تطوير القيادة

ع ع ع

على الرغم من الاهتمام الكبير الذي توليه المنظمات غير الربحية بتنمية أسس القيادة، إلا أنه لا يزال هناك الكثير من النقاط التي يجب التطرق إليها بشكل مفصل، في الحقيقة، تعتقد العديد من المنظمات غير الربحية أن تنمية المهارات القيادية أمر مكلف للغاية، حيث يستوجب القيام بدورات تدريبية للغرض والتفرغ بشكل كامل، في الوقت ذاته، تؤمن بعض المنظمات غير الربحية أن تدريب الموظفين فيما يتعلق بالجانب الريادي والقيادي قد يكون مفيدا ولكنه غير ضروري، في حين ينبغي أن يركز القادة التنفيذيين على أمور أخرى أهم.

 

غالباً ما يؤدي اتباع هذا النهج الإداري في المنظمات غير الربحية إلى إضعاف رؤيتها ورسالتها بشكل خطير. بالتالي، لا بد أن يطلع كل مسؤول تنفيذي على خمس جوانب حتى تتمكن المنظمة من تطوير قيادة قوية.

  1.  تنمية الجانب القيادي توفر عائدات استثمار كبيرة:

أظهرت العديد من الدراسات أن الإدارة الفعالة لرأس المال البشري ومبادرات تنمية القيادة تساهم في نمو عائدات الاستثمار بشكل كبير، في الأثناء، توجد عشرات الدراسات الأخرى التي أثبتت أن الكثير من المنظمات مع اختلاف نوعها ومجال عملها أو نشاطها (صحة أو تعليم أو إعلام..)، قد نجحت في تحقيق استثمارات عالية من خلال تطوير الأسس القيادية ضمنها، ومن بين هذه الدراسات: “الاستثمار في إدارة رأس المال البشري وتنمية قدرات القيادة في المنظمة أمر مربح ويحقق منافع ملموسة تتجاوز التكاليف”.

 

  1.  تعزيز تنمية المهارات القيادية يؤدي إلى تعزيز مهمة المنظمة وإيراداتها إضافة إلى انخفاض التكاليف ودعم الاستقرار

لا يقتصر مفهوم عائدات الاستثمار العالي على الجانب المالي، فغالباً ما يؤدي تعزيز تنمية المهارات القيادية إلى خلق تحسينات ملموسة في المجالات التي تهتم بها المنظمات غير الربحية، وفي هذا الصدد، قد تعاني بعض المنظمات غير الربحية من تذبذب في حجم الأعمال، إلا أنه وبفضل التركيز على تطوير الجانب القيادي نجحت في التخلص من هذه المشكلة إلى الأبد.

من جانب آخر، أكدت بعض المنظمات أنها تمكنت من تحقيق أهداف النمو التي ترنو إليها، وذلك بفضل تركيز جهودها على دراسة المشاكل التي تعاني منها ومن ثم تطوير المواهب التي تحتاج إليها في صلبها لمواجهة هذه المصاعب، فضلاً عن ذلك، ومن خلال تكوين فريق يتمتع بأساسيات القيادة، يمكن الاستجابة لما تمليه إستراتيجية المنظمة، على العموم، ووفقاً لمنظمة أخرى، لا يتناقض الاستثمار في تنمية المهارات القيادية مع برامج المنظمة، بل يساهم في تعزيز حجم التأثير الذي تطمح المنظمة إلى بلوغه.

 

  1.  تنفق معظم المنظمات غير الربحية الأموال المخصصة لتنمية قيادتها بشكل غير فعال

عمدت الشركات إلى استثمار مليارات الدولارات على مدى 50 سنة الماضية لدراسة ووضع طرق فعالة لتطوير القادة الحاليين والمستقبليين، وكانت النتيجة جملة من المبادئ التي تحدد أفضل الممارسات والتي تعمل وفقا لأفضل البرامج في كل من الشركات والمنظمات غير الربحية، ولكن لسوء الحظ، هناك عدد قليل فقط من المنظمات غير الربحية التي بادرت باعتماد هذه المبادئ التوجيهية ومشاركتها.

أثبت خبراء التنمية المهنية أن حوالي 70% من التعلم في إطار العمل يتم من خلال دفع الموظفين للقيام بمهام تتجاوز معارفهم ومهاراتهم مما يساهم في تطورهم واكتسابهم لمهارات جديدة، في حين أن 20% يتم من خلال مساعدة المديرين والأقران للموظفين من أجل النجاح في هذه المهام. أما 10% فقط من التعلم واكتساب المهارات فيتم من خلال التدريب الرسمي، ومع ذلك، تركز معظم المنظمات غير الربحية موارد تنمية المهارات القيادية على هذه النسبة الأصغر المخصصة للتدريب والكتب والمؤتمرات، على الرغم من أن كل هذه الجوانب ضرورية، ولكنها غير كافية. بناءً على ذلك، تحتاج المنظمات غير الربحية إلى معرفة كيفية توظيف هذه المبادئ التعليمية في مجال تطوير الجانب الريادي والقيادي للأفراد حتى تتمكن من الاستفادة بشكل أفضل الموارد المخصصة لتنمية القيادة المحدودة.

 

  1.  قد تتمكن معظم المنظمات غير الربحية من خلق قيادة فعالة في حال تبنت نهجاً شجاعاً

يعتبر تصميم وتنفيذ برنامج تطوير القيادة الفعالة أمراً بسيطاً نسبياً ولكنه لا يخلو من الصعوبة لأنه يتطلب الشجاعة. ففي الغالب، سيخلق البرنامج الفعال مجموعة كبيرة من المواهب وخلفاء مستقبليين مستعدين لأداء أدوار هامة ضمن المنظمة.

 

تميل برامج تطوير القيادة لتخصيص موارد محدودة في الكثير من الأحيان لتستثمر في الموظفين الذين يمثلون مشروع قادة مستقبليين ناجحين، في الأثناء، يتطلب اختيار قائد من بين مجموعة من الموظفين الكثير من الشجاعة، فقد يبادر الأشخاص الذين لم يقع عليهم الاختيار بالاستقالة أو تبني موقف عدائي، علاوةً على ذلك، يتطلب الاستثمار في مبادرات القيادة بعض الشجاعة عندما يتعلق الأمر بالرواتب.

 

  1.  يمكن للمنظمات غير الربحية إجراء تحسينات كبيرة مجاناً وبشكل آني

يمكن للمنظمات أن تحقق تقدماً فورياً في تنمية المهارات القيادية، حتى مع وجود تمويل محدود أو منعدم، في حال كان لدى مؤسستك غير الربحية الوقت الكافي للقيام بشيء واحد، فليكن تعيين مدير تنفيذي يتمتع بالخبرة في مجال تطوير القيادة وإدارة التعاقب على مجالس الإدارة، إثر ذلك، امنح هذا المدير التنفيذي تفويضاً صريحاً ليقوم بدور رئيس لجنة مجلس إدارة رأس المال البشري، ويمكنك البحث عن مثل هذا الموظف انطلاقاً من لائحة شركائك أو مواقع التوظيف، ومن المهم أن تتخذ خطوة فعلية لتنمية وتطوير المكاسب القيادية في المنظمة، في حين يمكنك الاستعانة بالعديد من الدراسات المجانية المتوفرة في الغرض وثروة من الموارد المكتوبة الأخرى المتاحة.

 

الموقع: ستانفورد سوشل إنوفيشن

الكاتب: جايمس شابرد جونيور

  • هل كانت هذه المقالة مفيدة؟
  •    

اشترك في نشرتنا البريديّة

scroll to top