الذكاء الاصطناعي

ع ع ع

على الرغم من أن ظهور الذكاء الاصطناعي يهدد الإنسانية، إلا أن ذلك لا ينطبق على المنظمات غير الربحية، ففي الواقع، يتمتع الذكاء الاصطناعي بإمكانيات هائلة للمساعدة في تحسين أداء المنظمات غير الربحية وإحداث تغيير واقعي وملموس في العالم.

ما هو الذكاء الاصطناعي وفيما تكمن أهميته؟

يمكّن الذكاء الاصطناعي الأجهزة من معالجة المعلومات والتعلم. وهو عبارة عن مجموعة واسعة من التخصصات والتكنولوجيات التي تؤدي المهام، وتحل المشاكل التي كان يقتصر حلها سابقا على الكفاءات البشرية، كما تعتبر قدرة التقنية على التعامل مع البيانات، دون الحاجة إلى البرمجة المسبقة لعملية تطوير البيانات، إنجازاً هائلا في حد ذاته.

علاوةً على ذلك، يمتلك الذكاء الاصطناعي القدرة على التعلم باستمرار وتحسين أدائه بمرور الوقت، على عكس البرمجيات الثابتة التي تقوم بنفس الروتين مراراً وتكراراً، كما يتميز بالقدرة على تشغيل الملايين من السيناريوهات ومواصلة العمل دون توقف الاجتماعات.

وخلافاً للبرمجيات التي تنتظر التعليمات من المستخدم، فإن الذكاء الاصطناعي يستخدم بشكل استباقي عدداً من الإستراتيجيات لاتخاذ الإجراءات بصفة مستقلة.

 

وفي حين أن بعض الشركات تخشى أن يتسبب الذكاء الاصطناعي في انخفاض فرص العمل، فإنه يسمح للمنظمات غير الربحية عن طريق استخدام البيانات والتحليلات بتوسيع نطاق قدراتها، وبناءً على ذلك، لن يؤثر الذكاء الاصطناعي سلباً على التوظيف في القطاع غير الربحي، بل سيعزز من قيمته.

الذكاء الاصطناعي: بين الماضي والحاضر:

لقد كان السعي وراء توظيف تقنية الذكاء الاصطناعي عملاً متواصلاً لأكثر من 60 عاماً، فخلال فترة الخمسينيات، كان مشروع البحث الصيفي في كلية Dartmouth محورياً في تحديد هذا المجال واختيار رؤية للتقنيات التي تغير عالمنا باستمرار، وبعد ذلك، انتقل الذكاء الاصطناعي من المرحلة النظرية إلى المرحلة التطبيقية.  

وعلى هذا النحو، انتشرت علامات الذكاء الاصطناعي التطبيقي، والتحليلات التنبؤية، والتعلم الآلي، وأنظمة التعلم في عالمنا، وكان ظهور المُساعد الرقمي “Microsoft’s Clippy”، لأول مرة في برنامج Microsoft محاولة مبكرة لاستخدام الخوارزميات لفهم سلوك المستخدم وتحديد توصياته.

ثم تطورت البرمجيات، وظهر “Cortana” المساعد الشخصي الرقمي المطور من قبل Microsoft، بالإضافة إلى “Siri” من Apple، واستغرقت هذه الأدوات والتقنيات سنوات لتتطور وتضيف قيمة لحياتنا اليومية، وفي هذا الإطار، ساعدت شركة بلاكبود للبرمجيات المنظمات غير الربحية على اتخاذ قرارات أفضل حول مشاركة المؤيدين.

كيف تساعد البيانات في تطوير الذكاء الاصطناعي؟

تعتمد إمكانيات الذكاء الاصطناعي للمنظمات غير الربحية على إمكانيات البيانات، لأنها تمثل المادة التي يتعلم منها، وتعتبر البيانات العنصر الأكثر وفرة في المجال الخيري، مثل البيانات المتعلقة بالمؤيدين، والأعضاء، وأصحاب المصلحة، كما توفر توضيحات عن نجاح التعاقدات والحملات والبرامج وحتى الإنجازات.

وفي حال سعت المنظمة غير الربحية إلى تحقيق نتائج متميزة من خلال الذكاء الاصطناعي، فينبغي أن تعتمد بيانات ذات مغزى لقضيتها وللنتائج التي تسعى المنظمة لتحقيقها.

الذكاء الاصطناعي المصمم خصيصا للمنظمات غير الربحية يحدث تأثيراً حقيقياً:

تكمن المعادلة الصحيحة للنجاح في المجال الخيري في مزيج من البيانات الصحيحة والتحليلات الثاقبة وإعداد التقارير، وتطبيق الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى الخبرة المناسبة، كما يتطلب الاستخدام الفعال للبيانات، والتحليلات، والذكاء الاصطناعي في صلب المنظمات غير الربحية عنصراً هاماً جداً، يتمثل في الكفاءات البشرية، فمما لا شك فيه، يتطلب القطاع غير الربحي مهارات وخبرات عالية في هذا المجال، إلى جانب حلول مصممة خصيصاً لتلبية الاحتياجات الخاصة بهذا القطاع بالتحديد.

من جانب آخر، ينبغي أن توظف المنظمات غير الربحية قدرات الذكاء الاصطناعي المصممة طبقاً للاحتياجات الخاصة والأغراض المختلفة لهذا القطاع، ويتمثل الهدف الأساسي في القطاع غير الربحي في مساعدة المنظمات غير الربحية على شد اهتمام أكبر عدد من المتبرعين والمؤيدين، من أجل تغيير العالم نحو الأفضل، على عكس المجال الربحي الذي يسعى للترويج لسلع معينة.

 

ولتحقيق الأهداف المنشودة، من خلال تقنية الذكاء الاصطناعي، يجب توفير البيانات الصحيحة، والخبرة السياقية، والتعلم المستمر؛ وعندما تجتمع هذه المعطيات، يمكن لتلك الإمكانيات أن تحقق تأثيرا حقيقيا. فعلى سبيل المثال، تستخدم شركة “Blackboard” الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لتوجيه التوصيات إلى الممولين مباشرة في تطبيقات البرمجيات الخاصة بهم. وبالتالي، لا يحتاج المهنيون في المجال غير الربحي إلى أدوات أو مهارات خاصة لاتخاذ إجراءات بشأن المعلومات.

 

إلى جانب ذلك، يتطلب استمرار نجاح القطاع غير الربحي أن تعتمد المنظمات على البيانات المناسبة؛ ويعني ذلك توظيف البيانات، والتحليلات، إلى جانب الذكاء الاصطناعي لتلبية الطلبات المتزايدة، وفي حال اعتمد الذكاء الاصطناعي على البيانات الصحيحة، التي يتم تصميمها من قبل خبراء يحددون السياق الذي يميز القطاع الخيري عن غيره من القطاعات الأخرى، فبإمكانه حينها أن يكون من بين العوامل الرئيسية والفاعلة في تحقيق التغيير الذي تسعى إلى إحداثه المنظمات غير الربحية.

 

الموقعأنبي إنغايدج

  • هل كانت هذه المقالة مفيدة؟
  •    

اشترك في نشرتنا البريديّة

scroll to top