التسويق العصبي

ع ع ع

هذه المادة مقتبسة من تغريدات لـ أنس أبو ندا


يعتبر التسويق العصبي من أحدث علوم التسويق وأخطرها! ويصفه البعض بأنه غسيل للدماغ ووسيلة للسيطرة عليه! وتحكم في قراراته باستخدام الرنين المغناطيسي! ووسائل أخرى لقياس ردود الفعل المختلفة عند رؤية صورة ما أو لون أو صوت بل وحتى رائحة!


يستخدم التسويق العصبي تحليل تعبيرات الوجه، وتتبع حركة العين، وتحليل الصوت، واختبار كشف الكذب، وفحص التخطيط الكهربائي للدماغ، وتستخدم نتائج تلك التحليلات في تحديد ما يلزم أن نعرض المتبرع له حتى يتخذ قرار التبرع! أو أي قرارات أخرى تستفيد منها المنظمة.


وبكل تأكيد فإن هناك ما يتعارض مع أخلاقيات مهنة التسويق في مثل هذا النوع، لأنه يجعل المتبرع يتصرف لصالح المنظمة دون وعي وإدراك كاملين، وربما تكون قراراته بعيده كل البعد عن قناعته وفائدته كمتبرع.


وعلى سبيل المثال: استخدام بعض الصور لبعض النساء والأطفال في أوضاع إنسانية صعبة، يعتبر من التسويق العصبي الذي يسيطر على عقل المتبرع، وقد يجعله يتبرع دون أي قناعة منطقية، كذلك مسألة تفتيت الأسهم والمساهمات في بعض المشاريع الكبيرة تجعل المتبرع يتجاوز مرحلة التخوف من المساهمة بمبلغ كبير، فعندما يعرض عليه مساهمة بتبرع بسيط في مشروع ضخم يشبع حاجته للعطاء.


أيضاً من مجالات التسويق العصبي استخدام الرائحة وهذا قد يكون قليلاً في القطاع غير الربحي والجمعيات الخيرية، ولكنه في المجال التجاري مستخدم بشكل كبير، كرائحة القهوة في المقاهي، والعطور والبخور في المتاجر الراقية تجعل بيع سلع عالية التكلفة أمر أسهل، لأنها تعطي حالة من الراحة وتخدر التفكير.


وهذا النوع من التسويق (التسويق العصبي) يحتاج إلى ممارسة وتجربة لدراسة ردود فعل المتبرعين، على كل ما يقع نظرهم عليه أو يلامس أنوفهم أو تسمعه آذانهم، فإذا كانت الإضاءة البيضاء الشديدة تعطي شعوراً بالتوتر والاستعجال مما قد يجعل المتبرع يهرب ويخرج سريعاً فإن اختيار الإضاءة ودرجة الحرارة والرائحة المناسبة ذكاء تسويقي!


وأخيراً فإن المسوق هو من يحدد كيف يستخدم التسويق العصبي بطريقة أخلاقية راقية لا تؤثر سلباً على جمهوره، دون التغرير بهم، مع تحقق الفائدة الحقيقية لكلا الطرفين.


المصدر


  • هل كانت هذه المقالة مفيدة؟
  •    

اشترك في نشرتنا البريديّة

scroll to top