كيف تحقق الاستدامة في مجتمع محدود الدخل؟

ع ع ع

قد يكُون جمع الأموال في المُجتمعات التي تفتقر إلى الموارد صعبًا بشكل خاصّ عندما يكون لدى العديد من أعضاء المُجتمع مواردُ محدودةٌ للغاية لادّخارها، وعلى الرُّغم من هذه التّحدّيات الكبيرة، هناك بعض الفرص لإشراك المُجتمع للمُساعدة في جهود جمع الأموال.


1- تعزيز ثقافة العطاء

يمكن أن تعمل المنظمات غير الربحية مع المجتمع لتعزيز ثقافة العطاء، والفرضية الأساسيّة في هذا الصّدد هي تثقيف أفراد المجتمع المحلي بشأن الترابط بين المنظمة وأعضاء المجتمع المحلي والحاجة إلى خلق الدّعم المتبادل، وهذا أمرٌ مهمٌ بشكل خاصّ بالنّسبة للمُنظّمات غير الرّبحيّة والتي يُنظَر إليها في المقام الأول باعتبارها من موفري الخدمات. 

ويجبُ أن تُركز المنظمات غير الربحية في هذه الحالات بشكل إضافيّ على تلقين أعضاء المجتمع أنّ المنظمة تحتاج إلى دعم من المجتمع، وأن تعزز القوة التنظيمية قدرة وقُوة المُجتمع. وكجُزء من هذا الجهد التعليميّ، فمن الأهمّية بمكان أن ننقُل أنّ اعتماد المنظمة على الدّعم المُجتمعيّ لا يُعرّضُ قُدرتها على تلبية احتياجات المُجتمع للخطر. 

ومن بين أهمّ هذه الإستراتيجيّات التعليميّة التّركيز على تشجيع الأعضاء على تقديم التبرعات، حتى ولو كانت هذه المبالغ ضئيلةً، وإشراك أعضاء المُجتمع في الجُهود الرّامية إلى جمع التبرعات وأيّ مُؤسّسة غير ربحية يُمكنُها من خلال ذلك أن تعمل على توسيع قاعدة التّمويل بين أعضاء المجتمع وتأسيس ثقافة العطاء.


2- مُعالجة الفجوة القائمة والمُتمثّلة في "الاستعداد للتبرُّع"

من الأهميّة بمكان مُساعدة أفراد المُجتمع المحلّي في المُجتمعات ذات الموارد المؤجِّرة على فهم الكيفيّة التي سيُساعدهم بها منح مواردهم الماليّة الشّحيحة في نهاية المطاف أو في الأمور التي يهتمون بها. ومن شأن مساعدة أعضاء المجتمع في إنشاء هذا الارتباط أن يُعزّز الرّغبة في المساهمة في القضيّة المُستهدفة، وسيتطلّب ذلك مُراسلات واتّصالات واضحة من المُنظّمة غير الرّبحية إلى المُجتمع.

ويجبُ ربط هذا الجُهد التسويقي بجهود التّخطيط السّابقة، حيث يُمكن أن تدمج المُنظّمات غير الربحيّة أهداف جمع الأموال والبرمجة للتّواصل بفعاليّة مع أعضاء المجتمع بطريقة يمكنهم فهمها.


3- تحديد بعثة اجتماعية لها أولويات ماليّة وثقافيّة مُتنافسة 

يتعيّن على المُنظّمات في المجتمعات المحلّية ذات الدّخل المنخفض أن تُحقّق التّوازن الصّحيح بين الوفاء بتوقعات المُموّلين السّائدين والهيئات الإداريّة والبقاء على اتّصال بالمُجتمع المحلّي، وأن يُنظر إليها على أنّها حقيقيّةٌ.

وقد وَجدت الأبحاثُ أنَّ المُنظّمات الموجُودة في مُجتمعات الأقلّيات بحاجة إلى تلبية توقُّعات المُموّلين الرئيسيّين مع تجنُّب جعل الأشخاص الذين تخدمهم ينظرون إليها على أنّها خائنةٌ للمبادئ، وتقعُ المُنظّمات التي تخدم مُجتمعات الأقلّيات بين التوقُّعات المُناقضة المُحتملة بناءً على معايير ثقافية مُختلفة:

فمن ناحية، يُريد أصحابُ المَصلَحة الذين يُخصّصون التّمويل والموارد الأُخرى من المُنظّمات أن تَفي بتوقُّعاتهم من أجل الحفاظ على ثقَة رأس المال الاجتماعيّ. ومن ناحية أُخرى، فإنّ المُشاركين في البرامج ذات الدّخل المُنخفض لا يثقُون إلّا بالمُنظّمات التي تُحافظُ على أَنماط التَّواصل المُستخدمة في جميع أنحاء المُجتمع، كما تُفضّل كُلّ مجمُوعة من مجموعات أصحاب المَصلحة هذه نتائجَ واستراتيجيّات بَرنامجيّة مُختلفة، وتحدّيات الإدارة التي تُواجهُها هذه المُؤسسات تنبعُ من مُحاولة إرضاء شَبَكتين لها أهدافٌ مُختلفةٌ.

