجتماعية المهمة تلتزم أوبراين بتضخيم أصوات الفئات المهمشة وتسليط الضوء على الموضوعات الجوهرية.
تؤكد هذه الأقوال أهمية الشجاعة والمسؤولية الشخصية في صناعة الفارق وتشجّع المتحدثين في القطاع غير الربحي على إلهام جماهيرهم للتحرك والمناصرة من أجل التغيير.
ميشيل أوباما Michelle Obama
ميشيل أوباما سيدة أولى سابقة وكاتبة وناشطة في مجالات التعليم والصحة وأسر العسكريين وبفضل خلفيتها في القانون والخدمة العامة ألهمت عددًا لا يُحصى من الأفراد من خلال أعمالها وخطاباتها العامة تسرد أوباما في مذكّراتها بيكمنغ Becoming رحلتها الشخصية وتبرز أهمية الصمود والتمكين.
ولها أثر كبير في القطاع غير الربحي إذ تركّز على مبادرات تهدف إلى تحسين التعليم وتعزيز أنماط الحياة الصحية تلهم أوباما المتحدثين في القطاع غير الربحي للدفاع عن قضاياهم بشغف حقيقي ومن خلال مشاركة تجاربها الخاصة والتأكيد على قوة المجتمع تشجّع الآخرين على الانخراط في أعمال ذات معنى ورفع من حولهم.
قدّمت ميشيل أوباما العديد من الأقوال الملهمة التي تلقى صدى لدى كل من يسعى لصناعة تغيير إيجابي من أقوالها :
تؤكد هذه الأقوال معنى التمكين وأهمية صناعة الفارق وتشجّع المتحدثين في القطاع غير الربحي على إلهام جماهيرهم لملاحقة أهدافهم والمساهمة في خدمة مجتمعاتهم.
مارك بيزوس Mark Bezos
رائد أعمال ومحسن معروف بعمله مع مؤسسة عائلة بيزوس وبفضل خلفيته في عالم الأعمال والقيادة في القطاع غير الربحي يركّز على توظيف الموارد لصناعة تغيير ملموس في المجتمعات كما أنه متحدث يشارك رؤى حول أهمية العطاء وأثر الأفعال الصغيرة من اللطف.
تُبرز هذه الأقوال قوة إسهامات الأفراد وأثر العمل المجتمعي وتشجّع المتحدثين في القطاع غير الربحي على إلهام جماهيرهم للانخراط بطرق ذات معنى ودعم قضاياهم.
ولها أثر هائل في القطاع غير الربحي إذ تدافع عن ممارسات مستدامة وحماية الحياة البرية تلهم غودال المتحدثين في القطاع غير الربحي لمشاركة شغفهم بالبيئة وتثقيف الآخرين بأهمية الحفاظ عليها ومن خلال تأكيدها على ترابط جميع الكائنات الحية تشجّع الجماهير على اتخاذ من أجل كوكب أكثر صحة.
شاركت جين غودال العديد من العبارات العميقة التي تلهم العمل والوعي بقضايا الحفاظ على البيئة ومن أقوالها :
وتؤكد هذه الأقوال أهمية الفعل الفردي والمسؤولية في صناعة التغيير الإيجابي وتشجّع المتحدثين في القطاع غير الربحي على تحفيز جماهيرهم للانخراط في القضايا الجوهرية والإسهام في بناء عالم أفضل.
إن استخدام تقنيات مثل الصور الحيّة والشخصيات القابلة للتعاطف والبناء الواضح للقصة يعزّز من قوة السرد ـ فعلى سبيل المثال قد يروي المتحدث لحظة بعينها غيّرت نظرته إلى العالم مما يجعل الجمهور يشعر بأنه شريك في هذه الرحلة ويلهم هذا الارتباط العاطفي المستمعين غالبًا لاتخاذ إجراء سواء عبر التبرع أو التطوع أو المناصرة من أجل التغيير.
إضافة إلى ذلك ينبغي للمتحدثين التأكيد على أهمية التعاون والعمل الجماعي، إن إبراز قصص نجاح تُظهر جهودًا مجتمعية مشتركة يمكن أن يدفع الأفراد إلى توحيد الجهود من أجل هدف واحد ومن خلال تنمية شعور بالانتماء يستطيع المتحدثون في القطاع غير الربحي إلهام جماهيرهم ليصبحوا مشاركين فاعلين في دفع التغيير الإيجابي.
قوة المتحدثين في القطاع غير الربحي
لا يمكن الاستهانة بأثر المتحدثين في القطاع غير الربحي ـ فهم يمتلكون القدرة على إلهام التغيير وتحفيز إتخاذ إجراء وبناء إحساس بالمجتمع ومن خلال شغفهم وتقنياتهم في سرد القصص يتواصلون مع الجماهير على مستوى شخصي فتغدو القضايا الجوهرية أكثر قربًا ووقعًا في النفوس ومن خلال مشاركة تجاربهم ورؤاهم يمكّنون الآخرين من الإسهام في قضايا ذات معنى.
إضافة إلى ذلك يلعب المتحدثون في القطاع غير الربحي دورًا محوريًا في بناء شبكات دعم تشجّع التعاون والعمل الجماعي ومع استمرارهم في إيصال رسائلهم يخلقون أثرًا متشعبًا يمكن أن يقود إلى تغييرات اجتماعية كبيرة فقوة كلماتهم قادرة على إشعال شرارة الشغف في نفوس الآخرين وتشجيعهم على اتخاذ خطوات نحو مستقبل أفضل.
تقدّم النماذج التي استعرضها المقال ملامح واضحة لما يمكن أن يصنعه المتحدث الملهم حين يجمع بين الشغف بالقضية، والقدرة على السرد، والحضور الإنساني القريب من الناس. ومع أن التجارب الواردة هنا عالمية السياق، فإن جوهرها قابل لأن يُعاد توظيفه في بيئات العمل غير الربحي عبر بناء ثقافة خطاب عام واعٍ، يستخدم المنصات والمنابر بذكاء لتعبئة المجتمع حول قضاياه الأكثر إلحاحًا.
يستعرض هذا المقال مفهوم المتحدثين في القطاع غير الربحي ودورهم في إلهام التغيير وبناء مجتمعات فاعلة، من خلال نماذج عالمية مثل سيمون سينيك، برينيه براون، ميليندا غيتس، ميشيل أوباما و جين غودال. يوضح النص الصفات الجوهرية للمتحدث المؤثر، مثل وضوح الرسالة، الشغف بالقضية، القدرة على السرد القصصي، وبناء الثقة مع الجمهور.
كما يبرز كيف يمكن للقصَص الشخصية، والعمل المجتمعي، والثقافة التنظيمية الداعمة أن تحوّل الخطاب من مجرد كلمات إلى حراك اجتماعي مستدام يعزز التبرع، والتطوع، والمناصرة لقضايا التعليم، والصحة، والعدالة الاجتماعية، والاستدامة البيئية، مع تقديم إضاءات عملية لصنّاع المحتوى والمتحدثين والمديرين في المنظمات والمؤسسات الأهلية اليوم وغدًا على المستويين المحلي والعالمي.
مقال مُترجم بتصرّف بقلم ستيفان بورشر بتاريخ 12 نوفمبر 2025
- هل كانت هذه المقالة مفيدة؟
