الاستدامة: الحلم الممتنع!

ع ع ع

في الصيف الماضي، بدا أنّ مُنظّمة جراوندز ويل المُتمركزة في مقاطعة واشنطن الأمريكيّة قد قطعت شوطاً كبيراً في العمل الخيري وهي تتفاوض نيابةً عن الأحياء والجماعات المحليّة حول إنخفاض مُعدّلات الطّاقة المُتجدّدة لكن تمويلها قد تلاشى شيئًا فشيئًا، والعديد من المنح وعقود الأداء التي صاغتها المؤسسات الغير هادفة للربح والتي كانت تصطف في السابق قد تراجعت عندما واجهت المؤسسات المانحة صعوبات مالية خاصّةً بها.

وقال المدير التنفيذي ويل بيرن: "كُنّا بصدد النُّمُوّ، لكن استقرارنا المالي لم ينمو باعتبارنا مؤسسةً غير ربحية"، "إنّنا عبارةٌ عن هيئاتٌ مُنفصلةٌ تقريبًا"، وتسعى المؤسسة الآن إلى إبطاء اعتمادها على المستثمرين الخارجيين من خلال استكشاف نماذج الإيرادات المكتسبة، بما في ذلك تحصيل رسوم رمزية مقابل عملها، وأضاف بايرن أن الإيرادات التي تحققت حتى الآن لا تعوض مجموع نفقات المنظمة، لكنها بدايةٌ.

ويُعدُّ هذا إنحرافاً عن نموذج العمل المعتاد الذي تتنافس فيه المنظمات الغير ربحية، في كثير من الأحيان يكون بلا نهاية، للحصول على مجموعة محدودة من الأموال المقدمة من المانحين الأفراد والمؤسسات التي تقدم المنح والشركات والوكالات الحكومية، في حين أن هذا النموذج يزيل العديد من الأعباء التي تأتي مع إدرار إيرادات، فإنه يترك أيضًا المنظمات غير الربحية في مأزق دائم لأن خدماتها متوقفة على هذا الاختيار صعب المنال.

والمآزقُ مُتعلّقةٌ بالرُّكود الاقتصادي الذي ضرب الاقتصاديات العالمية بعد أزمة 2008 الماليّة والتي دفعت الحكومات إلى تنفيذ خطط استثمارية توسعية في الانفاق من أجل تفادي حدوث كساد بالأسواق وتفادي الاضطرابات الداخلية التي يمكن أن تنشأ عن ذلك وهو ما أدّى إلى زيادة العجز في ميزانيات تلك الدول.

وقد تركزت أوجه القصور هذه بشكل حاد خلال فترة الركود الاقتصادي تلك، ورأت العديد من المؤسسات أن تبرعاتها تتراجع ببطء في وقت كان فيه الطلب على خدماتها في ارتفاع، وقال بين "الكلمة الرئيسية التي خرجت بها المنظمات الغير ربحية من الركود هي التنويع". "تنويع دعم الحكومة المحلية ودعم الشركات ودعم المؤسسات والدعم الفردي." وأضاف بين أنّ المنظمات التي تسعى إلى تحقيق إيرادات "تحتاج إلى أن تدرك حاجتها إلى الكفاءات ووجود خطة للعمل، لأنه لكي تنجح مؤسسة اجتماعية ما، فإنها غالباً تحتاج إلى التغلب على السوق".

واجهت دي سي سنترال كيتشن ذلك التحدي في عام 1997 عندما قدمت وجبات الطعام لسكان المدينة ذوي الدخل المنخفض عن طريق شركة لتقديم الطعام يديرها المدانون بأحكام قضائية والمُدمنين المُتعافين الذين يشاركون في برامج التدريب على الطهي.

وقال مايك كورتين، الرئيس التنفيذي للمنظمات الغير ربحية "يمكن أن نكون أعظم أشخاص في العالم .. ولكن إذا لم نطرح منتجًا عالي الجودة يتنافس مع منافسينا من أجل الربح، فلن نحصل على هذا العمل  ولا ينبغي لنا ذلك."

أعادت فريش ستارت كاترينج، بالإضافة إلى عقود تقديم وجبات صحية للمدارس والمرافق السكنية المُؤقّتة، 5.5 مليون دولار لـ " دي سي سنترال كيتشن" في العام الماضي، أي أكثر من نصف ميزانيتها السنوية، والتبرعات الخارجية تشكل الباقي.

وقال كورتين: "لكي تكون مؤسسةً اجتماعيةً عالية الأداء ومنتجة، يجب أن تكون مدفوعاً  برسالتها أوّلاً"، "عندما نأتي ببعض المال إلى الحد الأدنى، نجعل الأمر أفضل" لكن "إذا ذهبنا بعيداً عن الحد الأدنى" نبّه كورتين، "فقد حقّقنا عملًا آخر".


المصدر


  • هل كانت هذه المقالة مفيدة؟
  •    

اشترك في نشرتنا البريديّة

scroll to top