قد تفرضُ الاختلافات الثّقافيّة بين قيادة ومُوظّفي المُنظّمات غير الربحيّة والمُجتمعات التي تخدمُها تحدّيات إضافيّة للاستدامة، فالظُّهور بمظهر دخيل في الأَحياء ذات الدَّخل المُنخفض قد يُؤدّي إلى إجهاد مُشاركة المُجتمعات المحليّة، كما أنَّ التواجد المادّي في المُجتمع فضلاً عن سجلّ ثابت لخدمة المُساءلة لصالح سكان المنطقة يُؤسّس للثقة في مجتمع يتحفّظُ عن دوافع الغُرباء إلى الارتباط بالمجتمع. 

بيد أنّ الضُّغوط الرامية إلى الالتزام بأولويات المُمولين وسبل إدارة أعمالهم من دون تدخل من المجتمع قد تُهدّد هذه العلاقة.

وعلاوةً على ذلك، عندما تنشأُ مُنظّمات غير ربحيّة في مناطق ذات دَخل مُنخفض، فإن التوتُّرات من المُمكن أن تَرتفع بين الخُبراء الخارجيّين ومُوظّفي المُنظّمة وأعضاء المُجتمع، ويُمكن لذلك أن يُؤدّي إلى ضَغط على علاقة الشّراكة.


4- وضع استراتيجيّة تسويق تُحدّدُ بوُضوح المُهمّة الاجتماعيّة

عند التّسويق للخدمات إلى السُّكان ذوي الاحتياجات العالية، من المهم أن يتم إبلاغ البعثة والخدمات التي تقدمها المنظمة بشكل واضح ومتواصل بأنها تلبي على وجه التحديد الاحتياجات الفريدة للسكان. ومن خلال القيام بذلك، فإنَّ عدم تحقيق الأرباح في المناطق ذات الموارد المُنخفضة، يُمكنُ أن يعملَ بشكل أفضل على ترسيخ تخصُّصاتها وزيادة قُدرتها التّنافسيّة داخل السّوق الأكبر حجمًا. 

يخدمُ التّواصُل مع هذه السُّوق المُخصّصة أيضًا غرضًا في الحصول على دعم المُموّلين من خلال الإعلان عن تلبية الاحتياجات غير المُلبّاة من خلال خدماته.


5- استخدام التقنية للوُصول إلى جماهير جديدة

إنّ الاستخدام الفعّال للتقنية لتسويق المُنظّمات غير الرّبحيّة التي تَخدم المناطق ذات الموارد المُنخفضة أمرٌ مهمٌّ في البقاء على صلة بالمُجتمع وبين المُمولين. ومع ذلك، اعتمادًا على الاستراتيجيّة المُستخدمة، يُمكن أن تكون أساليب تقنية المعلومات مواردًا كثيفةً. هناك منافذ وسائط اجتماعية مُنخفضة التكلفة، مثل Twitter وFacebook، يُمكن استخدامها من قبل هذه المُنظمات غير الربحية. ويمكن أن تكون هذه المنافذ مفيدةً في نقل المعلومات الحديثة دون الحاجة إلى إنفاق موارد ماليّة أو تقنية كبيرة.

ومن بين التحدّيات التي تُواجه هذه المنافذ الإعلاميّة الاجتماعيّة الأقلُّ تكلُفةً الحاجة إلى زيادة الجُمهور الذي تصل إليه هذه المنافذ. لذلك، من المُهمّ الإعلان عن توفُّر هذه المنافذ الإعلاميّة الاجتماعيّة واتّخاذ وسائل فعّالة لزيادة عدد المُتابعين أو المُعجبين. 

من بين التحدّيات التي تُواجه العديد من المُنظّمات غير الرّبحيّة التي تخدم المُجتمعات ذات الاحتياجات الأعلى عدم القُدرة على صيانة أو تحديث مَواقعها على شبكة الإنترنت. والحلُّ المُحتمل لهذه المَسألة هو مُجرّد تضمين معلومات وصفيّة عامّة لا تحتاجُ إلى تحديثها بصورة مُتكرّرة.

وأخيرًا، من المُهمّ أن نضع في اعتبارنا أنَّ استخدام تقنية المعلومات لأغراض التّسويق لا يحلُّ محلَّ أساليب الاتّصال التقليديّة (الاجتماعَات الشّخصيّة، وما إلى ذلك) في الحفاظ على مسارات اتّصال فعّالة في المناطق ذات الموارد المنخفضة.


المصدر


  • هل كانت هذه المقالة مفيدة؟
  •    

اشترك في نشرتنا البريديّة

scroll to top