استدامة المواهب في المنظمات غير الربحية

ع ع ع

من الضروري أن يضم طاقم عمل منظمتك غير الربحية أشخاصاً موهوبين ويتمتعون بمهارات عالية. ووفقاً لاستبيان ممارسات التوظيف في المنظمات غير الربحية لسنة 2017، ازدادت المنافسة على توظيف المواهب في القطاع غير الربحي. وفي الوقت الحاضر، بات الأشخاص الموهوبون الذين كانوا فيما مضى ينجذبون إلى الفضاء غير الربحي، أكثر ميلاً للعمل في المؤسسات الاجتماعية.

للتصدي لهذه الظاهرة، والنجاح في استقطاب المواهب إلى القطاع غير الربحي، ينبغي على جميع المنظمات أن تسعى جاهدة إلى تحقيق “استدامة المواهب” من خلال مواءمة استراتيجيات المنظمة مع مهامها.

المنظمات التي تركز على المواهب هي الأكثر استدامة

لسائل أن يسأل: كيف يمكن تعريف الاستدامة عندما يتعلق الأمر بالمنظمات غير الربحية، ولماذا يجب عليك السعي لتحقيقها؟ في الواقع، يتم تعريف الاستدامة بطرق مختلفة، من بينها:

        “تكمن استدامة المنظمات غير الربحية في التقاطع بين التأثير الاستثنائي والجدوى المالية”، على حد تعبير جين بيل وستيف زيمرمان في كتابهما “فكر الاستدامة”.

        “عادة ما يُستخدم مصطلح “الاستدامة” في المنظمات غير الربحية والجمعيات الخيرية لوصف منظمة قادرة على الصمود على المدى البعيد، مما يساهم في استمرار قدرتها على الوفاء بمهمتها”، على حد تعبير ميغان كوليدج التي تعمل في منظمة “Community Health Partners”.

        ووفقا لنيل إدجينغتون، الذي تترأس شركة الاستشارات الإدارية “Social Velocity”، “تتمكن المنظمات غير الربحية من المحافظة على استدامتها عندما تجني ما يكفي من الأموال لتوظفها بشكل فعال”.

تساهم الموارد المالية في المحافظة على استدامة المنظمات غير الربحية لكن امتلاك المواهب ضروري أيضاً في القطاع غير الربحي. وتعرف إدارة الموارد البشرية في المنظمات غير الربحية الاستدامة كالتالي: “يمكن للمنظمة غير الربحية تحقيق الاستدامة من خلال جمع المال الكافي واستثماره بشكل فعال وتوظيف الأشخاص الضروريين لضمان استمراريتها؛ ما يساعدها على تحقيق أهدافها على المدى البعيد.

عندما يكون طاقم عمل منظمتك غير الربحية زاخراً بالمواهب، ستتمكن من مواصلة عملك على المدى البعيد. وسيكون لمنظمتك تأثير أكبر على المجتمعات التي تخدمها وستتمكن من المحافظة على هذا التأثير. إلى جانب ذلك، إن اكتساب فريق قوي من شأنه أن يحدث فرقاً كبيراً فيما يتعلق بالتبرعات. فعلى سبيل المثال، تلقت منظمة “GlobalGiving” تبرعات أربع مرات أكثر بعد الاستثمار في تطوير مهارات موظفيها.

يوجد ثلاثة أنواع من المنظمات غير الربحية، وهي تصنف حسب درجة تركيزها على استراتيجية توظيف المواهب: المنظمات المتغافلة عن قيمة المواهب، المنظمات الواعية بقيمة المواهب، والمنظمات التي تصب كل تركيزها على استقطاب المهارات.  

أولا، تكرس المنظمات المتغافلة عن قيمة المواهب القليل من الموارد لجذب المواهب أو تطويرها أو حتى الاحتفاظ بها. وعلى هذا النحو، غالباً ما تكون ممارسات التوظيف والتطوير والاستبقاء غير فعالة وغير موجودة في خطط هذا النوع من المنظمات. ويعزى سبب ذلك إلى تركيز القيادة على برامج تعنى بجمع التبرعات والتمويل.

ثانيا، تحاول المنظمات الواعية بقيمة المواهب تخصيص الموارد اللازمة لجذب المواهب وتطويرها واستبقائها. وتعتمد هذه البرامج عادةً من قبل المنظمات التي تدرك مدى أهمية المواهب، ولكنها لا تعتبرها ضرورية لضمان استمراريتها. ونتيجة لذلك، تكون الاستثمارات في التوظيف والتطوير والاستبقاء غير متناسقة، ولا يتم التخطيط مسبقا لإدارة المواهب. وفي حال حدث التخطيط لإدارة المواهب، لا يتم دمجها مع الخطة الاستراتيجية الشاملة للمنظمة.

ثالثا، تحظى المنظمات التي تركز على استقطاب المواهب بالمعيار الذهبي لإدارة المواهب الخاص بالمنظمات غير الربحية. في هذا النوع من المنظمات، يكون تخصيص الموارد لجذب المواهب والتطوير واستبقاء مخططا له. كما يُنظر إليه على أنه ضروري لضمان نجاح المنظمة على المستوى التنظيمي. وتعد خطة التوظيف والتطوير واستبقاء الموظفين أولوية لهذا الصنف من المنظمات، حيث تقوم بدمج إدارة المواهب مع الخطة الاستراتيجية الشاملة للمنظمة.

كيف يمكن أن تصبح منظمتك مركزة على استقطاب المواهب؟

يمثل إدراك فوائد التركيز المواهب البداية نحو تحقيق هذا الهدف وتطبيقه بصفة فعلية في منظمتك. ولتحقيق أداء ونتائج جيدة والمحافظة على استدامة منظمتك غير الربحية، يجب أن تسعى إلى:

وضع غاية معينة

يجب أن تدرك أن تأثير منظمتك على الجهات المانحة مرتبط بمدى إعطاءك الأولوية لاستقطاب المواهب. كما تعد الموهبة من بين الأصول التي يجب إدارتها ورعايتها وحسن استثمارها.

الاستراتيجية

يجب أن تضع استراتيجية إدارة المواهب وتضمن توافقها مع الاستراتيجية والأهداف والنتائج التنظيمية الشاملة للمنظمة. كما يجب وضع مقاييس تساعدك على قياس فوائد إدارة المواهب. فعلى سبيل المثال، يمكنك توضيح أنه مقابل كل عشرة آلاف ريال تم استثمارها في تطوير المواهب، شهدت مؤسستك نسبة مشاركة أعلى وأداءً تنظيميًا أفضل.

الاندماج

لتصبح منظمتك أكثر تركيزاً على استقطاب المواهب، يجب دمج الاستراتيجية التنظيمية مع استراتيجية إدارة المواهب. ولتحقيق ذلك، فكر في الاستعانة بموظف في الموارد البشرية على مستوى القيادة، مثل رئيس الموارد البشرية أو كبير مسؤولي المواهب، لضمان تعاون أفضل بين فريق القيادة وتحديد أولويات هذه الإدارة.

———————————————-

الموقع: نون بروفيت أيتش آر

  • هل كانت هذه المقالة مفيدة؟
  •    

اشترك في نشرتنا البريديّة

scroll to top